أبواب

حنكش .. إبتسامة ساخرة تمشي على قدمين

المنسي في الغناء العربي

يسقط أهلي .. اللي مافيهم حد معاه .. ولا مليم في البنك الأهلي ، هكذا عبَّر اسماعيل ياسين في واحدة من أغانيه موقعاً اللوم على الأهل الذين أورثوه الفقر، عادت هذه الأغنية لتفرض نفسها عند استعادة مسيرة فنان لبنان الساخر الذي عاش خيبة مضاعفة ليس بسبب الفقر وحده الذي خلّفه له الأهل كحال سمعه ، وإنما لقب حنكش الذي ورثه من العائلة وجعله مثاراً للسخرية و التعليقات من قِبَل الناس وسبب له الكثير من المضايقات التي لم تدم طويلاً، وسبحان مغيِّر الأحوال إذ غدا هذا اللقب محبباً للناس بعد أن أصبح حاملهُ واحداً من أشهر الفنانين على مستوى الوطن العربي، لحضوره الجميل في مجال الفن و الأدب،و ينتظره الناس بلهفة و شوق من خلال البرامج الفنية الشيقة التي قدمها على الشاشة الصغيرة في تلفزيون لبنان.

الحديث عن المنجزات المنسية لنجيب حنكش هي استعادة لقيمة الوفاء التي أصبحت نادرة ، الوفاء لذكرى انسان قدم الكثير للفن والإبداع في لبنان والوطن العربي، والوفاء للإجيال الحالية لتستفيد من هذه التجربة والتي هي أحوج اليها مع ندرة وجود الرمز والقدوة في هذا الزمان.

حنكشيات منوعة ..

ابتسامة تمشي على قدمين ، لعل هذا هو العنوان الأقرب لمسيرته الطويلة لما عُرِفَ عنه من خفة الدم و البساطة التي تمتع بها ووظفها في كل ما قدمه من أعمال، ويلمسها المشاهد في حسه الفكاهي الذي يغلب على اللقاءات التي أجراها في التلفزيون مع كبار النجوم، والخفة و الرشاقة في الحان مرحة أبدعها أو قصيدة نظمها، أو المقالات الساخرة التي كان يكتبها، عدا عن ادائه الساخر وهو يقدم أغانيه و مونولوجاته.

الخبرة التي تميَّز بها لم تأت من فراغ و إنما صقلتها تجارب كثيرة عاشها و تعايش معها، البداية من زحلة المدينة التي ولد بها عام 1931 وإن كان هذا التاريخ لايبدو دقيقاً، فعلى الأرجح أنه ولد قبل هذا العام بسنوات و ذلك من طبيعة تسلسل الأحداث و المواقف التي عاشها.

أمضى سنوات كثيرة من عمره في البرازيل مغترباً و مكافحاً من أجل تأمين لقمة العيش، ليكتشف فيما بعد بأن مكانه الحقيقي في وطنه بعد أن عرفه الناس بحنكش الشاعر و الكاتب والملحن و الإعلامي مقدم البرامج، وأبرزها برنامجه الشهير - حنكشيات منوعة - الذي تسارع كبار النجوم اللبنانيين والعرب لأن يكونوا ضيوفه بالحلقات التي اتسمت بالعفوية والبساطة وكان يقدمها بفترة الستينييات والسبعينييات من القرن العشرين، كونها تعزز أو تزيد من شهرتهم على امتداد الوطن العربي.

لقاء النجوم

في الوقت نفسه تعتبر هذه الحلقات أيضاً إنجازاً كبيراً يضاف لحنكش باعتبارها مرجعاً مهماً للباحثين والمتذوقين للموسيقى والغناء العربي لما تضمنه الحوار مع هؤلاء النجوم من قضايا و معلومات تتعلق بالغناء العربي عموماً، بالإضافة لمسيرة و حياة ضيوف الحلقات التي تخدم المؤرخين للفن، من أهم وأشهر الفنانين الذين حاورهم : فيروز، عاصي ومنصور الرحباني ، هدى حداد، وديع الصافي، نصري شمس الدين، فيلمون وهبي، محمد مرعي، صباح وابنتها هويدا، حليم الرومي مع ابنته ماجدة التي كانت بعمر أربعة عشر عاماً وقتها، سميرة توفيق، إحسان صادق، عبد الحليم كركلا، صبري الشريف، مجدلا و عبود عبد العال .

ومن نجوم الغناء العرب فريد الأطرش و فايزة احمد و محمد سلطان و طروب و محمد خيري و فهد بلان الذي أطلق عليه نجيب حنكش لقب مطرب الرجولة واصبح هذا اللقب ملازماً له طيلة تواجده على الساحة الفنية ، ومن الفنانين الأردنيين أجرى حنكش لقاءً تلفزيونياً مع المطرب الراحل اسماعيل خضر و كان ذلك في عام 1966، تحدث خضر في هذا اللقاء عن مجموعة أغاني صدرت له وقتها منها : عيون حبيبي نعسانة و أحب مها وغنى في نفس اللقاء وبناء على طلب محاوره وبأداء رائع أغنية عبد الوهاب : عندما يأتي المسا، لم تقتصر الحلقات على الضيوف من رواد الموسيقى و الغناء وشملت أيضاً مجموعة من نجوم الدراما اّنذاك.

ظريف لبنان ..

ظريف لبنان لقبٌ آخر ظل ملازماً له اطلقه عليه الإعلامي سعيد فريحة صاحب دار الصياد، حدة ملامحه و ضخامة صوته لم تشكل مانعاً من احتفاظه بهذا اللقب ، وعلى العكس استطاع ان يوظف ذلك بالطريقة الصحيحة ويكمن السر بأنه يلقي النكات التي عرف بها بطريقة جادة فتكون أكثر إقناعاً و الأقرب لقلوب الناس الذين استمعوا اليه أو شاهدوه ، وكما عُرف عن ام كلثوم تمتعها بسرعة البديهة في القاء النكت لدرجة إقدام أحد المؤلفين بإصدار كتاب يتضمن النكات التي اطلقتها في الجلسات الخاصة مع الأقارب و الأصدقاء ، كذلك هو حال حنكش فلقد اصبحت القفشات الخاصة به يتداولها الناس وصدرت بمجموعة كتب عديدة ومنها موجود ضمن تسجيلات ما زالت موجودة على بعض المواقع الإلكترونية ، واللافت ان غالبية القفشات الضاحكة التي أطلقها كانت على - الزحلاوية - باعتبارهم أهل بلده ولا يغضبون منه في هذه الحاله ،بالإضافة لتعليقاته الساخرة على أهل حمص - الحماصنة - لما عرفوا به من سعة صدر .

ومن أشهر هذه النكات والمسجلة على مواقع النت ، زحلاوي تزوج ، منتوجات زحلة ، زحلاوي بأمريكا، زحلاوي مغرم، زحلاوي ابن تسعين ، الزحلاوي و المصري ، اتنين حماصنة ، الحمصي والسينما ، ويلي من الحماصنة، البيروتي و الكاديلاك ، العصفورية ، رجعت حليمه ، مقدرش انا مقدرش ، اخوانا الشوام ومزوج و مش موفق.

كذبة نيسان ..

من أطرف المقالب التي دبرها ظريف لبنان و بإتقان محكم و معد له مسبقاً ، إطلاقه لكذبة كبيرة في الأول من نيسان عام 1971 والذي اعتاد الناس في لبنان وغالبية البلاد العربية بما تعارف عليه ب -كذبة نيسان- في هذا اليوم من كل عام، ولم يشأ حنكش أن يعدي هذا اليوم دون أن يقوم بعمل ساخر ظل في ذاكرة اللبنانيين لفترة طويلة واستعادته احدى المحطات اللبنانية منذ مدة قريبة، في ذاك اليوم صرًح نجيب والذي يعتبر اشهر عازب في الوسط الفني اللبناني بأنه طلّق العزوبية وعقد قرانه على الإعلامية بارعة مكناس وكانت في بداية العشرينيات من العمر وقتها ويكبرها بأربعين عاماً ، لم يخطر ببال أحد يومها ان الخبر كذبة نظراً لوروده في النشرة الإخبارية الرسمية مع بث فيديو مصوَّر يجمعه مع عروسه و هما يتكللان في الكنيسة.,

لم يتمالك اهل بلده في زحلة أنفسهم من الفرحة لدى سماع النبأ و أخذوا يطلقون الرصاص في الهواء ابتهاجاً بهذا الخبر السعيد، إلا أن الفرحة تحولت الى نكتة بعد اكتشاف الناس أنها- كذبة نيسان - ، أطلقها حنكش من قبيل الدعابة، اللافت للإنتباه ان هذه الحكاية أعادت حنكش للأضواء مؤخراً مع زفاف الحقوقية و الكاتبة اللبنانية أمل علم الدين و النجم العالمي جورج كلوني ، و أمل كما هو معروف إبنة بارعة مكناس من زوجها منذر علم الدين، ما دفع بالصحافة والمحطات الفضائية بإعادة تسليط الضوء على هذه الواقعة مؤخراً و تذكير الناس بها ، كونها مرتبطة بالزوج المزعوم لحماة النجم العالمي كلوني.

المعلم لطوف..

في السينما كان له تجربة وحيدة لم تكتمل، وقام بدور البطولة بالفيلم الروائي - المعلم لطوف - عام 1961، واشترك بالفيلم نزهة يونس و احسان صادق ونادية حمدي و مروان جرار وانتاج مؤسسة الأعمال الفنية التي تضم الإعلامي الفلسطيني كامل قسطندي و توفيق الباشا و زكي ناصيف بالإضافة لنزار ميقاتي الذي هو مخرج العمل أيضاً ، لكن التصوير توقف بعد انسحاب عدد من الممولين لهذا الفيلم نظراً لأحداث سياسية وقعت تلك الفترة وما تم تصويره من الفيلم لايتعدى الثلث ساعة .

اعطني الناي و غني..

رغم ان هناك كثيراً من الملحنين كانوا يطمحون بأن تتغنى فيروز بألحانهم ، الا أن هذا الإنجاز ظل منقوصاً لاعتقاد غالبية المستمعين ولغاية الاّن ان كل الحان فيروز من ابداع الرحابنة، وهذا ما حصل مع مجموعة من الملحنين الذين غنت لهم جارة القمر أمثال حليم الرومي و الأخوان فليفل وتوفيق الباشا و نقولا المني و سليم الحلو و خالد ابو النصر و زكي ناصيف ومحمد محسن ، ورغم شهرة فيلمون وهبي قياساً بهذه الأسماء ومع ذلك الكثير من الحانه التي خص بها فيروز اعتقد الكثيرون انها للرحابنة ومنها على سبيل المثال يا كرم العلالي و يلبقلك شك الالماس و أسامينا و جايبلي سلام و غيرها ، ومن المواقف المؤثرة عندما سأل عاصي والدته في أحد الأيام وبعد مشاهدتها لإحدى مسرحياته الغنائية المعروضة وقتها ، سألها عن أجمل أغنية أحبتها من ضمن العرض المسرحي ، وذكرت له إحدى الأغنيات معتقدة أنها من ألحانه ما اضطره وقتها أن يصحح لها المعلومة بأن الأغنية التي اعجبتها من الحان فيلمون وهبي وليست من ألحانه ! .

نقلة نوعية

أعطني الناي و غنِّ واحدة من الأغنيات التي تعتبر نقلة نوعية في مسيرة الأغنية اللبنانية والعربية ، ومن اهم الأعمال التي قدمتها فيروز من قصيدة المواكب لجبران خليل جبران ، نجيب حنكش هو من لحن لها هذه القصيدة وغنتها في مهرجان الأرز عام 1964 ، وقلِّة من يعرفون هذه المعلومة وبالتالي لم يكن بأفضل حال من غيره ممن تغنت جارة القمر بألحانهم .

من أسرار نجاح هذه الأغنية انها تتطرق لقضية فلسفية و صوفية نتعايش معها كلما استمعنا اليها ونستعيد مطلعها هنا :

اعطني الناي وغني

فالغنا سر الوجود

و أنين الناي يبقى

بعد أن يفنى الوجود

في البداية غنى حنكش بنفسه هذا اللحن بأسلوب بسيط و جميل معبِّر ، وكأنه يتعبَّد في محراب الطبيعة لدرجة أن هذه الأغنية من أكثر الأغاني التي تأخذ المستمع لحالة من الوجد والتأمل خاصة عند سماعها في ساعة متأخرة من الليل ، ما يجدر ذكره ان المقاطع التي غناها من هذه القصيدة مختلفة عن المقاطع التي غنتها فيروز مع الإحتفاظ بالمقدمة ومنها هذه الأبيات التي أداها بصوته:

ليس في الغابات حزنٌ

لا ولا فيها الهموم

فإذا هب نسيمُ

لم تجيء معه السموم

ليس حز ن النفس إلا

ظل واه من لا يدوم

وغيوم النفس تبدو

في ثناياها النجوم

ماشدت به فيروز كان من ضمن مقاطع مختلفة من هذه القصيدة التي صاغها جبران بصيغة سؤال ومنها :

هل اتخذت الغاب مثلي

منزلاً دون القصور

وتتبعت السواقي

وتسلقت الصخور

هل فرشت العشب ليلاً

وتلحفت الفضا

زاهداً فيما سيأتي

ناسياً ما قد مضى

استدعاء هذه الاسئلة وحسب رؤية الرحابنة الذين قاموا بالتوزيع الموسيقي كان الهدف منه خلق حالة من الحوار والاندماج بين الإنسان و الطبيعة للإنطلاق نحوها بعيداً عن حياة القصور الزائفة، ففي الطبيعة النقاء و الأمان كما تصورها القصيدة وبعد عن الضغائن والشرور التي يواجهها الإنسان في حياته اليومية و تختتم فيروز القصيدة مؤكدة ذلك :

اعطني الناي وغني

فالغنا عدل القلوب

وأنين الناي يبقى

بعد أن تفنى الذنوب

اعطني الناي وغني

وانسى داءً ودواء

إنما الناس سطور

كتبت لكن بماء

يا مرحبا بالقمر ..

لم يدِّع نجيب في يوم من الأيام بأنه ملحن محترف ويؤكد ذلك في أحد التسجيلات المثبتة بصوته عن تلحينه لأنشودة - يا مرحبا بالقمر ، والتي هي من الحانه و أداءه و شعر سعيد عقل :

انا مش موسيقي وما بعرف اكتب نوت ومؤمن انه عنا اشياء حلوة بدها تنظيم وتابع حديثه عن انجازه للحن هذه الأنشودة بأن مطلع الأغنية الأول و الثاني استلهمه من مقطوعات من الموسيقى العالمية ، والمطلع الثالث تلحين خليل القاري .

تميَّز نجييب حنكش بأدائه العفوي لما قدمه بصوته من أغنيات سواء من ألحانه أو الحان غيره ، وحسب مقاييس صوته لايعتبر مطرباً و إنما مؤدياً ووظف أسلوبه المعبِّر بالصوت و الحركة و تعبيرات الوجه ، وهذا النوع من الأداء كان إضافة نوعية للأغنية العربية و خاصة الساخرة و الناقدة منها ، هذا اللون لايحتاج لصوت جميل بالمعنى الحرفي و إنما يندرج ضمن الغناء التعبيري الذي برز به العديد من الفنانين اللبنانيين أمثال فيلمون وهبي و صلاح تيزاني الشهير بشخصية أبو سليم و شوشو و فريال كريم و زياد الرحباني ومن مصر صلاح عبد الحميد و أمين الهنيدي وهذا ما ينطبق على بعض الممثلين المصريين ممن أدوا مجموعة من الأغنيات التي يتطلبها سيناريو العمل السينمائي أو التلفزيوني أو الإذاعي مثل أمين الهنيدي وحسين رياض عندما غنى مع الأطفال : الثعلب فات ، و لا يمكن نسيان نجيب الريحاني الذي شارك ليلى مراد بأغنيتين من فيلم غزل البنات 1949 وهما : أبجد هوَّز و عيني بترف .

حاكيني ع التلفون ..

من الأعمال التي قدمها نجيب بصوته موشح من انا ، أواه يا أصحابي ، ويلي من الغرام وموال عتابا :شعر اللي ع اكتافك يا بنيّة جدِّلي ،وبأسلوب النقد السياسي يوجد له تسجيل تلفزيوني وهو يستعيد بصوته أغنية فريد الأطرش : ياريتني طير لا طير حواليك ، وأداها بطريقة ساخرة وهو يشير للكرسي أمامة باعتباره المعني بالكلام ، ويقصد بها المسؤولين الذين يتشبثون بالكراسي .

من ألحانه و كلمات فيلمون وهبي غنى مع صباح في أحد الحلقات التلفزيونية المصوَّرة : فيكي يادار الوفا ومن كلماتها :

فيك يا دار الوفا و الأماني و الصفا

نيِّران يملاّن ظلمة الدنيا ضياء و حنان

انا من راح مدى الليل يغني

ساّئلوا النجمة البيضاء عني

إنما الوحي لألحاني و فنِّي .

وفي أغنية : حاكيني ع التلفون والتي أعادتها هدى حداد ، تغزَّل بإبنة بلده الزحلاوية بهذه الكلمات :

حاكيني ع التلفون كل يوم مرة دخيل الله

سمعيني صوتك يومية يا عينية

من الطافك حبيتيني وبدون سبب هجرتيني

بجمالك سوسحتيني يا حلوة يا زحلاوية .

بعد الكبرة جبِّة حمرا ..

عاش حنكش طيلة حياته عازبا وعبر عن حاله بهذه الأغنية الساخرة بعنوان - قصة مشعل الكشِّه :

بعد الكبرة جبة حمرا

راحت السكرة و اجت الفكرة

وعينا حتى نتزوج

بنت صغيرة ما بتاخدنا

وبنت كبيرة ما بدنا

هي طويلة و هي قصيرة

هي دي شنيعة و هي رفيعة

حتى براسنا دب الشيب

وبعد الشيب راح الكتاب

وبلش يدق ع الأبواب

ورجع لاحقينه الكلاب ! .

يا هل ترى نعود إليك يا لبنان ..

إتسمت الأغنية اللبنانية با رتباطها بالطبيعة ويبقى النموذج الأمثل وكما ذُكِر أغنية نجيب حنكش و فيروز : أعطني الناي وغني ، وكأن الموسيقى و اللحن في الأغنية اللبنانية تعزفه الأشجار و الطيور و التلال ، لدرجة توظيف الطبيعة في المقاطع الشعرية للنشيد الوطني اللبناني ومنها :

سهلنا و الجبل منبت الرجال ، شيخنا و الفتى عند صوت الوطن .. أسد غاب متى ساورتنا الفتن ، ويستمر النشيد أيضاً بمحاكاة الطبيعة في وصف لبنان الوطن :

بحرهُ برُّهُ درة الشرقين

رفدهُ برُّهُ مالي القطبين

إسمهُ عزُّهُ مذ كان الجدود

مجدهُ أرزهُ رمز الخلود .

نجيب حنكش المتوفي ربيع عام 1977 عاد هنا أيضاً ليعبر عن حنينه للبنان متغنياً بطبيعته الخلابة الساحرة :

هل يا ترى نعود اليك يا لبنان

فتصدق الوعود و يسمح الزمان

ونقطف العنقود منوع الالوان

ما احسن السهر في خلوة الكروم

وبيننا القمر وقربنا النجوم .

ويتابع الغناء معبراً عن حبه و شوقه للأرز رمز الوطن الأم :

كم سحت في المعمور ما غرني منظر

فبلدي المهجور و أرزي الأخضر

أحلى من القصور و الذهب الأصفر

هل يا ترى نعود اليك يا لبنان !.