رسالة عنوانها دولي وإقليمي تتمحور حول أن الأردن ما قبل زيارة جلالة الملك الأخيرة لواشنطن ليس كالأردن ما قبل هذه الزيارة. في بيئة محافظة الزرقاء والتي تتميز بتعدد قل نظيره وهي البوتقة الحقيقية التي تضم كل مفردات الشعب الأردني وتتميز أيضا بوئام اجتماعي ووحدة وطنية يشهد لها في هذه المحافظة اختصر جلالة الملك بشكل حازم وصارم توجيه النقاش الى البوصلة السياسية عندما اطلق هذه العبارة من اجل ان يستفاد من النقاش بوجود جلالته حول الاحتياجات والامكانيات والأدوات لتطوير محافظة الزرقاء ولكن هذا الاختصار للواقع السياسي قد بعث برسالة ارتداداتها ما زالت تتداعى ولم اتطرق الى هذا اللقاء الهام لحظة حدوثه وذلك لأنني كنت انتظر نتائج زيارة وزير الخارجية الأميركي للكيان الصهيوني ولبنان.
إن تجاوز الأردن في هذه الزيارة جاء نتيجة طبيعية لما سمعه الأميركيون بكل مراكز قواهم ومحركاتهم الدبلوماسية والسياسية بأن صفقة القرن لا يمكن ان تمر ولن تمر لذلك فقد حسم الاميركيون امرهم باستثناء الأردن من أي حوار حول ثوابته من القضايا العربية وخاصة في القضية الفلسطينية معبرا بكل وضوح عن هذا الموقف من خلال رفض الاعتراف الأميركي الأخير في الجولان كأراض صهيونية ان المحور الذي يجب التركيز عليه ان الأردن بدأ يوظف كل أوراقه وادواته من اجل التصعيد دون مواربة او دبلوماسية لمؤامرة تصفية القضية الفلسطينية ونعني هنا ان المسيرات والتضامن غير المسبوق بين كل مكونات الشعب الأردني والتوجه للوقوف خلفه في معركة اعلان المواجهة رغم ما يتعرض له من ضغوط ومحاولات لضرب مستقرات الاستقرار الداخلي ورغم ما سيتعرض له الأردن من استكمال لخطة التجويع وضرب كل تحرك اردني دولي من اجل استيعاب النتائج المتوقعة من هذا الضغط وهذا يعني بكل وضوح ان الشعب الأردني بكل مكوناته سيكون على اوهبة الاستعداد لخوض معركة الكرامة السياسية والدبلوماسية والمعيشية مستمدا قوته وعزيمته من وحدته الوطنية كما تجلت بابها صورها في معركة الكرامة المجيدة.
فالأردن في هذه المرحلة قد صعد بشكل مباشر ضد كل الإجراءات الصهيونية الأخيرة من خلال عدم الاستجابة لمتطلبات الخارجية الاميركية لضرب ايران ونفوذها في المنطقة مرورا بما افرزه المجلس التشريعي من دعوة الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني واتخاذ إجراءات اكثر فاعلية في التعدي الصهيوني المباشر على موظفي الأوقاف الأردنية وخاصة فيما يتعلق بباب الرحمة وهذا الخطاب من مجلس النواب يبعث برسالة شعبية تتكامل مع مرحلة ما بعد الزرقاء وأيضا يمهد الطريق لفتح ملفات أخرى ومنها ملف الغاز وكل ذلك يأتي من اجل افراغ المكتسبات التي يرتكز على معظمها مصير رئيس الوزراء الصهيوني في الانتخابات المقبلة في هذا الكيان الغاصب فالأردن يعلن بوضوح انه سيتدخل من أجل اسقاط هذا السفاح ليوضع امام القضاء الصهيوني والذي يلاحقه بملفات فساد لا تعد ولا تحصى اذن ترتكز ملامح ما بعد الزرقاء الى ثلاثة اتجاهات أولا التصدي العلني للمؤامرة الاميركية وتعبئة الشارع بكل مكوناته لأسناد ذلك التوجه والمنحى الثالث هو بتشكيل تحالف خفي مع تلك القوى التي لها مصلحة في اسقاط الحكومة الصهيونية واعني هنا في الكونجرس الأميركي وفي مراكز صنع القرار، فبديل ذلك سيكون كارثياً بكل معنى الكلمة وخاصة بعد التصعيد غير المسبوق ضد مسيرات العودة والمسيرة المليونية الموعودة في يوم الأرض والذي سيستغلها نتنياهو بشكل دموي من اجل رفع أسهمه عند الكيان اليميني المتطرف وخاصة في المستوطنات الصهيونية لذلك ندعوا كل القوى من اجل التعبئة والتحشيد لدعم واسناد الموقف المشرف لجلالته حتى نثبت للكل حاسد وعابث ومراهن على الشرخ أو تعميق هوة التباعد بين الحكومة والشارع وصولاً إلى الاصطدام وهذا لن يحدث أبداً في ظل المرجعية الحكيمة والقيادة الفذة لرأس النظام السياسي الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.. كلنا معك.
مواضيع ذات صلة