في خطوة ساهمت بالتأكيد في خفض كُلف الانتاج والتعدين استطاعت إدارة شركة مناجم الفوسفات سابقاً وبالتوافق مع شركة الكهرباء الأردنية تخفيض تسعير كلفة الكيلواط من الكهرباء، حيث تزيد فاتورة الكهرباء المستهلكة من قبل شركة الفوسفات عن ثلاثين مليون دينار سنوياً وهي بمثابة تحد كبير سيبقى يؤرق إدارة الشركة حتى وإن تم تخفيض أسعار الشراء مؤقتاً، كما أنَّ كميات استهلاك الشركة من الكهرباء قابلة للزيادة مستقبلاً عدا عن الاحتمالات الكبيرة لارتفاع أسعار الوقود المستخدم في انتاج الكهرباء.
فاتورة الطاقة المستهلكة في إنتاج وتعدين خامات الفوسفات في شركة مناجم الفوسفات الأردنية تستنزف نسبة كبيرة من تكاليف الإنتاج، الشيء الذي ينعكس حتماً على الأرباح المتوقعة عدا عن تراجع أسعار بيع خام الفوسفات والأسمدة عالمياً، وارتفاع فاتورة تعدين المادة الخام، وزيادة حدة التنافس عالمياً على تسويق المنتج الشيء الذي يؤدي إلى تعثر فرص التطوير وصعوبة تجاوز التحديات التي تواجهها الشركة.
وجود شركات التعدين في جنوب الأردن ذات السطوع الشمسي المميز والمتاح بشكل كبير لإنتاج الطاقة الشمسية وكذلك طاقة الرياح قد يشكل فرصة كبيرة لهذه الشركات للبدء بالتفكير جدياً في الاستفادة من هذه الميزة لتخفيض فاتورة الطاقة المستهلكة بشكل واضح، وقد تبادر الإدارة الطموحة في شركة الفوسفات لتوقيع عقود وتفاهمات مع شركات متخصصة في هذا المجال للبدء في التحول لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة بديلاً عن الكهرباء المرشحة لارتفاع أسعارها في المستقبل.
وعدا عن وقف تنامي حجم الخسائر في شركة الفوسفات سيؤدي التحول للطاقة المتجددة إلى المساهمة في تخفيض فاتورة الطاقة التي تشكل المعضلة الأهم في الاقتصاد الأردني، كما ستعمل هذه الخطوة كذلك على تعزيز المحافظة على البيئة الأردنية وحمايتها من التلوث.
فرص استفادة شركة مناجم الفوسفات الأردنية وشركات التعدين الأخرى من استخدام الطاقة المتجددة، وكذلك طريقة تمويل هذا الاستخدام هي بالتأكيد على طاولة البحث، خاصة ونحن نشهد إنشاء مشاريع ضخمة للطاقة المتجددة في جميع مناطق المملكة، وحجم انتاج كبير للطاقة المتجددة قياساً لمشاريع مماثلة عالمياً.
[email protected]
