كتاب

تقرير البنك الدولي حول التعليم في الأردن ومبادرات الإصلاح

لابد من التمعن بما جاء في تقرير البنك الدولي حول التعليم في المملكة حيث احتوى مجموعة من القضايا والمشكلات تم الإشارة لها في التقرير كان أهمها تحدي الإلتحاق في رياض الاطفال وتنمية الطلاب في مرحلة الطفولة المبكرة، وتدني إمكانية الحصول على خدمات ذات جودة عالية للطفولة المبكرة، وتدنى جودة التعليم وتحسينه وتحسين البيئة المدرسية وضعف نظام الصيانة ، كذلك تحدي نظام الورديتين في المدارس الحكومية، وضعف المهارات الاساسية للقراءة والحساب لدى الطلبة فقد بين التقرير أن طالب من كل خمسة طلاب في الصف الثاني لا يمكنه قراءة كلمة واحدة من فقرة مخصصة للقراءة، وتم وصف أمتحان التوجيهي بالعاجز وأن هناك عددا متراكما من الطلاب الذين يحملون شهادة «فشل في التوجيهي» .

لقد أشار التقرير الى أن المدرسين بلا مهارات وأن نسبة التدريب محدودة اثناء الخدمة كما أن المعلمين لم يتلقوا تدريباً كافياً للتعامل مع العنف أو لمواجهة تحديات الغرف الصفية كما أشار التقرير الى أن المعلمين في المدارس ميالون للوسائل العدوانية ففي عام 2015-2016 أبلغ 18% من الاطفال عن تعرضهم للعنف اللفظي بالمدارس وأبلغ 11% عن تعرضهم للعقاب البدني ، بل وأشار التقرير الى أن المدرسين يعانون من ضعف في معرفة المهارات المطلوبة لتحفيز أمكانات وقدرات الطلاب.

أضافة الى ما سبق لقد تحدث التقرير عن الطلاب السوريين ومشاكل الانسحاب والتنمر.

وأخيراً طالب التقرير بإستمرار الإستثمار في تقوية أنظمة البيانات التقنية والمالية. ولقد أشاد التقرير بنجاح وزارة التربية والتعليم بنشر نظام إدارة المعلومات التربوية ونظام المعلومات الجغرافية التي تسمح للوزارة بالتخطيط بشكل أفضل وأتخاذ قرارات في القطاع بشكل أسرع.

لقد ورد في التقرير تأكيد مستمر على أهمية تحسين ممارسات المعلم في الغرف الصفية. كيف لا والمعلم هو بمثابة الروح للعملية التعليمية.

لا شك أن التقرير مهم ولابد من الاهتمام بكل ما ورد فيه. والجانب المشرق للموضوع والذي يبشر بالامل بأن هناك الكثير من المهتمين بالشأن التعليمي نبهوا لهذه القضايا وطالبوا بقوة بإصلاح قطاع التعليم فلقد أطلقت جماعة عمان لحوارات المستقبل مبادرة تعزيز دور المعلم في بداية شهر شباط من عام 2017 وكانت المبادرة تحمل في ثناياها اشارة لعدد كبير من القضايا التي وردت في التقرير فقد نادت المبادرة بمهننة التعليم وأشارت الى أن دور المعلم يتجاوز دور تزويد الطلاب بالعلوم والمعارف إلى بناء منظومة القيم والسلوك والاعداد النفسي والمعرفي والمعنوي.

لقد نادت المبادرة بأهمية التدريب ، كما أكدت على أهمية رياض الاطفال وضرورة تأهيل معلماته، وأشارت الى أهمية الاختبارات المعرفية والتقييمية والتربوية والمهنية التي يجب أن يخضع لها من أختار مهنة التعليم.

لقد كان لي شرف المشاركة بالعمل على مبادرة تعزيز دور المعلم التي أطلقها فريق التعليم في جماعة عمان لحوارات المستقبل مع مجموعة طيبة من المتخصصين المتميزين في قطاع التعليم في بداية العام الحالي وبمجرد قراءتي للتقرير تذكرت ما ورد في المبادرة من محاور وحيث أن المبادرة تحمل في ثناياها جزءاً من استراتيجية متكاملة لإصلاح التعليم فقد احتوت العديد من الحلول للمشاكل التي وردت في التقرير فكان لابد من إعادة التذكير بالمبادرة والتي حملت في ثناياها تشخيصاً وتحليلا للعديد من المشاكل التي وردت في التقرير مما يدل على مستوى وعي وإدراك عاليين لضرورة وأهمية إصلاح التعليم بالاردن. وفي حقيقة الأمر إدراكنا الداخلي لمشاكلنا وتحليلها هو ما يسهل مواجهة التحديات وتحقيق الغايات المرجوة من عملية اصلاح التعليم.

A_altaher68@hotmail.com