كتاب

هي نص القصيدة وكل الحكاية!

يقول الشاعر نزار القباني «يسكن الشعر في حدائق عينيكِ فلولا عينيكِ لا شعر يكتب،لا تخبري الورد عني أني أخاف عليكِ، ولا تبوحي بسري ومن أكون لديكِ». يطرب الشعر النفس الإنسانية وتسعد الأنثى بكلمات الشعر النقية الصافية. ما أسعد الشعراء كلماتهم تنطق العواطف الخرساء وتنشد أسرار الجنان.

هن في عز الصبا زهرات غضه تحلم كل منهن بفارسها الذي سيكون لها وحدها يسمعها عذب الكلام وطيب الحديث. كيف لا! وهم اخبروها أنها ستكبر لتصبح عروسا وصدقت الحكاية وسابقت السنوات من أجل أن ترتدي ثوبها الأبيض الذي تطمح أن يمنحها الكثير من الحب والحرية والأمان. لقد تعمق في داخلها حد اليقين أن الرجل ملجأ لها به تكون أو لا تكون.

وهي صبية يافعة حياتها بسيط بعيدة عن تعقيدات الحياة تحلم بالفرح وترى الحياة من خلال الطرحة البيضاء. تُركز على الجانب العاطفي فقط وتنسى منطق العقل وتستعجل في الأرتباط وتهمل التدقيق في التفاصيل فتكون النتيجة صدمة ودموع تستمطر من عينيها وتغرق قلبها الغض تصبح أمام احد خيارين إما أن تعيش حياة رتيبة لتمضية الأيام والسنوات وإما الانفصال أبغض الحلال عند الله والذي سيهدد بترك ندبة في الروح. تمضي الأيام والنفس تهمس يا سنين العمر لا تكوني كالفرح يمر عابراً!

في الجانب الآخر هناك أنثى لم تصادف فارسها في الحياة فتشعر بأرتباك الورد وتتساءل ما الذي أصاب الحلم فتأخر عن الوصول! أريد أن أقول لتلك الحسناء لا تنتظري احداً ولا تعلقي الأمال على الفارس فقد يكون فقد الفرس وتاه في زحمة الطريق. لا تركزي على الرجل وكانه مصباح علاء الدين الذي سيحقق الحب والأمنيات في الحياة. لا تكوني كطاحونة الهواء التي سلمت أذرعها للريح. لا تكوني امرأة بلا برامج. كوني أنتِ وتعلمي أن تنجحي وتتألقي. اقرئي كتابا عنوانه «سعادتي الأبدية». ضعي خططا عديدة تخصك أزرعي الأزهار وأسمعي أغنيات العيد. الحياة لحظة هاربة وما زلت تملكين مشاريع عديدة تخصك وحدك، كوني بها بحراَ شاسعاَ عميقاَ يختزن الدرر التي هي علمك وثقافتك وقيمك السامية وقدرتك على البناء والتقديم للأخرين.

وهناك أنثى فقدت صوتها بسبب فقدانها الشريك والحبيب إذا أردت أن أقدم العزاء لقلبها النقي سأقول طرق الحياة ضيقة ولا ديمومة فيها وجميعناً سنسير بنفس الإتجاه يؤلمني الضعف الذي يغزو قلبك بعد الفقد. اعلمي أن أبشع ما في حياتنا يتم عادة تحت أجمل الشعارات وأنبلها لكن لدي يقين بأن من فقدناهم لن يسعدهم ضعفنا ويأسنا في الحياة. أن المؤمن الحق عليه أن يكون قوياً ويستمر في العيش بالحياة بأيمانه العميق بأننا مستخلفون في الأرض لرسالة وجدنا لتقديمها لذا يجب التحلى بالأيمان والقوة لإتقان ادوارنا وأعمالنا التي خلقنا لها والتي وجدت لنا.

الرجل هو الأب والأخ والزوج والابن وقد يقهرنا الزمن بالبعد أو الفقد لذلك على الأنثى أن تكون قوية بنفسها مسلحة بسلاح الخلق والعلم وقادرة على الاعتماد على ذاتها. ضعي قلبك وأحساسك تحت رقابتك المعنوية شجعي نفسك وسيري وأمضي قدماً. ازرعي العشب الأخضر على الأرض الجافة وترنمي في وحدة الوادي. لا تلبدي سماء فكرك بالغيوم القاتمة. كوني أنتِ واسردي حكايتكِ بفخر. اهمسي واصرخي، انشدي وأبكي، اطربي واحزني كوني لغزا بين البحار والآفاق كوني أنتِ القصيدة والنغمات.

تبقى المرأة سر الدهشة والجمال حيث يجتمع العقل الناضج والقلب العاطفي في جسد واحد فأحفظوا كيانها واحساسها وتذكروا في تعاملكم معها أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وتذكروا أنها هي نص القصيدة وكل الحكاية.

a_altaher@asu.edu.jo