مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت كاللعنة تلاحق خصوصيات المستخدمين وتقتحم هدوءهم في كل وقت وأي ساعة. لقد أسهمت المواقع الاجتماعية في اختلال منظومة القيم وتدخل الناس في بعضهم ونشر الإشاعات وزيادة انتشار المشاكل والانتقاد وتناقل الأحاديث العجيبة.
جميعنا نحب الإحساس بالسلام والهدوء وقد نختار اعتزال البشر لفترة زمنية لننعم بذلك الهدوء العذب. ما أجمل الليل! لا احد حولي انا وروايتي بنسختها الالكترونية وفنجان قهوتي لا ننتظر أحدا ولا ترغب بالتواصل مع أحد فهذا الليل لي وحدي وفي عز تطور أحداث الرواية تصلك رسالة الكترونية من متطفل يقول وجدتك سهرانة في هذا الوقت فأحببت أن ألقي التحية. هذا النوع من السلوك يصيبني بالدهشة.
لليل حرمته وللنفس علينا حق منحها وقتا للراحة ولتغذية الروح للأسف أصبح هذا الهدوء معجزة فنحن للأسف نعيش في ضل مجتمع لا يحترم بعض البشر فيه خصوصيات الآخرين. فحتى وأنت في بيتك هناك من يقتحم هدوءك بفضول أحيانا يثير الأعصاب. إذا سهرت لقراءة كتاب الكتروني على إحدى الموقع لا يعني ذلك أني أريد التواصل مع أحد. يؤلمني الحديث عن العلاقات الغريبة التي باتت تنشأ نتيجة الفهم الخاطئ لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وعدم قدرة البعض على معرفة السلوك اللائق.
للأسف الشديد منظومة القيم تدهورت في المجتمع إلا من رحم ربي، إذا أردنا الحديث عن ذلك سندخل في نفق مظلم وبطرق ضيقة متعرجة. الزيف لغة سائدة والكذب أصبح سهلا كم نحن بحاجة ماسة إلى يوم للصدق ومواجهة الذات.
الخصوصية الشخصية مهددة والنوايا مجبولة بالظن السيئ، الغيبة والنميمة تناقل كلام قذف وقدح ورمي الاتهامات جزافاً.
لا أحب أن أجرح أحدا ولا أذكر أني انتقدت إنسانا بظهره او ذكرت موقفا ازعجني من شخص إلا وحرصت على ذكر ذلك أمامه حتى لا تكتب عند الله غيبة او نميمة. لا أستطيع أن أنافق او افتعل الرضا عن أشياء غير مقتنعة فيها او تجانب الحقيقة رغم أن هذا الزمن أصبحت بعض السلوكيات تثير الدهشة. والعديد من هذه السلوكيات باتت تهدد طمأنينة ارواحنا.
كثير من البشر لديهم استعداد للقيام بافعال عجيبة من أجل أن لا يخسروا مكاسب مادية يحققونها. وكثيرون يخسرون كل من حولهم من أجل مصالحهم الشخصية. كل ذلك سببه البعد عن الدين.
الدين ليس مظهرا ولا طقوسا المهم أن تلبس ثوب التقوى لانه يحميك من شر نفسك وشر غيرك. احترم خصوصيات الغير ولا تتدخل بما لا يعنيك.
تعامل مع الصادقين وعود نفسك على قول الحقيقية والتعبير عن ما يزعجك بصوت عال، عندها فقط قد تخسر الناس الذين تعتبر خسارتهم مكسبا. طبق ذلك وستعيش سعيدا ومطمئنا وسيكون لك مكانة عالية في نفوس العديد من البشر وهذا هو الغنى الحقيقي فالدين المعاملة.
A_altaher@asu.edu.jo
مواضيع ذات صلة