خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حين رفعت العلم .

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالهادي راجي المجالي في الصف الخامس الإبتدائي التحقت بفرقة الكشافة , وكنت أرتدي قميصا أزرق , وبنطالا (كحليا) ..وقد التحقت في هذا النشاط , لأني كنت شغوفا بمسألة رفع العلم في الصباح , وعزف السلام الملكي ..ياما أحببت هذا المشهد , ولا أدري كيف كان يستفزني النشيد ..وكيف نقف في الطابور بخشوع العاشق , ونظرة البراءة تسكننا ..

كان رفع العلم طقسا صباحيا , في كل مدارس المملكة , وأنا التحقت بالكشافة فقط كي أحظى بهذا الشرف , وكنت انتظر دوري بفارغ الصبر , فالكشافة يرفعونه بحسب التراتبية الصفية , ولأني كنت أصغرهم ..كان مقررا أن أقوم برفعه يوم الخميس ..

كنا في تشرين , وبرد تشرين يدخل العظم , وقد تحمست صبيحتها وكنت أول من يدخل المدرسة , منتظرا بفارغ الصبر تلك الثواني المعدودات ..رن جرس الطابور والتحقنا به , وقرأ طالب من مرتبات السادس أية الكرسي , ثم جاء دور العلم ..وبدأت برفعه على صوت السلام الملكي , كان يرفرف ..والغيمات تعبر من فوق السارية , وتظن في لحظة أن السارية تتحرك ..لكني كنت منتبها للمشهد ..وسحبت الحبل حتى اخره , ثم ثبته في السارية وأديت تحية الكشافة , لقد تحققت أمنيتي ذاك اليوم , ولشدة فرحي ..ولأني أوصلته أخر السارية مع اخر السلام الملكي , ودون اي نوع من التراخي أو التلكؤ ...فرحت كثيرا , وعبرت عن هذا الفرح بطريقة عفوية جدا ..فقد أدرت جسدي كاملا إلى الخلف , وإذا بالجموع محتشدة ..تنتظر أمرها من المدير أن تدخل الصفوف , وقد أغراني منظر الجموع ..جدا , وصوت السلام الملكي اشعل الحماسة في جسدي , فكان مني ومن دون شعور ...أن وضعت اصابعي في فمي , وأطلقت صافرة عنيفة , وكنت وقتها قد تعلمت الصفير للتو من طالب كسول في الصف السادس , ثم بدأت بالتصفيق ...نظر الجميع إلي , بعضهم استغرب السلوك وبعضهم لم يتمالك نفسه من الضحك ..والمهم أنهم دخلوا الصفوف باستثنائي فقد بقيت عند السارية , وكان علي أن أدفع ضريبة الحماسة تلك ...لقد تلقيت ضربات من (خيزرانة) كانت أقسى من برد تشرين ..ومنعت من رفع العلم .

أنا لم أقصد شيئا , مجرد أني تحمست حين رأيت الجموع , وحققت حلما طفوليا ...لكن تلك بلادنا , وعلينا أن نقبل بحقيقة مؤلمة وهي أننا نعاقب فيها على الحب ....

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF