فرغت أو كادت اللجنة المالية في مجلس النواب من مناقشة الموازنة وبانتظار تقريرها الذي سيتضمن تفاهمات حول آلية الدعم للخبز والمواد الأساسية وهي التي أفردت لها الحكومة 170 مليون دينار أخذت مالية النواب على عاتقها توزيعها في اقتراح ستدرسه الحكومة من جانبها.
إقرار الموازنة حاصل فهذه ثقة جديدة في الحكومة ينتظرها رئيس الوزراء الذي يرغب في تجديد الدماء ليس في طاقمه الوزاري بل سيطال هذا التجديد أمناء عامين مدراء ورؤساء هيئات مستقلة, وقع بعضهم في فخ التناقض وأحرج الحكومة في أكثر من تصريح إحداها اضطر الرئيس الى تقديم اعتذار إلى مجلس النواب عن خطأ وقعت هيئة الطاقة حول عدم التراجع عن اسعار الكهرباء حتى لو انخفضت أسعار النفط.
الرئيس الملقي قاد معركة رفع الدعم عن السلع بنفسه, وتأخر وزراء في حكومته أو تخلفوا عنها باستثناء الوزراء المعنيين, لكن لا يخفى عدم رضا الرئيس عن أداء بعض الوزراء بما فيها الحقائب السيادية والمعيار في هذا هو مدى التنفيذ في خطة التحفيز الإقتصادي وهو الذي كان في وقت سابق أدى الى خروج ثلاثة وزراء من الحكومة.
ليس سرا أن الرئيس كان يفكر في إجراء تعديل موسع على حكومته قبل الموازنة لكن الوقت ضاق كما أن الأولويات لم تجعل من هذا التعديل ممكنا وهو على الأغلب أرجأ قراره الى ما بعد إقرار الموازنة التي يعتبرها إن تمت ثقة جديدة تستوجب تعديلا موسعا يدخل به عام 2018 بنفس جديد لمواجهة مسؤوليات تشتد يوما بعد يوم محليا وإقليميا ودوليا.
في حكومته الأولى استدعى الملقي وزراء أساسيين من الحكومة السابقة, والإنطباع كان أن أربعة أشهر لا تستدعي أن يشكل الرئيس الحكومة التي تعكس برامجه وهويته السياسية والإقتصادية, وأن في الوقت متسع لتشكيل ما يراه بعد الإنتخابات النيابية وبما يتناغم أو يواجه مخرجاتها, وهو ما فعله لكن في نطاق ضيق.
ما مضى من عمر الحكومة حتى الآن كاف لتقييم أداء الوزراء, ولدى الرئيس فرصة للتجوال بعين فاحصة لإنتقاء شخصيات من الدائرة المحيطة ومن خارجها وحتى عن بعد.
الرأي العام يهتم كثيرا بالأسماء والترقب دائما يحوم حولها لقناعته بأن الإنجاز مرتبط لا بل يعتمد كليا على الأشخاص.
النخب في الصالونات لا يرحمون الرئيس والحكومة من النقد ويترقبون الأخطاء أكثر مما ينظرون الى الإنجاز، وسنقول مرة أخرى إن المهم هو الأداء والبرنامج والجدول الزمني للتنفيذ والرئيس الملقي كما بدا حتى الآن برامجي يحب الخطط ويحب النتائج ولا يرفع سقف التوقعات باعتبارها مرهقة ومعيقة للعمل لأن الظروف تحتاج الى عمل غير تقليدي يخترق حواجز الصد, وكثيرا ما قلنا إن هذه الظروف ذاتها لا يمكن أن تبقى شماعة يعلق عليها المسؤولين إخفاقهم في اجتراح الحلول.
qadmaniisam@yahoo.com
مواضيع ذات صلة