عمان - منال القبلاوي
يلجأ اغلب المدخنين الى تجربة السيجارة الالكترونية كبديل عن نظيرتها العادية لاسباب مالية او من باب الفضول او لاسباب صحية.
يقول العشريني احمد الخليلي(بدات تدخين السيجارة الالكترونية منذ سنة، لكنني لم اترك السجائر العادية حيث انني استخدم كلتيهما).
وعن سبب استخدامه للالكترونية قال «بدأت باستخدامها من باب الفضول ولانها اقل تكلفة من العادية الا ان البعض خوفني من ان تنفجر في وجهي ولذلك انا استخدم العادية والالكترونية».
هل باتت السيجارة الالكترونية البديل الآمن ام لا؟.. سؤال تجيب عنه عيادة الإقلاع عن التدخين في مركز الحسين للسرطان.
يقول رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة ومدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس الهواري ان السيجارة الإلكترونية لا تحتوي على كمية المواد الكيميائية الخطيرة الموجودة في السجائر العادية الا انها ليست آمنة هي الأخرى.
ويضيف الهواري ان اكبر سبب يدعو للقلق فيما يخص السجائر الإلكترونية ان شعبيتها بازدياد مضطرد وأن تداولها ما زال غير خاضع لأي رقابة (مما يعني انه من الصعب التحكم بما تحتويه هذه السجائر).
فالشركات المصنعة للسجائر الإلكترونية -بحسب منشورات عيادة الاقلاع عن التدخين في مركز الحسين للسرطان -تخبر أنها تحتوي على النيكوتين والماء ولكن بما أنها لا تخضع لرقابة الهيئات الرسمية مثل (إدارة الأغذية او العقاقير FDA)فهي غير مجبرة على الإعلان عن المكونات التفصيلية لها.
وفي الواقع فإن مادتي (الفرومالديهايد-مادة مسرطنة -والاكرولين -مادة سامة جدا-) هي فقط بعض المواد التي تم الكشف عن وجودها في الدخان، الصادر عن السيجارة الالكترونية.
وبحسب احد منتقدي السيجارة الإلكترونية الاربعيني يحيى يوسف فإن احدى المساوئ لهذا النوع من السجائر هي أنها من المفروض أن تكون وسيلة فعالة لمساعدة المدخنين على الاقلاع عن التدخين، الا ان ما تفعله حقيقة هو إطالة ادمانهم على مادة النيكوتين.
وتابع «فما كان من المفروض أن يعد وسيلة لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، أصبح اليوم مجرد طريقة أخرى للتدخين خاصة في الدول ذات القوانين الصارمة المتعلقة بالتبغ».
من جهة أخرى يقول احد مناصري السجائر الالكترونية الثلاثيني اشرف السالم انها بديل جيد للمدخنين الشرهين، وهي لا تشكل أي قلق على صحة الأشخاص المتواجدين حول المدخن (مما يعني أن الإلكترونية أقل خطرا من ناحية التدخين السلبي من السجائر العادية).
ومع هذا فإن على المدخنين -بحسب الهواري-ان يدركوا أنهم حتى لو انتقلوا للسيجارة الالكترونية فإنه مجرد أن يفرغ مخزون هذه السيجارة دون وجود مخزون آخر في متناول اليد فإنهم غالبا ما سيعودون لتدخين السجائر العادية لمجرد الحصول على حاجتهم من النيكوتين.
ويقول الهواري «افضل حل هو الإقلاع عن جميع أشكال التدخين بشكل دائم لتنظيف الجسم من النيكوتين».
واليوم بدأت شركات تصنيع التبغ الكبيرة باستهداف سوق السجائر الالكترونية والنظر إليه كمصدر جديد ومغر لجني الأرباح، كما بدأت باطلاق انواع السجائر إلالكترونية الخاصة بها.
ويبين الدكتور الهواري ان «النيكوتين مادة شديدة الإدمان وفي الواقع فإن النيكوتين يحتل المرتبة الثالثة بين المواد المؤدية الى الادمان بعد الهيروين والكوكايين مباشرة».
واعتبر ان أكثر ما يقلق في قضية السجائر الالكترونية هو ان استخدام هذه السجائر يجعل التدخين مرة أخرى يبدو كتصرف مقبول اجتماعيا بالرغم من كل الجهود الحالية لإظهار التدخين على حقيقته كعادة صحية سيئة.
اما عن تأثيرها على الأطفال يرى انه «عندما تدخن السجائر الإلكترونية أمام الأطفال الذين يتعلمون من خلال المراقبة والملاحظة فانك تقوم بترويج التدخين كعادة ممتعة وعصرية، فالاطفال لا يميزون الفرق بين إلالكترونية و العادية».
وبما ان الإلكترونية تعتبر جديدة نسبيا بالاسواق فإن تأثيرها الصحي على المدى البعيد ما زال غير معروف، وما زالت الدراسات غير حاسمة في هذا الموضوع.لذا فإننا لا نملك بعد طريقة لمعرفة ما إذا كانت الإلكترونية أفضل من السجائر العادية أم لا؟ ومع هذا من الضروري وزن الإيجابيات والسلبيات والمخاطر لهذه السجائر.
وتتمثل الإيجابيات وفقا لمنشورات عيادة الاقلاع عن التدخين في مركز الحسين للسرطان بانها لا تحتوي على التبغ، صديقة للبيئة مقارنة بالعادية،وتحتوي مواد كيميائية خطيرة اقل من السيجارة العادية.
اما السلبيات فتتمثل بانها تحتوي مواد كيميائية غير النيكوتين، لا تساعد المدخن على الإقلاع عن النيكوتين بل تطيل ادمانهم عليه، جرعات النيكوتين قد تكون أعلى من السيجارة العادية ما يطيل الإدمان على النيكوتين.
وعن مخاطر السيجارة الالكترونية فتتمثل بانها غير خاضعة للرقابة لذا من الصعب التحكم بكمية النيكوتين وماهية المواد الكيمائية الموجودة فيها، كما ان التأثيرات الصحية بعيد المدى ما زالت غير معروفة، قد تسبب السرطان لاحتواء بعض انواعها على عناصر سامة مثل الفلرومالديهايد والاكرولين.
وفي ظل عدم وجود رقابة على تصنيع المواد الداخلة فيه فان العديد من مستخدمي السيجارة الالكترونية يشترون الخلطات من محلات العطارة محليا باسعار زهيدة ودون معرفة المواد الداخلة في هذه الخلطات.ولكنهم يرونها ارخص ثمنا ويعتادون على نكهات معينة.