ونحن الآن في شهر تشرين الأول حيث بداية موسم قطاف الزيتون الأردني.. نتذكر بعض الأمثال الشعبية التي رددتها الذاكرة الشعبية حول أهمية الزيت والزيتون في حياتنا اليومية.
ومن تلك الأمثلة والأقوال:
خبزي وزيتي عمارة لبيتي.
القمح والزيت عمار البيت.
إذا كان في البيت خبز وزيت، وقفت أنا وغنيت.
ما حدا بقول عن زيته عكر.
أخضر الزيتون ولا يابس الحطب.
الزيت البري طيب بس لقاطه بشيب.
أيام الزيت أصبحت وأمسيت.
الزيت عمود البيت.
النبالي زيته سيال ولقاطه بهدي البال.
إشرب زيت وناطح الحيط.
الزيتونة مثل ما بدك منها.. بدها منك.
خلي الزيت في جرارة حتى تجيك أسعاره.
الزيت في العجين ما بضيع.
زيتنا في دقيقنا.
زي البومة على الزيتونة.
سيل الزيتون من سيل كانون.
طايش مثل الزيت على الميه.
ما بطلع الزيت إلا من كثر العصر.
الزيت مسامير الرُّكب.
زيته طيب ولقاطه بشيب.
الزيت الطيّب من الشّجر للحجر.
إللي إمُه في البيت بوكل خُبز وزيت.
في القرآن الكريم
وقد ذُكرت شجرة الزيتون في القرآن الكريم ست مرات في آيات قرآنية متفرقة بشكل صريح.. وذُكرت تلميحاً في القرآن أيضاً سبع مرات، لأنها شجرة باركها الله الرزاق الكريم.
فقد جاء في القرآن الحكيم في سورة «النور» الآية 35: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
وكذلك ورد في سورة «المؤمنون» الآية 20: (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين).
لذا... فقد حازت شجرة الزيتون قصب السبق وأصبحت موضع اهتمام العلماء، لِما لها من أهمية غذائية واقتصادية وصحية وبيئية، ولا أدل من ذلك من إقامة المؤتمرات العالمية والمنتديات العلمية والمنظمات المختصة التي تُعنى بشجرة الزيتون وبزيتها، وتأسيس الهيئات الدولية العالمية للعناية بهذه الشجرة وتطوير منتجاتها.
وقد أصبح زيت الزيتون في طليعة الزيوت النباتية المهمة لصحة الإنسان، حتى أطلق عليه علماء الغذاء والتغذية لقب «ملك الزيوت» لأفضليته الصحية والتغذوية على أنواع الزيوت الأخرى.
الزيتون في الأردن
وجاء في دراسة للباحث في الفلكلور الأردني » نبيل عماري» قوله ان: للزيتون عدة انواع منها:
- الرومي.. وهي شجرة معمرة عمرها آلاف السنين وموجودة في شمال الاردن، خاصة في جبل عجلون وقرى الكفارات، وقد تشاهد عظمتها في قرى دير أبي سعيد وجديتا وكفر الماء والوهادنة، وهي مميزة بزيتها الأخضر الداكن اللون.
- النبالي.. وفيه نسبة زيت عالية، وهو نوعية ممتازة وموجودة في جبال السلط والكرك وشمال الاردن والطفيلة، ويُستعمل لغايات الكبس» المخلل» بلونيه الأخضر والأسود.
- الصوري والقنابيزي.. ويمتاز هذا النوع بطعمه الرائع ولونه الزاهي، وهو موجود في معظم أنحاء الاردن.
- النصوحي جبع.. نسبة الى قرية جبع في فلسطين، وسمي نصوحي نسبة الى شخص اسمه نصوح جلب ثمرتة الى قريته جبع، ومن ثم نقلها الى كل أصقاع بلاد الشام، وهذا النوع من الزيتون كبير الحجم وطويل وذو لب غزير، وهو من الأصناف المناسبة للكبس والتخليل... وهناك أصناف أخرى.
في الأغاني الشعبية
ومن الأغاني الشعبية التي ما زال يرددها الفلاحون في بلادنا عند قطافهم وجمعهمم لحبات للزيتون في هذا الموسم:
على دلعونا وعلى دلعونا
بارك يا ربي بشجر الزيتونا
زيتون بلادي ما أزكى حباته
ما أحلى شكله وما أغلى زيتاته
والعالم كله يرغب أكلاته
الحبة منه أحسن ما يكونا
على دلعونا وعلى دلعونا
بارك يا ربي بشجر الزيتونا
في منه الأخضر في منه الأسمر
من غيره السفرة ولا مرة بتعمر
القلب بيفرح ساعة ما بيكبر
من منتوجاتة بنعمل صابونا
على دلعونا وعلى دلعونا
زيتون بلادي أجمل ما يكونا
زيتون بلادي واللوز الأخضر
والميرامية ولا تنسى الزعتر
على دلعونا وعلى دلعونا
زيتون بلادي أجمل ما يكونا
وأقراص العجة لما تتحمر
مَطيب طعمتها بزيت الزيتونا.
وقال قديماً الكاتب الانجليزي الدوس هكسلي في كتابه «شجرة الزيتون»: لو كنت استطيع الرسم، وكان لدي الوقت الكافي لقضيت عدة سنوات وأنا أرسم لوحات تصور شجرة الزيتون، فكم هناك من أشكال مختلفة لشجر الزيتون رغم أنها شجرة واحدة!!.
زرعوا ونزرع!
وهناك قصة كسرى والفلاح الشيخ الذي غرس زيتوناً.. وقصة التينة الحزينة على رحيل النبي محمد (ص).. حين قالت للزيتونة بنوع من التحدي: ما بك لا تحدّين على رحيل ابننا الكريم؟!
فقالت الزيتونة: (الحداد ليس بسقوط الورق، لكن قلبي من جوّا احترق...) وغير ذلك الكثير من الحكايات الشعبية الرائدة.
وقال أحد الفلاحين:
زيتونتي أطيب عروس
ما بتتثمن بالفلوس
تحميني من الفقر والبوس
ومن شر يوم عبوس.
الفوائد الصحية للزيت
وللزيتون عدة فوائد: فهو يحافظ على الصحة والحيوية ونظارة الوجه، ومضاد للاكسدة، ومكافحة السرطان، والقلب وشراينه، ومضاد للامساك وملين، وممتاز لأوجاع المفاصل، ويستعمل مع العجين لعمل لبخات لمعالجة الام العضلات والتشنجات.
وهومريح للأعصاب خاصة عند وضعه في السراج وإضاءة الفتيل.
ومن أجمل الأوقات عندما تخبز ربة المنزل خبز القمح البلدي المشروح اوالطابون وهو ساخن، مع اللبنة البلدية والزعتر وغمس الرغيف بالزيت البكر المبارك.
خشب الزيتون
ولشجرة الزيتون أهمية خاصة عند العرب والمسلمين منها أخشابها الممتازة ذات اللون البني العسلي الغني بالمواد الحافظة، التي تمنع تلفه وتسوسه وإصابته بالحشرات.
ويستخدم خشب الزيتون في صناعة أفخر أنواع الأثاث، ويُستخدم تفل الزيتون (النوى المتبقي بعد عصر الزيت من الزيتون) في علف الدواب، وتسميد الأرض والوقود، وفي تطيين الجدران.
وتُستعمل أوراق شجرالزيتون في معالجة أمراض الأسنان واللثة عند مضغها خضراء.
تُعمر آلاف السنين
وهناك أنواع من شجر الزيتون تُعمر أكثر من 5 آلاف سنة، ولا تحتاج إلى مجهود كبير في الرعاية.. فهي حقاً شجرة مباركة.
