خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«التنمر» بين طلاب المدارس.. مشكلة تبحث عن حلول

عوامل بيئية وأسرية تقف وراء الظاهرة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
كتبت - سهير بشناق في مشهد لم يعد نادرا أو استثنائيا، تقدم طالبات وطلاب في المدارس على ممارسة سلوك «التنمر» حيال زملائهم في وقت لم تكن هذه السلوكيات تمارس سابقاً ليبدأ «التنمر» كسلوك يندرج تحت مسميات العنف يأخذ مكانه بين صفوف الطلاب بشكل متزايد بحيث يبدأ من التنمر اللفظي بين الطلاب انفسهم داخل الغرف الصفية الى التنمر السلوكي والجسدي المتمثل بالعنف في ساحات المدارس وعلى ابوابها.

طالبة في الصف الخامس اساسي في مدرسة خاصة تتعرض للضرب من قبل اخرى بالصف السادس في ساحة المدرسة ما ادى الى اصابتها بالتواء شديد في قدمها. طالب اخر بالصف الرابع اساسي اقدم طلاب من الصف السادس على ايقاعه من درج المدرسة عمدا ما أدى الى اصابته بكسر في قدمه نتيجة شجار وقع بينهم فترصد هؤلاء الطلاب له واقدموا على فعل هذا السلوك نحوه.

ممارسات خاطئة يمارسها الطلاب حيال بعضهم بعضاً تبدأ داخل الغرف الصفية بحيث يقدم الطلاب على الاستهزاء من بعض زملائهم والتنمر عليهم اما بالفاظ نابية او بسلوكيات تترك اثرا في نفس الطلبة وتشكل حالة من المعاناة اليومية للطلاب الذين يقع عليهم فعل التنمر فتجعلهم يشعرون بالوحدة وبانهم غير مرغوب فيهم من قبل الاخرين وتلحق بهم صفات عديدة كالضعف وعدم القدرة على مواجهة الاخرين.

تعاني اسر عديدة مع ابنائها الذين يتعرضون لمثل هذه السلوكيات بل وصل الامر الى اقدام بعض الاسر على نقل ابنائها لمدارس آخرى نتيجة تعرضهم لهذا الامر ولكي يجنبوهم البقاء في بيئة مدرسية وصفية تعرضهم للمعاناة اللفظية والجسدية في وقت لا تقوم المدارس باتخاذ اجراءات صارمة بحق الطلاب المتنمرين.

تقول ام سيف - ام لثلاثة اطفال: في العام الماضي تعرض طفلي البالغ من العمر تسعة اعوام للتنمر من قبل مجموعة من الطلاب داخل صفه وبدا التنمر بالفاظ نابية لم تخل من الاستهزاء الى سلوكيات المضايقة داخل الصف كون طفلي يتصف بشخصية هادئة ولا يقيم علاقات صداقة مع زملائه الاخرين بسهولة.

واضافت: بدأت معاناة ابني من داخل الصف خاصة وانه كان لا يميل لممارسة رياضة كرة القدم ولا يجيدها فيتعرض للتنمر والاستهزاء من قبل زملائه الذين كانوا يصفونه «بالانثى» لانه لا يمارس لعبة كرة القدم اضافة الى ان شخصيته الهادئة حالت دون تمكنه من ممارسة بعض السلوكيات التي يمارسها زملاؤه بالصف فكان ان تعرض لاي ملاحظة من قبل المعلمات يلتزم الصمت واحيانا يتأثر بها ويبدأ بالبكاء.

واشارت ام سيف ان هذه الامور جميعها ادت الى تعرض ابني للتنمر اللفظي من قبل زملائه حيث اصبح يرفض الذهاب للمدرسة ولا يذهب اليها الا بعد معاناة يومية،ما دفعني لمراجعة ادارة المدرسة مرات عديدة خلال العام الماضي التي لم تبادر باي موقف صارم سوى بتنبيه الطلاب الذين يمارسون التنمر عليه دون ان يتخذوا اجراءات اخرى كتوجيه انذارات او استدعاء اسر هؤلاء الطلاب الذين لا يتجاوز عددهم الثلاثة ليقوموا بتعديل سلوكيات ابنائهم.

وتؤكد ام سيف لم يعد الامر مقبولا خاصة وان المدرسة كانت تشهد سلوكيات تنمر من قبل طلاب اخرين بصفوف مختلفة مشيرة الى انه بنهاية الامر اخبرتني احدى المشرفات بالمدرسة ان ادارة المدرسة لا يمكنها ان تفعل شيئا اخر سوى الاستمرار بتنبيه الطلاب المتنمرين وان على ابني ان يواجه هذه السلوكيات بعدم الالتزام بالصمت حيال ما يتعرض اليه. واشارت الى ان هذا الامر دفعني لاتخاذ قرار باستبدال مدرسة ابني هذا العام بمدرسة اخرى بالرغم من ادراكي ان جميع المدارس تشهد سلوكيات التنمر بين الطلاب باختلاف درجاتها وانماطها الا ان الاجراءات المتبعة من قبل بعض المدارس حيال هذه الظاهرة لا تكون كافية وليست صارمة فاستمرار طلاب المدارس بالتنمر اللفظي والجسدي يتطلب اتخاذ اجراءات صارمة كفصل هؤلاء الطلاب بحال تكرار تنمرهم واساءتهم للاخرين اضافة الى تفعيل دور الارشاد النفسي والاجتماعي داخل المدارس بحيث يصلون لنتائج ومسببات ممارسة بعض الطلاب سلوك التنمر وايجاد حلول لها بالتعاون مع أسرهم.

تقول ام سيف حاولت خلال العطلة الصيفية تقوية شخصية طفلي بوسائل عدة ليتمكن من مجاراة الاخرين لا ليصل الى ممارسة سلوكياتهم الخاطئة لكن ليتمكن من عدم التزام الصمت حيال ما يتعرض له ويتمكن من الدفاع عن نفسه لاني وصلت لقناعة ان شخصية الطالب الهادئة وتمتعه بالادب السلوكي حيال اخرين لم تعد تجدي نفعا.

ام سيف ليست الوحيدة التي تعرض ابناؤها لسلوكيات التنمر بل هناك طلاب يتعرضون له داخل الغرف الصفية وفي ساحات المدارس دون ان تقوم ادارات المدارس باتخاذ اجراءات صارمة بحق الطلاب بحيث تكتفي بتوجيه تنبيهات لا تصل لحدود الفصل من المدارس او عدم قبول هؤلاء الطلاب المكررين لسلوك التنمر في العام الدراسي الجديد في ظل عدم تعاون اسر الطلاب بتعديل سلوكيات ابنائهم.

الخبير الاجتماعي الدكتور فواز الرطروط اشار الى ان التنمر استقواء طرف على اخر وهو سلوك منتشر بالمدارس بكثرة بحسب نتائج الدراسات الميدانية التي اجريت ويذهب ضحايا التنمر في الغالب الاطفال الاكثر ضعفا بحكم وضعهم كذوي الاعاقة او ذوي صعوبات التعلم او اللاجئين او ضعاف البنية الجسدية وغيرها.

وعزا الرطروط تنمر الطفل على غيره الى التنشئة الاسرية مبينا ان التنشئة من قبل الوالدين او احدهما والتي تتصف بالتسلط والاهمال تعتبر سببا لقيام الطفل بتعويض ما يتعرض اليه من خلال استقوائه على الاخرين.

واضاف: هناك اشكال من التنمر تكون بالسخرية من الاخر وتهديده واجباره على القيام بعمل ما وقد تصل الى الضرب او الايذاء الفعلي بهدف السيطرة على الاخر، واذلاله، مشيرا الى ان الطفل يصبح متنمرا اذا كان يتعرض للعنف الاسري بمحيطه الاسري او شهد تعرض احد افراد اسرته للعنف اضافة الى فرط الدلال وتلبية المتطلبات المادية للطفل بلا حساب واهمال الشق التربوي والتأديبي الذي يغرس فيه النواة الصالحة ليكون انسانا صالحا. وبين الرطروط ان غياب القدوة الحسنة للطفل والمثل الأعلى والتي يجب ان تتجسد في الصورة الذهنية التي يرسمها الطفل لوالديه او معلميه اضافة الى الاجواء المدرسية غير الصحية كتنمر المعلم على طلابه او تنمر الطلاب على معلميهم والتعرض لمحتويات اعلامية وتقنية مشوهه كالافلام الكرتونية والالعاب الالكترونية التي تحض على العنف وسحق الاخر باي وسيلة لتحقيق الانتصار دون الالتفات الى القيم الاخلاقية او التربوية جميعها اسباب تسهم بان يصبح الطفل متنمرا.

واوضح الرطروط ان تأثيرات ونتائج التنمر خطيرة ويجب على الاسر وادارات المدارس التنبه اليها ومعالجتها وعدم التزام الصمت حيالها، فالطفل الذي يتعرض للتنمر يعاني من العزلة والانطوائية والاكتئاب على المدى الطويل، ويفقد الثقة بنفسه تدريجيا، وبالاخرين، اضافة الى رفضه الذهاب للمدرسة، او التسرب منها، للابتعاد عما يتعرض اليه، مشيرا الى ان التنمر قد يصل لمن يتعرض اليه الى التفكير بالانتحار، او الاقدام عليه، مؤكدا على أهمية متابعة الاسر لابنائها، والابقاء على الحوار المتبادل بينهم، خاصة بعد عودتهم من المدرسة، وعدم اهمال ملاحظات الابناء، او تجاهلها، بحيث تكون على قدر كبير من الاهمية وتعتبر مؤشرات لما يتعرض له الطفل.

انتشار التنمر بين صفوف الطلبة بالمدارس يضع الاسر بمعاناة حقيقية وخيارات يبقى معظمها بمرمى المدارس التي يجب ان تتخذ اجراءات صارمة بحق طلابها المتنمرين لا تقف عند حدود التنبيهات فيستمر هذا السلوك مرات ومرات الامر الذي يدفع الاسر -مجبرة-لتعليم ابنائها «شريعة الغاب» واخذ الحق بالقوة عوضا عن انهاء التنمر ووضع حدود له ولممارسيه في وقت اصبح به ياخذ ابعادا خطيرة بالمدارس لم يعد مقبولا السكوت عنه او تجاهله.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF