تابعت بإهتما غير عادي خبر ترؤس وزير الداخلية لإجتماع مجلس أمن عمان لمناقشة الاجتماع ابرز الاجراءات الامنية ، استعدادا لاحتفالات المملكة باعياد الميلاد وراس السنة.
بصراحة في أحيان كثيرة لا ألوم هذا الحرص الشديد ،حد المبالغة أحيانا بل على العكس أطالب به لكن كنت أحب أن لا يخرج هذا الإجتماع بخبر للرأي العام , على الأقل حتى تكون إحتفالات الناس عادية وهادئة , في ظل وجود الأمن الملموس وليس المحسوس , لكنني قررت أن أحتفل بالسنة الجديدة في المنزل فقط لأن إيقاع الخبر الذي تضمن تحذيرات أكثر مما حث الناس على الإحتفال بشكل طبيعي ولد لدي هذا الإنطباع .
كل التقدير لوزير الداخلية الذي حرص على إخراج الخبر للصحافة , وأظن انه انما اراد طمأنة جمهور المحتفلين في المطاعم والملاهي والساحات العامة والميادين , لكنه بدلا من ذلك وكأنه يقول : «إحتفلوا لكن دير بالكم الظروف صعبة في المنطقة»
كنت أدرس طريقة الإحتفال وقد راقت لي فكرة طرحها علي عقل بلتاجي في رسالة على الواتس أب , أن أستغل فرصة رأس السنة وما قبلها لأستمتع بأجواء بوليفارد العبدلي , لكن بصراحة إستبعدت الفكرة والسبب الإزدحام المتوقع من ناحية ومن ناحية أخرى خبر الإجتماع الأمني لوزير الداخلية في هذه المناسبة .
حظيت بفرصة في غابر الزمان بأن أشاهد إحتفالات رأس السنة ورأسها الكبير في نيويورك في تايم سكوير , ورأيت كيف إستمتع حشود الناس بالمناسبة ولم يأبهوا بالظروف الصعبة ولا بالتهديدات ولا ما يحزنون الناس يريدون أن يحتفلوا فقط فلا تنغصوا عليهم متعة الإحتفال ودعوهم وشأنهم , وما عليكم فعله هو تأمين هذه الإحتفالات لكن دون ضجيج إعلامي .
الخلاصة أن كل شيء هنا يحتاج الى خطة أمنية ومرورية، التوجيهي والنتائج , دوام المدارس , مباراة كرة قدم، الأعراس، كل شيء حتى مغادرة الموظفين دوامهم وذهابهم اليه وأخيرا رأس السنة .
نرجو أن لا تقتصر الخطة ،على تحرير المخالفات بالجملة لجماهير المحتفلين، أفترض أن ما يتصوره كل منا سيحدث، فنحن نحتاج لأن نكون مواطنين منظمين نعرف كيف نحتفل والإحتفال ليس فقط هو سيارات تلف وتدور .
بصراحة غير عادية، يعجبني ما تقوم به وزيرة السياحة إذ تنتشر بقوة وبكثافة على مختلف وسائط التواصل الإجتماعي تروج للإحتفال برأس السنة وتحث الناس على إقتناص الفرصة لإرتياد الأماكن العامة والمرافق السياحية وغيرها للإحتفال والإستمتاع بأجواء البلد لكن أرجو في ذات الوقت أن لا يقتصر ذلك على العالم الإفتراضي .
