في ذكرى مرور ثمانية وخمسين عاماً على استشهاد المرحوم هزاع المجالي الذي سُميت على إسمه وجدت نفسي أنساق لكتابة ما يجول في نفسي من خواطر.
فمنذ طفولتي أدركت حجم مسؤولية أن تحمل هذا الإسم، فكلما ذكرت إسمي ترحم الناس على الشهيد هزاع وتمنوا أن أسيرعلى دربه فكنت أشعر بالفخر الكبير لهذا الحب والوفاء للشهيد رحمه الله.
لا أنكر أن محبة وسمعة وتاريخ عائلتي الطيبة،وكذلك حب وتقدير الناس لهذا الإسم، ساعدني في كثير من المواقف التي واجهتها في حياتي فشعوري بعبء مسؤولية هذا الإسم جعلني أجتهد وأصل الى أعلى المراتب العلمية في عملي، واكون حريصاً في تصرفاتي وتعاملي مع الناس، بأن أظهر مكارم الاخلاق في علاقاتي مع كل الناس.
عند تكليف الدكتور عمر الرزاز لرئاسة الوزراء استبشرت حالي حال الأردنيين خيرا ،ليس لسيرته العطرة في حياته الخاصة والعملية فقط ،بل لأنني وجدت تشابها كبيراً بيني وبين د. عمرالرزاز ، فاني أكنى بأبي عمر، وكلانا ننتمي لعائلات واشخاص لهم في التاريخ الأردني والعربي تقدير واحترام كبيرين،وشعرت أنك مثلي تحمل مسؤولية اسم وإرث عائلـــــــــة وابن لمناضل وطني إسمه (منيف الرزاز) رحمه الله ،وأعتقد جازماً أنك يا د. عمر مع (حفظ الالقاب) أثبت للان أنك حريص كل الحرص على عدم تلويث أو المساس بهذا الإرث العظيم، فما زلت ذلك الإنسان المتواضع سمح الأخلاق، تسكن في بيت قديم وجميل في جبل اللويبده، لا تغرك المظاهر الكذابة.
أنصحك يا صديقي: إذا أجزت لي ذلك، بأن تستمر بالمشي في شوارع عمان وقيادة مركبتك دون مرافقين أو حراس ، فما تراه وتسمعه ليس كما ينقل لك ،لا تهتم لصخب وتشويش وتشكيك البعض في مقدرتك على المضي قدماً في مواجهة التحديات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية التي تواجه بلدنا الحبيب، ففي علم الاجتماع هناك قاعدة علمية تقول : « أن الإبداع يأتي من رحم المعاناة». نعم لقد استطعت وبفترة قصيرة أن تكسب ثقة وحب الناس بتواضعك وصراحتك ووقوفك في صف المواطن ،وأقول لك ناصحاً: لاتأخذ مايكتب ويقال عنك في الإعلام ومراكز الدراسات معياراً للرضى عنك وعن حكومتك، بل معيارك نبض الشارع وما تراه وتسمعه من المواطن البسيط ، كما فعل هزاع ووصفي ومنيف وحابس وغيرهم الكثير من رجالات الأردن الذين رغم السنوات الطوال على فراقهم مازالت حتى الأجيال التي لم ترهم تترحم عليهم. فالمسؤولية كبيرة والتحديات كثيرة والتاريخ لايرحم ، وأنا شخصيا أتمنى لك كل الخير وأن يذكرك التاريخ كما ذكر هؤلاء الأبطال ، وأن يكون لك من إسم عائلتك وأبيك وتاريخه نصيب.
مواضيع ذات صلة