لكن لا بأس من بعض الإرشادات قبل سرد القصة بتفاصيلها , فهذه تاليا إرشادات للمضربين عن الطعام « في أول ثلاثة أيام من الإضراب عن الطعام، يقوم الجسم باستخدام الطاقة الممتدة من الجلوكوز وبعد ذلك يبدأ الكبد بمعالجة الدهون في الجسم وتسمى هذه العملية بـ الكيتوزية، وبعد ثلاثة أسابيع يدخل الجسم في وضع الجوع، وفي هذه الحالة تنقص العضلات والأجهزة الحيوية في الجسم للحصول على الطاقة، وأيضاً فقدان نخاع العظم الذي يهدد حياة الإنسان. وهناك أمثلة لبعض المضربين عن الطعام توفوا بعد 52 حتى 74 يوماً من الإضراب عن الطعام « .
الخبر أن رجل أعمال كبيرا أقسم بأغلظ الأيمان أنه سيضرب عن الطعام حتى يسقط قانون ضريبة الدخل الجديد , من حسن حظ رجل الأعمال هذا أن الإعلان عن القانون الجديد صادف شهر رمضان المبارك , لذلك هو لن يكون مضطرا لأن يضرب عن الطعام إضرابا شاملا بل سيكون متاحا له أن يضرب إضرابا جزئيا , وهو بذلك يكسب ثواب الصيام في الشهر الفضيل ويحوز على شعبية لدى بعض العامة لكنه سيخسر صفته المعنوية كرجل أعمال يفترض أن له منابر عديدة للتعبير بها عن رأيه , وأن له سبلا غير متاحة لغيره لإيصال رأيه .
والخبر أيضا أن رئيس الاتحاد العام لنقابات اصحاب العمل - تحت التأسيس، خليل الحاج توفيق، قال إن رجل أعمال كبيرا وممثل إحدى نقابات أصحاب العمل أعلن غاضبا عزمه الاضراب عن الطعام احتجاجا على مشروع قانون معدل لقانون ضريبة الدخل، داعيا الجميع للقيام بذلك.
بصراحة لم أصدق الخبر فهو مثير للضحك وللدهشة وهو فعل كاريكاتوري يضع تحت ريشة أي فنان أو رسام كاريكاتير مادة للسخرية , كنت أتوقع أن من قد يقوم بمثل هذا الفعل لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال رجل أعمال , لأن رجال الأعمال لا يعدمون وسيلة للتعبير عن آرائهم حيال قانون أو قرار فالمنابر مفتوحة لهم والإجتماعات متاحة وكذلك قدرتهم على الوصول الى المسؤولين لتسجيل نقطة إعتراض أو إحتجاج أو إبداء رأي .
يقول الحاج توفيق في منشوره الذي تناقلته مواقع إلكترونية من باب التشويق « أن تسمع رجل اعمال كبيرا وممثلا لإحدى نقابات أصحاب العمل يعلن غاضباً وبأعلى صوته انه سيضرب عن الطعام احتجاجاً على قانون ضريبة الدخل ويدعو الجميع للقيام بذلك، فهذا مشهد غير مسبوق في القطاع الخاص
نعم صحيح هو مشهد غير مسبوق لا أريد أن أصدقه وأظن أن خليل الحاج توفيق إن صح ما ورد في منشور بثّه عبر وسائل التواصل الاجتماعي, أظنه يبالغ في التعبير عن رفضه هو للقانون فلم أقرأ مداخلة ولا رأيا ولا ملاحظة الا وكان له إسهام فيها للتعبير عن رفض القانون , أما وقد بلغ الرفض حد الإضراب عن الطعام حتى يسقط القانون فهذه عجيبة تسجل في قاموس عجائب رجال الأعمال المحدثين وهي سابقة لم نعهدها في تاريخ رجال الأعمال و وإن صح النبأ فهو إنتكاسة ننظر اليها بحرقة ليس لذات موضوع الخبر بل للمستوى الذي بلغه التعبير عن رفض قانون هنا أو الإحتجاج على قرار هناك .
