كتاب

بنت رجال.. أخت رجال.. لا امرأة كاملة الأوصاف؟

تطرب الكثير من النساء، لـ «بنت رجال، أو اخت رجال»، لأن فيها تفخيما للمرأة وللانثى عموماً حينما يستشعر بشجاعة، امرأة ما، أنثى ما، فتاة ما، صبية ما، وبحنكتها وجرأتها وخلقها، علمها، مبادراتها، تفانيها، اخلاصها، وتدبرها لاحوالها، ..

ولكن، حين يدقق المرء، يرى أن من أطلق هذا القول على بعض ما فيه من براءة وحسن ظن، هو ذكر ما منغمس في ذكوريته إلى حد كبير و«حتى العظم» وأغضبته باطنياً، وربما أدهشتة أيضاً في ذات الوقت، امرأة ما، أنثى ما فأراد، رد ما يؤكد إلحاق المرأة بالرجل، بأي وسيلة، ومصادرة حالة التفوق والتميز» لـ«امرأة ما»، أنثى، بنسبها لرجل ما، لهذا جاءت «بنت رجال» أو «أخت رجال»، لتؤكد تفوق الرجل، لا ندية المرأة للرجل.. في كل شيء ليس في الحقوق فحسب، بل في كل مناحي الحياة وأصعبها وتلك التي فصلت على مقاس الرجولة العربية، مثالاً.

فقط.. تذكروا أيها الرجال ويا أيتها النساء المسترجلات، إن أخطر المناصب في العالم، كوزراء دفاع وعسكر وقرارات مصيرية، أوكلت للنساء وبعض من دولنا العربية أوكلت أخطر المناصب السيادية والتمثيلية للمرأة، فأوكلت لها مثلاً وزارة الداخلية... أو رئاسة مجلس شعب، أو وزيرة ثقافة وتعليم عال.. وما زلنا نردد.. «بنت رجال، أخت رجال» ونستمرئ في الاقتناص من أنثى ما تفوقت على أنوثتها بالعقل ووقفت نداً للرجل لا مساوية له فحسب؟.

في سنة. من سنوات أنشطة مركز شراكة للديمقراطية في مادبا استضاف المركز مسوؤلة فرنسية من مرتبة وزير داخلية ومكلفة بشوؤن المهاجرين ومن أصل عربي، وقتها كانت قضية المهاجرين في فرنسا على طاولة البحث والنقاش وكان الشارع يغلي، كما هو يغلي الآن «بظاهرة السترات الصفراء».. أشعرتني هذه السيدة الجميلة الأربعينية، أن عقلها المسؤول تفوق على عقلها الأنثوي وعلى العقل الذكوري فنطق مجاوري بـ «بنت رجال هذه المرأة»..

وأنا قهقهت عالياً من خجلي وعاري حتى ضج مني المكان.