تنتعش خلال شهر رمضان عرض نماذج مختارة لبرامج ذات طابع عام وهو التسلية وتمضية الوقت، ويتم إعادة بث تلك البرامج لأكثر من موعد على مدار الساعة، وتحتل برامج الطبخ والمسلسلات المنوعة مساحة من العرض تبرر المحطات الإعلامية بان نسبة المتابعة لهذه البرامج تفوق التصور بنسبة عالية جداً.
فرق شاسع بين التسلية وبين الهبوط واستخدام ألفاظ ومشاهد مسيئة؛ ثمة برامج من الغريب بثها محليا وتحتاج إلى مراقبة دقيقة قبل البث للتأكد من صلاحيتها كمادة إعلامية تدخل كل بيت ودون استئذان وخصوصا عندما تتعلق بالقيم الاجتماعية والسلوك العام.
إضافة إلى ذلك تبث مسلسلات تقع أحداثها في بلدان عربية، وسط أحداث وأصوات وبطولات وهمية وعصابات مافيا ومخدرات وتجارة أسلحة واستغلال لدرجة تسيء إلى انجازات تلك الدول وبشكل لا يليق.
لا بد من الحديث عما يسمى البرامج الشبابية والتي تحتاج إلى إعادة توجيه للتركيز على الجوهر وليس المظهر ؛ لا بد من خطاب إعلامي فصيح وبمهنية، فليس الاستيديو مثل البيت، لا يمكن الظهور بملابس البيت في الاستيديو أو الحديث أمام الكاميرا بدون ضبط وربط وبدون مهنية خاصة بمقدم البرنامج المقتدر والمقدر.
في لفتة ذكية من دولة رئيس الوزراء د. عمر الرزاز أشار في الطرفة إلى أن السمع غير «الشوف» وتلك رسالة إعلامية لترشيد ما نود سماعه ونطبقه على أرض الواقع ونراه سليما ودقيقا دون لبس أو زيف.
المدخل المناسب لاكتساب الحرية وممارستها بشكل صحيح هو الارتقاء بما نشاهده من برامج ومسلسلات وبما نتابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت أداة من أدوات التسلية المملة، ينتشر مقطع لبطيخ بألوان مختلفة ومشاهد لموائد الرحمن في دول متعددة وننسى جوهر الشهر الفضيل من التفرغ للعبادة والذكر والإصلاح والرحمة والتغيير المنشود بعد شهر رمضان بكثير.
لا بد من الارتقاء بمستوى الإعلام الجديد وتنقيح الكثير من الأخطاء التاريخية والاجتماعية وحتى السياسية التي يتم تداولها دون مراجعة وتمحيص فيما تبثه تلك البرامج والمسلسلات من سمومها دون هوادة.
