في إطار الرؤية المنطلقة من ضرورة التدريب والتمكين للمعلمين لتحقيق تعلم حقيقي وفعال، يحرص الأردن على التعامل مع تحدي تدريب المعلمين من خلال مجموعة برامج ومشاريع في مقدمتها ما تقدمه أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين من دورات وورش تدريبية معدة بعناية، وبالذات الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة.
لا يكفي للمعلم الذي يمارس مهنة التعليم امتلاك المعرفة أو الكفاية الأكاديمية فقط، فالتعليم يحتاج إلى مهارات عديدة يتمكن من خلالها تجويد مستوى تحصيل طلبته، ومعالجة الاختلالات الانفعالية لديهم، ويبني قدراتهم على حل المشكلات والتكيف مع المتطلبات المتغيرة للحياة، إلى جانب إدارة البيئة التعليمية، وجميع هذه المهارات لا تتوافر لدى المعلمين إلا بعد خضوعهم لبرامج تدريبية وتأهيلية فاعلة.
التعليم أحد أهم حقوق الإنسان الأساسية، ولا يمكن حصول الأفراد على هذا الحق بمجرد وجود معلمين غير مؤهلين، وقد تبين من خلال العديد من الدراسات والبحوث في هذا الصدد أنَّ غياب التدريب النوعي للمعلمين يتسبب في اختلال المنتج التعليمي بشكل يفوق الأسباب الأخرى كالمناهج الدراسية أو بيئة التعلم.
محلياً أنتجت مجموعة خطط ومشاريع تدريب المعلمين نتيجة مؤداها فعالية التدريب قبل الخدمة وفي إطار رسمي وعلى يد مختصين، بحيث يُمنح المعلم بعد خضوعه للدورة التدريبية شهادة رسمية تؤهله للعمل في مهنة التعليم أو ما يسمى مزاولة المهنة وهذا ما قطعت فيه اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم شوطاً كبيراً سعياً لتحقيق تدريب نوعي للمعلمين. وفي مسار آخر تهدف الأكاديمية لتدريب المعلمين في أثناء الخدمة لمواكبة المستجدات الحديثة في التدريس سواء التي انتجها البحث العلمي أو الخبرات العالمية التي ثبت جدواها، وقد ركزت برامج الأكاديمية للتدريب في أثناء الخدمة على تدريس العلوم والرياضيات والكتابة الانجليزية. شعور المعلمين بحيازة تدريب نوعي ومهارات تحقق لهم تمكين وثقة عالية في عملهم بالتأكيد سيولد لديهم مزيداً من المسؤولية وتعديل اتجاهاتهم نحو مهنة التعليم، كما سيلمس الطلبة وذووهم أثر تدريب المعلمين، ودرجة اهتمام الدولة والقيادة بحصولهم على تعليم يفتح لهم آفاقاً واسعة للمستقبل.
اهتمام الدولة بالتعليم وجعله أولوية تتقدم على جميع الملفات الأخرى هو مؤشر واضح على سلامة النهج والسياسة كون التعليم يحقق عائد على جميع أبعاد التنمية والتطوير، والأهم عائد على تأهيل المواطنين وتطوير قدراتهم وأفكارهم وفعاليتهم في التعامل مع التحديات التي تفرضها المتغيرات العديدة التي يشهدها العالم اليوم.
[email protected]
