كتابة : هيا الدعجة
تصوير : غزوة متروك
يعد الوشم او الدق باللهجة البدوية، ظاهرة اجتماعية عرفتها الشعوب قديما ومنها الهندية، الافريقية، الفارسية والفراعنة والرومان وهي تقليد من التقاليد البارزة المتعارف عليها والتي سادت عند البدو منذ زمن وتعود في اصولها للوثنية والمعتقدات والديانات القديمة، وشكلت علامة متميزة من علامات التراث والثقافة البدوية وما زال لها اثار على وجوه اهالي البوادي الاردنية . تتميز به النساء بالصحراء والقرى الاردنية .
يستخدم الدق لاغراض مختلفة كما يختلف نوعه فهنالك ثلاثة انواع للدق ، الدق باللون الاسود والذي يستخدم للحسد ، اذ انهم كانوا يرسمونه للنساء شديدات الجمال ، والدق الاخضر الذي كان يستخدم للزينة والجمال والدق العلاجي ، والذي يساعد في علاج الكسور والتئامها ويخلص من الاوجاع .تتم عملية الوشم «الدق» عن طريق الوخز بالابر ، بمعدل 3 الى 8 ابر حسب حجم الوشم . وكانت عملية الوخز والانتفاخ الذي يليها هو العلاج، اذ تحرك العظام وترجعها لوضعها الطبيعي .
كان الدق يكثر بين النساء البدويات اكثر منه عند الرجال ، حيث كان الرجال يفضلون الزواج من النساء الواشمات ويعتبرونها ميزة للجمال وتسمى غير الواشمة بال«ملطة» او «السلقة». كما كان الرجال يرسمون الوشم كرمز للرجولة فكانوا يرسمون السيوف او الوشم الدال على الحب. وكان الوشم تحت الشفة السفلى من زاوية الفم يسمى «الدبيب» بينما يسمى الذي يرسم من منتصف الشفة السفلي الى منتصف الذقن «السيالة» وعلى الجبين ثلاث نقاط تسمى «النجوم» تكون على شكل نجمة .
كما افادت الباحثة والمصورة في مجال التراث البدوي «غزوة متروك» ان هنالك العديد من الرسومات وعددها 30 رسمة ، ولكل رسمة اسم معين ومنها : الورد، القنطرة ، الدبيجة، الثرية، دمعة القط ، كحلة القط، الشرابيات، السيالة ، البرواز، المشط وغيرها . وكان يقوم بعملية الوشم «الغجر / النور» او الفلاحون للبدو .
استخدم البدو الرحل بداية السماد ومع نهاية القرن العشرين بدأ استخدام الحبر. كما ان هذه الثقافة بدأت بالاختفاء شيئاً فشيئاً بالسبعينات والثمانينات ، في الاردن مثلا لم يبق سوى سيدة اردنية واحدة تقوم بعملية الوشم او الدق في منطقة الصفاوي .
