كتاب

القدس والوصاية الهاشمية مرتكزات ومفاتيح للسلام

ثوابت تاريخية وضمانات واضحة للوصول إلى حالة استقرار وسلام لجميع أطراف المعادلة يؤكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني في جميع المحافل الدولية، القدس مفتاح السلام، والوصاية الهاشمية على المقدسات ثابت لا يمكن أن يكون مطروحاً للتفاوض، والتفكير خارج هذا الإطار سيكون بمثابة نسف لعملية السلام والذهاب بالمنطقة نحو الهاوية.

الأطراف الدولية تُجمع أنَّ الثوابت التي يؤكد عليها الأردن حيال قضية القدس هي مرتكزات أساسية للخروج بحلول ترضي جميع الأطراف، وعلى المجتمع الدولي ردع جميع محاولات إسرائيل التلاعب بهذه الثوابت، ودعم ما يحقق سلاما عادلا يوقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

الانتهاك الإسرائيلي المدعوم بقوة من الإدارة الأميركية الجديدة للمبادئ الدولية حيال القدس هو بالتأكيد تصعيد لا يخدم الاستقرار في المنطقة، رغم التحذيرات والتخوفات التي سلط عليها جلالته الضوء مراراً وتكرارا،ً وكان آخرها في كلمته في القمة الاستثنائية «وها نحن اليوم نلمس النتائج التي حذرنا منها، وهي: إضعاف ركائز السلام والاستقرار، وتكريس الأحادية، وتعميق اليأس الذي يؤدي إلى العنف».

إسرائيل عبر تاريخها المليء بالانتهاكات وسياستها القائمة على التعدي على حقوق الآخرين والتلاعب المشين بمصير ومستقبل المنطقة،لا تلقي أي اهتمام لما يمكن أنَّ يحقق السلام والاستقرار، وهي ماضية في هذا النهج الرافض لقبول الآخر، والعيش معه بسلام واحترام متبادل، ومن الواضح للعالم أجمع أن قادة هذا الكيان لا يجيدون إلا سلوك التطرف والعنف وقتل الأبرياء العزل والأطفال.

لقد كانت القدس في جميع مراحل مفاوضات السلام وبرغبة دولية خارج إطار أية سيادة أحادية، وكان هذا بمثابة توافق وضمانة دولية لجميع الأطراف ساعدت بداية في الشروع في عملية السلام، وقد تركزمسبقاً جهد المفاوضات المعطلة إسرائيلياً على ترتيبات الوضع النهائي لمدينة القدس، بما لا يمس الدور الأردني في القدس، ومواصلة الرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.

لذلك تشكل عملية الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها نهاية لعملية السلام، ولجميع الجهود التي بذلت بهدف الوصول إلى حالة الاستقرار، كما أنَّ هذه الخطوة تمثل اعتداء صارخاً على الشرعية الدولية، وخروجا على مبادئ السياسة الدولية التي تضبط جميع التفاعلات السياسية بين دول العالم بخاصة وأن هذه الخطوة تتم برعاية أميركية كانت ولا تزال ترغب في الظهور بمظهر الحريص على سيادة المبادئ الدولية وحقوق الإنسان.

سيبقى الأردن بقيادته صوت العقل والحكمة، والحريص على مستقبل الأجيال القادمة ويعمل بكل قوة لتجنيب المنطقة ويلات الحروب والتطرف، وستبقى القدس توأم عمان تصدح فيها أصوات المآذن وأجراس الكنائس ورمزاً أبديا للتعايش والمحبة.

Rsaaie.mohmed@gmail.com