في ذكرى النكبة الفلسطينية الحادية والسبعون وعام على نقل السفارة الأميركية الى القدس، تتصدر مؤامرة صفقة القرن العناوين دون حسم رسمي أميركي لبنودها وذلك جزء لا يتجزأ من التحضير السياسي والإعلامي للإفصاح عن جوهرها والتي تجلت اغلب بنودها ومؤشراتها كمشروع نهائي لتصفية القضية الفلسطينية، انها بالنسبة للشعب الفلسطيني مؤامرة تمتد منذ النكبة الى هذا اليوم ولا جديد في ذلك فقد مرت القضية الفلسطينية في كل مراحلها وسياقها التاريخي لعدد لا يحصى من المؤامرات والمخططات التي كانت تستهدف الهوية الفلسطينية وتذويبها ووضعها على هوامش التاريخ لتتلاشى في ظل التجاذبات وصراع المصالح الاقتصادية والسياسية بين العمالقة الإقليميين والدوليين وان الهدف الاستراتيجي لكل ذلك تصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية في بند التعويض وعلى حساب الأردن سياديا، وكل ذلك لن يمر كنتيجة طبيعية لصمود الشعب الفلسطيني الأسطوري ومتانة الموقف الأردني والذي اعتبر ان أي مساس بالسيادة الفلسطينية على ارض فلسطين هو خط احمر وان ما يشاع عن مشاريع كالوطن البديل او الخيار الأردني هو وهم لا يستند الى الواقع باي صلة رغم ما شهدناه من ضغط غير مسبوق في هذا المجال،
ان صلابة موقف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والمستمد قوته وصلابته من الموقف الشعبي الجارف خلف جلالته في التصدي لكل الضغوط غير المسبوقة التي يتعرض لها الأردن على كل الأصعدة وخاصة على الصعيد الاقتصادي والسياسي.
كل ذلك وطبول حرب إقليمية تطل برأسها على المنطقة والتي ستكون «ان تصاعد الصراع من التراشق الإعلامي الى التصعيد السياسي» حرباً لا تبقي ولا تذر في نتائجها وانعكاساتها على المنطقة والعالم،.
ان ذكرى النكبة تأتي في ظل بحث حثيث من قبل القوى المستبدة في هذا العالم والسعي نحو تصفية القضية لتكون على حساب الأردني كهوية والفلسطيني كدولة وهوية والتمهيد لذلك بمحاولة نزع الوصاية الهاشمية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وهو هدف استراتيجي يمهد الى شرعنة تهويد القدس ونزع عروبة القدس كمدينة عربية وتدويلها لصالح المخطط الصهيوني، وهو هدف لا يمكن تحقيقه الا من خلال تعميق الانقسام الفلسطيني ومحاولة زعزعة الاستقرار الوطني وضرب تلاحم وتماسك الجبهة الداخلية الأردنية وصولا الى زعزعة الاستقرار السياسي والأمني الأردني والتلاحم غير المسبوق بين القيادة السياسية والشعب الأردني كرافعة من اجل الوصول الى تحقيق الأهداف السياسية والقائمة على تمرير صفقة القرن.
لكن الشعب الأردني والذي يحسده الأخرون على مستوى وعيه السياسي وتماسك جبهته الداخلية والشفافية السياسية التي رسخها جلالة الملك في علاقته مع شعبه يجعل حلم تمرير هذه الصفقة مستحيلا.
مواضيع ذات صلة