يهوى بعض الأشخاص تربية الحيوانات الأليفة في المنازل، والعناية بها كالطيور بأشكالها وأنواعها والقطط والكلاب والزواحف(...)، ولكل نوع من هذه الحيوانات أسلوب وطريقة للعناية بها، ويرى البعض أن لوجودها في المنزل آثاراً ايجابية،كتعليم الأطفال حس المسؤولية والرأفة، وهناك آخرون لايحتملون وجود حيوانات في منازلهم خوفا من الأمراض التي من الممكن أن تنقلها إليهم.
تقول المستشارة التربوية الدكتورة أمينة حطاب «من الممكن أن يكون لوجود الحيوانات الأليفة فائدة من الناحيتين العلمية والتربوية، وذلك لأنها تنمي الذكاء البيئي عند الأطفال، لا سيما أن معظمنا يعيش في شقق ليس لها حدائق، كما أن تكليف الطفل برعاية حيوان أليف يزيد من قدرته على تحمل المسؤولية، وينمي مشاعر الرأفة والرحمة عنده بالحيوانات».
وتضيف «أثبتت العديد من الدراسات جدوى تربية الحيوانات في التغلب على العديد من المشاكل كصعوبة التعلم والتوحد والإعاقات العقلية والحركية كما تستخدم الحيوانات الأليفة في بعض الأحيان كعلاج نفسي لمن يعانون من مشكلة الفقد و الإحساس بالوحدة وحتى المشاكل الجسمية كالإعاقات الحركية وغيرها».
وتلفت إلا أنه: «هنالك أمور صحية لا بد من مراعاتها عند تربية مثل هذه الحيوانات فهي تحتاج إلى متابعة ورعاية بيطرية، لتجنب الإصابة ببعض الأمراض او الطفيليات التي تنقلها كما تتطلب بذل جهد ووقت من قبل الأهل ناهيك عن التكاليف المالية التي ستقع على كاهل الأسرة».
وتقول «أحبذ وجود حيوان أليف في منزلي، لأن الموضوع بحاجة إلى نوع من الاستعداد النفسي لتقبله ناهيك عن النواحي الأخرى المادية والمالية»، وتؤيد الحطاب «تربية بعض الحيوانات الأليفة في المدرسة وتكليف الطلبة برعايتها كجزء من النشاطات الصفية واللاصفية لا سيما في المراحل الأساسية الدنيا أو في رياض الاطفال على أن توفر المدرسة الظروف المناسبة لذلك».
ووفقا لموقع الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للبالغين والأطفال: «هناك ايجابيات عديدة لوجود حيوان أليف في منزل يتواجد به أطفال،حيث يساهم وجوده في زيادة ثقة الطفل بنفسة إضافة الى تطور العلاقة الايجابية مع الحيوان الأليف والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين كما تساعد الطفل على التواصل غير اللفظي وتعزيز مشاعر العاطفة والتعاطف والوفاء والحب لديه».
وذكر الموقع أن » وجود الحيوانات في المنزل يعطي الأطفال دروسا في الحياة كالتكاثر والولادة والمرض وإمكانية وقوع الحوادث، ويعيشون مشاعر متنوعة بالمرور بمشاعر تجربة الفقد إذا ضاع الحيوان أو مات».
وأشار الموقع إلى أن امتلاك حيوانات أليفة ينمي حس المسؤولية لدى الأطفال بإحترام المخلوقات الحية الأخرى، كما تشجعهم على النشاط الحركي عند اللعب معها».
و ترى أستاذة علم النفس الإكلينيكي الدكتورة فداء أبو الخير أن «هناك حالة من اللجوء للتعليم من خلال النت أو التفاعل مع الحيوانات وتربيتها في المنزل و هذه الأمور تبعد الإنسان عن المحيط الإجتماعي الذي يعيش به وتزيد الانسحابية والانطوائية والوحدة لديه».
وتشير إلى أنه «من الممكن أن يكون لوجود الحيوانات تأثير إيجابي على الطفل فيتعلم منه أمورا معينة, لكن أولا وأخيرا يبقى التفاعل البشري المباشر خلال اللغة المحكية أو غير اللفظية أفضل بكثير، و الذي يحتوي على كل مكونات التواصل المطلوب ليكون لديه مهارات معينة للتفاعل الاجتماعي والأسري».
و تضيف من «ناحية نفسية علينا أن نركز على التواصل مع أطفالنا لنعلمهم تحمل المسؤولية والإلتزام، وذلك من خلال التفاعل اليومي بين أفراد الأسرة بدلا من الاستعانة بأمور أخرى من خارج البيئة المنزلية مثل تربية الحيوانات فهناك أكثر من طريقة ليتعلموا ذلك: أولها التقليد فالأطفال بشكل عام مرآة لأبائهم، فإذا كان الآباء ايجابين وملتزمين ولديهم إنتماء للعائلة، ويقومون بمهامهم ومسؤولياتهم على أكمل وجه ويوزعون المهام والمسؤوليات على الأبناء كل حسب عمره ومقدرته الجسمية والعقلية والنفسية، سيشكلون قدوة ونموذجا لأبنائهم فيصبح الأبناء ملتزمين متحملين للمسؤولية».
وتلفت إلى أنه «يوجد لدينا أسلوب التعليم من خلال التعزيز فعندما يقوم الطفل بتصرف صحيح ويتمتع بحس المسؤولية العالي ويشارك ويتفاعل، نعزز هذا السلوك مما يؤدي الى تكراره». وتضيف «ومن أنواع التعليم المباشر أيضا الاستعانة بقصص أو ألعاب معينة يتشارك بها أفراد الأسر جميعهم».
ويقول الطبيب البيطري علاء شحاده «تحتاج الحيوانات إلى الرعاية وتوفير المسكن والغذاء المناسب لها واللعب معها إضافة إلى ضرورة توفير الرعاية الصحية الدورية عبر مراجعة الطبيب البيطري الذي يحدد برنامج مطاعيم ولقاحات دوري ينفذ بالعيادة، فلكل حيوان مطاعيمه ولقاحاته الخاصة به للحفاظ على صحته وصحة مالكه».
ويشدد شحادة على ضرورة العناية بالنظافة الشخصية للمالك كغسل اليدين بعد التعامل مع الحيوانات لتفادي الأمراض التي من الممكن أن تنتقل له منها اضافة الى ضرورة تنظيف الحيوانات المنزلية باستمرار».
ويؤكد الطبيب «إذا كنت تمتلك حيوانا حديث الولادة يجب مراجعة الطبيب البيطري بعد بلوغه الشهرين لمعاينة أولوية لكشف إذا ماكان يعاني من أمراض جينية ويعطى خلال هذه المعاينة مطعوما ومن ثم يعطى مطعوما مدعما بعد شهر ومن ثم يأخذ مطعوما على عمر السنة وباقي المطاعيم والجرعات التنشيطية تكون سنوية وفق ماكتب في بطاقة المطاعيم الخاصة بالحيوان».
ويبين أنه:«على مالكي القطط والكلاب إعطاؤها جرعات من أدوية تقضي على الديدان التي تعيش في الجهاز الهضمي في العيادة البيطرية مرة كل ستة أشهر حتى يقي المربي أطفاله من الإصابة بها، ويجب دائما تفقد الطفليات الخارجية كالقراد والبراغيث التي يعطى لها علاجات دورية حسب موسمها».
ويعرض شحادة بعض الأمراض التي ممكن أن تنتقل من الحيوانات الأليفة لمالكيها والتي يجعلها الطبيب البيطري من أولوياته في الفحص حتى يخبر صاحب الحيوان إذا تم اكتشافها خاصة وجود مع أطفال. ويقول «هناك أنواع كثيرة من البكتيرياوالفطريات التي ممكن أن تنتقل بين البشر والحيوانات ومنها الفطريات الذي تصيب الكلاب والقطط صغيرة العمر والكبيرة أيضا فتنتقل للأطفال والسيدات متسببة بحدوث بقع على الجلد».
ويشير شحادة أيضا إلى «مرﺽ ﺍﻟﻘﻄﻂ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﺑﻄﻔﻴﻞ ﺗﻮﻛﺴﻮﺑﻼزما(ﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﻮﺳﺎﺕ ) وﻫﻲ ﻋﺪﻭﻯ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻَﺎ ﺍﻟﻘﻄﻂ، وتتضاعف فرصة الإصابة بها عند تناول اللحوم والخضار غير المطهوة بشكل جيد، وهناك مرض خدش القطط إذا تعرض الشخص لخدش قطة عليه غسله فورا وتعقيمه باليود».
ويتابع «وهناك أيضا داء الكلب (السعار) وتنقله الكلاب والحيوانات ذات الدم الحار، كما يوجد ديدان مشتركة بين الحيوانات و البشر، وأحد الأمراض التي تنتقل من الكلاب للبشر دودة اسمها الإكاينو كوكاس وهي تسبب تكون أكياس مائية على الكبد».
ويبين أنه «من الأمراض التي تنقلها الطيور الأنفلونزا، وهناك مرض يدعى بحمى الببغاء لكنه لايصيبها مالم تخرج الببغاء من المنزل، وكانت تأخذ أدويتها بشكل دوري، كما يؤثر وبر الحيوانات على الجهاز التنفسي لمن لديهم تحسسس أو ربو في الأساس ». وبين أستاذ أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله الدكتور محمد الهواري الحكم الشرعي لاقتناء بعض الحيوانات بقوله «يعمد بعض الناس إلى تربية عدد من الحيوانات الأليفة داخل المنزل فهناك من يربي الطيور ومنهم يعتني بالقطط وبعضهم يربي الكلاب، وحكم تربية الحيوانات متنوع فتربية الطيور الطاهرة جائز أما القطط فأجمع العلماء على أنها طاهرة لقوله صلى الله عليه وسلم :«إنها ليست بنجس، إنها من الطوّافين عليكم والطّوّافات».
ويوضح أنه: «إذا دفعت الحاجة الى تربيتها لدفع الضرر بعض الحيوانات كالفئران ونحوها فهذا جائز مع التأكيد أن بولها وروثها نجسان ويجب تطهير النفس والثوب والمكان إذا وقعت عليه وان لم يكن هناك قصد معتبر لتربيتها في المنزل فيحرم تربيتها خاصة إذا كانت تسبب العقم عند النساء لأنه من الثابت شرعاً أن درء المفاسد واجب شرعي مقدم على جلب المصالح».
ويؤكد الهواري على أن «الكلب نجس نجاسة عينية وبوله وروثه نجسان، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعي إلى دار قوم فأجاب ثم دعي إلى دار أخرى فلم يجب، فقيل له في ذلك، فقال: (إن في دار فلان كلباً) قيل له: وإن في دار فلان هرة، فقال: (إن الهرة ليست بنجسة).
وبحسب الهواري فإن هذا الحديث دل على أن الكلب نجس، وما يتولد عن النجس فهو نجس وبناء عليه يحرم تربية الكلب في المنزل إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك أو حاجة تنزل منزلة الضرورة مثل كلب الماشية أو الصيد أو الكلاب البوليسية بحيث يكون الدافع لتربية الكلب قصدا شرعيا.