منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى ، قبل مئة عام ، كانت القيادة الدولية للعالم (الحر) أي غير الشيوعي تتمثل في الرئيس الاميركي ، أكان ديمقراطياً أو جمهورياً.
قيادة العالم ، وإن كانت سبباً للاعتزاز القومي ، إلا أن لها واجبات للقيام بها حول العالم ، كالعمل لإحلال السلام ومنع الحروب وقيادة المنظمات الدولية ممثلة بالأمم المتحدة واتفاقات التجارة العالمية.
لم يهتز مركز القيادة الأميركي حتى وقت قريب ، عندما جاء إلى البيت الأبيض الرئيس الحالي دونالد ترمب الذي لم يقنع العالم بأهليته للقيادة ، كما أنه ليس مهتماً بأن يكون على رأس الهرم الدولي لأن اهتمامه مركز على الداخل الأميركي ، أميركا أولاً ، العزلة.
يتلفت العالم الغربي حوله ليجد من بينه بديلاً للرئيس الأميركي في قيادة العالم والعمل على تأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني ، فلا يجد القائد المقبول على مستوى العالم أو على الأقل على مستوى دول الغرب.
ألمانيا أقوى دولة في اوروبا الغربية اقتصادياً وصناعياً ، ومن الطبيعي أن تكون بالبال كمرشحة للقيام بالمهمات القيادية ، كما أن زعيمة ألمانيا أنجيلا ميركل زعيمة أثبتت وجودها خلال مدة حكمها الطويلة. ومن الطبيعي أن تكون مرشحة لهذه المهمة الدولية.
المؤسسات السياسية والاستراتيجية في الولايات المتحدة أحست ، بأنها على وشك خسارة قيادة العالم ، كما لاحظت أن المنافس الحقيقي لهذه المهمة هو ميركل ، ومن هنا بدأت الحملة على ميركيل واتهامها بأنها ضعيفة ولا تستطيع الارتفاع إلى مستوى المركز القيادي العالمي.
ميركل نفسها تعترف أنها أقل من أن تقوم بزعامة العالم فحاولت مد جسورها إلى الرئيس الفرنسي الجديد على أمل خلق محور ألمانيا-فرنسا. كان هذا المحور موجوداً دائماً ويراد وضعه على سدة القيادة العالمية.
ليس المطلوب أن تكون زعامة العالم لأقوى شخصية ، بل يجب أن تمثل دولة قوية ذات موارد واسعة ، اليابان مثلاً توصف بأنها عملاق اقتصادي وقزم سياسي ، والصين ما زالت في المركز الآخر فلا هي تسعى للتصدي للقيادة ، ولا العالم يتطلع لإيقاظ المارد الصيني الذي لا تُعرف اتجاهاته الحديثة بعد أن أسدل الستار على اتجاهات الماضي والتحول من الشيوعية إلى الرأسمالية. ومن شعب جائع إلى وطن مزدهر.
العالم اليوم في حالة بحث عن رئيس شرف ، وبانتظار ذلك فالعالم فالت الآن والحق فيه للقوة.
مواضيع ذات صلة