كتاب

نصف الكأس الملآن



معيار التفاؤل في الإقتصاد لا تحدده المشاعر والتوقعات فقط بل لغة الأرقام هي الأساس .

خلافا لوزير المالية الذي قال إن «عام 2017 لن يكون سهلا طالما استمرت الاوضاع الضاغطة من الخارج « أزعم أن العام المقبل سيكون بداية لتعافي الإقتصاد بالنظر الى أساسيات الإقتصاد الكلي وأداء المالية العامة للسنة التي تكاد تنقضي .

لسبب أو لآخر عدل رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي مزاجه وانضم الى خانة المبشرين بالأوضاع الصعبة, وأظنه يقصد الوضع المالي للحكومة في حال لم تجد الإصلاحات التي عزم على تنفيذها النور , عدا ذلك فالأرقام التي خرجت بنا من عام 2017 جيدة.

الاقتصاد الأردني اظهر مؤشرات عديدة على التعافي وتحقيق معدلات نمو إيجابية في الأعوام المقبلة وتمكن من تجاوز عدد من التحديات التي أدت الى هبوط معدل النمو الاقتصادي إلى أقل من معدلاته التاريخية إلى متوسط 6ر2 % .

جدير بالملاحظة أن الدخل السياحي واصل الارتفاع بنسبة 7ر12 % لنهاية تشرين الأول من العام الحالي، مقابل تراجع نسبته 8ر1 % للفترة ذاتها من العام الماضي واظهر الاستثمار الأجنبي المباشر تحسنا بنحو 30 % في النصف الاول من العام، ما رفع نسبتها الى الناتج الى 6 % مقابل 7ر4 % للفترة المقابلة من العام الماضي.

كذلك سجلت تحويلات العاملين معدلات نمو موجبة بلغت 7ر0 % لنهاية أيلول من العام الحالي مقارنة مع تراجع نسبته 4 % للفترة ذاتها من العام الماضي واستقرت الصادرات الوطنية، بعد ان تراجعت بما معدله 8ر7 % سنويا في عامي 2015 و 2016، وهو ما يدعو للتفاؤل بالرغم من انخفاض اسعار الصادرات بنسبة 8 % لنهاية آب

الانفاق الرأسمالي نما بنسبة 4ر7 % لنهاية أيلول من العام الحالي، مقابل تراجع نسبته 4ر9 % للفترة نفسها من العام الماضي، وهذا النمو يشكل قوة رافعة للأداء الاقتصادي واستمرت وتيرة النمو في التسهيلات الممنوحة للقطاع الخاص بنسبة 8ر7 % وتوزعت على القطاعات الاقتصادية كافة لكن النجاح الأهم الذي سجل هو وقف ارتفاع المديونية تمهيداً لخفضها كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية.

نتيجة ذلك كله ظهر في بيئة الأعمال وسهولة ممارسة أنشطة الأعمال (من المرتبة 118 إلى 103) ومؤشر ريادة الأعمال من 56 إلى 49، ومؤشر تنافسية المواهب من 70 إلى 58 و تقدم الأردن في مؤشر الحصول على الائتمان، 26 مرتبة في مؤشر الحصول على الائتمان في تقرير سهولة ممارسة الأعمال 2018 ‹وهذا والأردن إستقطب شركات عالمية بدأت عمليات.

البحث عن المؤشرات « القاتمة « متاح لكن إبراز الايجابيات تحتاج الى جرأة , فالوضع الاقتصادي مهما كانت صعوبته, لا ينقصه أن يغلف بالتشاؤم .

qadmaniisam@yahoo.com