بالمقابل ضع اسم ولي العهد (محمد بن سلمان) , لن تجد أي شيء يتحدث عن ترفه أو ثروته , فهناك لقطات له على الحد الجنوبي ومحاضرات عن رؤيته للملكة العربية السعودية عام (2030)..ومقابلات سياسية , ولقاءات مع رؤساء الدول...
الدولة السعودية بالرغم من امتلاكها ثروات هائلة , لكنها لم تؤسس على مظاهر الترف , والتفاخر بالترف بل أسست بالسيف..والقتال وكان عبدالعزيز معروفا بشدة بأسه , وزهده في الحياة..وأظنه بذل الكثير كي يجعل منها دولة قوية وحية..
ولي العهد السعودي الحالي , يملك صرامة وهيئة عبدالعزيز..وهو يريد أن ينتقل في السلطة السعودية , إلى حالة جديدة..فهو يقاتل في اليمن , والطيار السعودي حين يقلع من القواعد العسكرية , يعرف الان أنه في معركة مصير , فهو لم يعد يعنيه العودة للقاعدة والتمتع برفاهية قيادة (الجاكور) بقدر ما يعنيه تنفيذ المهمة , وحماية حدود المملكة , ويدرك أن الشهادة قد تكون قريبة وفي أي لحظة...وقائد الكتيبة السعودي الذي يرابط على مشارف (صعدة) لم تعد تعنيه الحوافز وقروض الإسكان والهبات , بل هو معني بالقتال حتى اخر نفس..ومعني بتدمير أحلام (الحوثيين) في تقويض سيادة وسلطة الدولة محمد بن سلمان , أظنه انتقل في الشخصية السعودية إلى مرحلة جديدة..فالأسلحة المكدسة في المخازن ليست ترفا , واليد السعودية التي تحمل البندقية لم تخلق للإستعراض , وهذه رسالة يجب أن يفهمها الإقليم جيدا... لهذا فحملة الإعتقالات الأخيرة , كانت مرحلة من مراحل إعادة بناء شخصية القيادة السعودية...
على الأقل في زمن (محمد بن سلمان) حين تضع اسم العسيري على يوتيوب سيظهر لك ضابط يتحدث , عن عمليات قصف وعن اجتياح وعن حرب حقيقية تخوضها الدولة , في زمن (محمد بن سلمان) لم تعد شخصية السعودي مرتبطة بالترف بل مرتبطة بالقتال وحماية الوجدان والوطن..
لهذا الإعتقالات التي حدثت , لا أظنها اعتقالات لأشخاص بل هي اعتقالات لمرحلة البذخ والتباهي بالنفوذ المالي , اعتقالات لمرحلة من لم يحملوا السلاح على الحد الجنوبي ومن لم يقاتلوا باسم الله واسم البلد...وهي إنتاج لمرحلة الصرامة والهيبة , والسعودية الجديدة..القادرة على الدفاع عن نفسها وأشقائها ومشروعها.
