لن نتطرق هنا الى الأبعاد القانونية أو الاجتماعية أو الاقتصادية حول عودة الأراضي الأردنية إلى مكانها الطبيعي ضمن إطار الكل السيادي الأردني لكننا سنخوض قليلاً في الأبعاد الاستراتيجية والسياسية لموقف المواجهة الكلي مع «صفقة القرن» وهذه المواجهة بدأت تنعكس تماماً على كل الترتيبات والتوافقات الدولية مع مجمل دول الإقليم والعالم.
إن الرد الأردني الواضح من صفقة القرن اعتبره كثيرون أنه يأتي في سياق الردود التقليدية الخالية من المواجهة الفعلية وترجمة تلك المواجهة بهذه الصفقة المشبوهة من هذه الزاوية فأن الرد الأردني جاء من خلال رفض التمديد لملحقات اتفاقية السلام بيننا وبين العدو الصهيوني وذلك قد فاجأ الدبلوماسية الصهيونية وفاجأ أيضا الإدارة الاميركية وكل من كان يراهن على ان المواجهة الأردنية ستقصر على مواجهة إعلامية تستهلك الوقت والزمن عل وعسى تنضج ظروف سياسية افضل او صفقة اقل حدة في التعامل مع القضية الفلسطينية لكن الرفض القطعي لعدم التمديد وترجمة السيادة الفعلية على الأرض الأردنية التي احتلت بعد النكبة يعطي مؤشرا حقيقيا بأن المواجهة الشرسة والناعمة في مسارها القانوني تؤشر ودون أي معايير أخرى الى ان القرار السيادي الأردني نابع من منطلقات مبدأيه ونعني ان المعاهدة بجانبها السياسي قد سقطت بالتوازي مع سقوطها شعبيا وهذا السقوط سيصل في مرحلة متقدمة الى مرحلة اللاعودة اذا استمر الكيان الصهيوني في اعتداءاته وضربه بعرض الحائط كل الاتفاقيات الموقعة والمعاهدات الدولية والقرارات الأممية وان الأردن قادر بعون الله ان يكون المساهم الفعلي في اسقاط مؤامرة القرن وهذا هو بالضبط ما أراده الأردن في سياق مواجهته لمشروع التمديد.
وهو ما جعل الكيان الصهيوني العودة الى اللعبة السياسية القديمة من خلال الضغط واشهار العصا والجزرة في التعامل مع الموقف الصلب للشعب الأردني خلف قيادته الهاشمية والذي راكم المكتسبات السياسية الممنهجة من خلال تفعيل وتطوير هذه المواجهة مما جعل كل المنظمات الدولية والإقليمية للاصطفاف خلف موقف جلالته من القضية الفلسطينية وهو ما تم انتزاعه نعم انتزاعه من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن منظمة التعاون الإسلامي وأخيرا من دول عدم الانحياز الذي انعقد أخيرا في مدينة باكو عاصمة أذربيجان وتجلت المواجهة الحقيقية والصلبة دون تردد اثناء وخلال عملية الافراج عن المعتقلين الأردنيين هبه وعبدالرحمن لهذا كله فان الرسائل رغم نعومتها ودبلوماسيتها الحريصة على سمعة الأردن كانت تراكم مكتسبا خلف مكتسب وجعلت الأردن قادراً وبكل وضوح ان يقول لا والف لا رغم ما ترتب على ذلك وما سيترتب عليه من شد على البطون يتحمله الشعب الأردني بقناعة مطلقة ان مقولة الامن والاستقرار لا تتأتى فقط من خلال الضغط الاقتصادي انما المواجهة الحقيقية هي في وعي الشعب الأردني بان قائد المسيرة قادر على قيادة المركب رغم الأعاصير السياسية التي عادت تعصف في المنطقة.
مواضيع ذات صلة