خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

رسامون : فن الكاريكاتير يحتاج إلى مساحة من الحرية

وصفوا (الكاريكاتير الإجتماعي) بأنه الأقرب للشارع الأردني

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عمان - سائده السيد لا شك ان لفن الكاريكاتير دوراً مهماً في تشكيل هوية الشعوب الثقافية، فهو صوت لا يستهان به في طرح الرسائل الهادفة، وفن كما يقال عنه (قد يكون معبرا عن الشخص أكثر من نفسه)، وتكاد لا تخلو أي صحيفة او مجلة او حتى منصات التواصل الاجتماعي من رسم كاريكاتيري، يحاكي هموم الناس ويلامس أوجاعهم، وينقل قضاياهم بطريقة جريئة وساخرة معبرة، وفي إطار نقد بناء، أملا في تغيير الواقع الى صورة أكثر إيجابية.

الكاريكاتير والهوية الثقافية

يقول رسام الكاريكاتير ورئيس جمعية رسامي الكاريكاتير الأردنيين الفنان عماد حجاج، ان الكاريكاتير هو شكل من أشكال الثقافة المحلية الأردنية، وتجسيد للواقع، ويعتبر من الفنون البصرية التي ظهرت متأخرة في الصحافة العربية والمحلية، حيث ظهر اول كاريكاتير في الصحافة الأردنية في اواسط الستينيات على يد الفنان رباح الصغير.

ويضيف حجاج بأن هذا الفن أظهر جانبا طريفا ومرحا من الشخصية الأردنية، على عكس الاعتقاد السائد بأنه شعب متجهم، إنما يحب السخرية وفنونها واهمها الكاريكاتير الذي يركز على الهموم اليومية، ومن يطلع على تاريخ ومسيرة الكاريكاتير سيجد العديد من الاسماء مثل جلال الرفاعي وسمير حسني وغيرهم، ومع التحول الديمقراطي في نهاية الثمانينات ظهر جيل جديد تميز بسقف أعلى وتركيز اكثر على الموضوعات المحلية واليومية والشبابية وابتكار شخصيات كرتونية خاصة بالرسامين، ومع انتشار «السوشيال ميديا»، حضرت رسومات كاريكاتورية هي ابعد ما تكون عن الصحافة والمنابر التقليدية.

من جهته، يعتبر الاكاديمي د. حسين محادين استاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة، الكاركاتير رسما ملونا لأوجاعنا وفنا تعبيريا له القدرة على التعبير عن عناوين الحياة الضاغطة على حواس المواطنين بكل جسارة، والإضاءة الصادقة على مواجع الفقراء.

فيما يرى الفنان التشكيلي محمد العامري، أن للكاريكاتير أهمية كبيرة عبر التاريخ، فهذا الفن هو من الفنون الجارحة والتي تقدم جرعة بصرية تختصر المشاكل العظمى في لحظة الرسم المختزل، فهو يعكس طبيعة الأنين الذي تعاني منه الشعوب، ولذلك يعاني من سلطة الرقيب.

الكاريكاتير الأقرب للشارع الأردني

وفي سؤالنا عن الكاريكاتير الأقرب للشارع الأردني، يؤكد حجاج من تجربته الطويلة بالعمل في هذا المجال، ان الكاريكاتير المحلي هو الأقرب، تحديدا الذي يركز على الهموم المعيشية للمواطنين، مثل وضع الاقتصاد الوطني والفقر والبطالة وغيرها، وهذا يعني ضمنا بأن هنالك فكرة ذكية في هذا الفن، تتضمن مفارقة معينة يحس فيها القارئ الأردني ويشعره بأن الفنان قريب من همه، ويعيد تقديم الهمّ او المشكلة بطريقة ذكية وساخرة برسالة هادفة.

اما العامري فيجد ان الكاريكاتير الاقرب للشعب هو من يتناول طبيعة لهجاتهم ومشاكلهم، فشخصية ابو محجوب مثلا لاقت رواجا كبيرا في الاردن، وهي شخصية كاريكاتورية محلية بامتياز من حيث اللهجة وطبيعة المشاكل التي يتناولها الفنان حجّاج، وهناك مجموعة من فناني الكاريكاتير ايضا شكلوا ذاكرة وانماطا في هذا الفن، واسهموا في مجلات عربية منهم جلال الرفاعي، أمجد رسمي، محمود صادق، وعمر العبداللات وغيرهم.

بدوره يعتبر محادين ان الكاريكاتير المتميز واللافت للمتابع، هو الحامل للأفكار الواخزة في مجتمعنا هذه الأيام، والقادم من التحديات او حتى الحلول ضمنا، فهو الومضة البصرية والفكرية المنبهة، بقليل المساحة والألوان عن كثير من الآهات والتطلعات.

التحديات والمعوقات

لعل من أهم التحديات التي تواجه رسامي الكاريكاتير في الأردن بحسب حجاج هو حرية التعبير المتاح والمسموح، ويقول: » ليس من السهل على الرسام ان يصنع اسما في مجال الصحافة لأن هذا الفن لا ينمو الا في حضن الحرية، فلا يوجد كاريكاتير مهادن او وسط، لأنه لا يحتمل إلا ان يكون عابرا للسقوف ومعبرا عن اقصى الحدود عما يجول في خواطر الناس ويكشف المستور، ناهيك عن قلة فرص العمل المناسبة لممتهنيها، حيث ان معظمهم اصبحوا عاطلين عن العمل بسبب انحسار الصحافة المقروءة لصالح الإعلام الجديد الذي له سيئاته وايجابياته، فالعديد اتجه لمنصات التواصل الاجتماعي، التي اتاحت مساحات جديدة لهم من شهرة وانتشار، الا انها لا تحقق عائدا ماديا من خلالها، بالإضافة الى عدم وجود تقنين او رقابة عليها، وبالتالي سهولة انتشار الكاريكاتير المسف الذي لا يحترم تقاليد وعادات المجتمع الأردني المحافظ ».

ويتفق العامري مع حجاج بأن اهم تحد لفن الكاريكاتير هو مقص الرقيب، وهذا الامر ينطلي على جميع فناني الكاريكاتير في العالم العربي، فهو يحتاج الى مساحة من الحرية كي تعكس الرسومات مواضع الخلل في المجتمعات على الصعيدبن الاجتماعي والسياسي.

أما د. محادين فيرى بأن نوعية ثقافة الرسام هي في مقدمة التحديات التي يواجهها فن الكاريكاتير، وتعذر متابعاته الآنية لسرعة الاحداث، وتوالد الافكار على المسرحين العالمي والمحلي، خصوصا ان التكنولوجيا التي ساهمت في انتشار التفاعل البصري واللحظي بين شعوب ولعات العالم، قد بدات في محاصرتها حكومات دول الهامش الحضاري، من خلال تشريعها لقوانين الجرائم الالكترونية.

دور رابطة رسامي الكاريكاتير

يلفت حجاج الى ان أهداف الرابطة كانت وما تزال طموحة الى خلق بيئة حاضنة لكل المشتغلين بالفن الساخر، وتوطيد علاقات المهنية والتواصل بين الفنانين، وتمكين هذه المهنة وتشجيع الشباب على امتهانها، وتشجيع المؤسسات الصحفية على زيادة مساحة العناية بهذا الفن النادر، وإذكاء ثقافة الحوار والسخرية من خلاله كزاوية للحوار الحضاري، كما تعمل على تحسين احوال الرسامين، وعمل ندوات وورشات متخصصة لاحتراف اساليب الكاريكاتير، بالرغم من قلة الامكانيات والدعم من الجهات الرسمية.

ويأمل حجاج بتفهم جميع الجهات التي يتناولها الفنانون بأعمالهم، والتعامل معهم بروح رياضية حتى لو كانت ناقدة لهم، وان نصل لدرجة من الوعي لأهمية الكاريكاتير ودوره في إذكاء الحوار الهادف وروح السخرية، من أجل حياة ديمقراطية حقيقية، وتبديل الأمور بوطننا للأفضل.

ويشارك العامري حجاج الأمنيات بأهمية تقديم الدعم المتاح للفنون بشكل عام، واسهام المؤسسات الاقتصادية والوطنية في ذلك.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF