كتاب

النكبة الشعبوية



رغم ما عمل عليه النظام السياسي الأردني وعلى رأسه جلالة الملك من تعبئة وتجييش من أجل المواجهة الشاملة لمشروع ما يسمى بـ «صفقة القرن» الحالمة بتصفية السياسية العربية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف ورغم مرور ذكرى النكبة الواحد والسبعين في شهر الانتصارات الإسلامية بشهر رمضان المبارك ورغم ما تتعرض له القضية الفلسطينية من ضغوط من اجل تغييبها عن أولويات الشعوب العربية والإسلامية وتداعيات هذه المرحلة على الواقع العربي عامة والأردني والفلسطيني خاصة مع ذلك تم التعامل مع كل ذلك باحتفالية موسمية ارتكزت على بعض التغطية الإعلامية الخجولة فان الغالب كان يتسم بسمة شعبوية لا تمت الى واقع الكارثة السياسة المحدقة بالمنطقة بصلة.

من هنا فإن التعامل مع القضايا المصيرية والأولويات المصيرية من خلال التغطية الشعبوية لهذه الذكرى قد يجعل ذكرى الاحتلال الصهيوني لفلسطين كاحدى المناسبات التقليدية والتي لا تمثل نبض الشارع الحقيقي ولا يتناسب مع حجم متطلبات تهويد القدس والاصوات التي تنادي بضم المستوطنات الصهيونية الى دولة الاحتلال الصهيونية المزعومة هذا النفس والذي ينحى نحو منهجية غير قادرة على تقدير مدى حساسية المرحلة وان هذا المشروع يجب أن يقاوم بشكل مستدام وبشكل يومي لا ان يوظف من اجل توسيع دائرة شعبية فلان أو مجلة فلان أو صحيفة آخر، إن المطلوب هو التماهي والتكامل مع ما يقوم به جلالة الملك من جهد مضن على الصعيد السياسي والاقتصادي والتعبوي لجعل هذه القضية تعود كأولى الالويات على اجندة الاعلام والحراك الشعبي الذي يجب ان يتطور لما يطمح له جلالة الملك ببعث رسالة واضحة المعالم ان الشعب الأردني من ادناه الى أعلاه ومن أعلاه الى ادناه هو جنباً الى جنب وكتفا الى كتف في مواجهة هذا المشروع التصفوي والذي يجب ان تتوجه كل الحراكات المطلبية في زاوية اسناد ودعم النظام الساسي فيما يخص مقاومته ومواجهته للمشروع الصهيواميركي في المنطقة.

ورغم ما يبرر البعض بان التسارع غير المسبوق في الاحداث للمنطقة بدأ من الثورة الجزائرية ومراوحتها والثورة السودانية التي تواجه تعنت المجلس العسكري مروراً بالحشود العسكرية الاميركية في المنطقة والتصعيد السوري اتجاه إدلب، وتطورات اليمين وعودة الأمل في حل الصراع من خلال لقاء عمان والانسحاب الحوثي من الحديدة وصولاً إلى القيم الدينية المفروضة في رمضان وطقوسه الروحانية العظيمة كل ذلك لا يبرر ان ينوه الى ذكرى النكبة من زاوية التجييش الذاتي والشعبوية المحضة ان الاستدامة في دعم رؤى جلالة الملك ومواجهته المصيرية لمشروع «صفقة القرن» هو الرافعة الحقيقية للحفاظ على وطننا وقيمنا ورسالتنا العربية الإسلامية السمحة اذن المطروح هو صحوة تعبوية وليس نكبة شعبوية.