يحسب لدولة رئيس الوزراء وبعض أصحاب المعالي الوزراء الزيارة الميدانية التي قاموا بها إلى مجموعة من المصانع والمناطق الصناعية المحيطة بعمان، حيث ان هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء وبشكلٍ شخصي ومباشر منذ وقتٍ طويل. على الرغم من أن القطاع الصناعي قد التقى بجميع رؤساء الوزارات إما في الغرف الصناعية أو في دار رئاسة الوزراء، ولكن ما يجعل هذه الزيارة الميدانية المباشرة ذات طابعٍ مهم ومميز هو اطلاع دولة الرئيس وأًصحاب المعالي - بصفتهم متخذي القرار وواضعي السياسات – على ما وصلت إليه الصناعة الأردنية من تطور ونمو وتميز من خلال ما رأوه بأُم أعينهم، حيث ذكر أحد الوزراء غير المختصين في الشأن الإقتصادي خلال الزيارة بأنه قد تفاجأ بأنه لدينا مصانع بهذا التطور والتميز التكنولوجي، الامر الذي يعكس في طياته عدم المعرفة التامة بما وصلت إليه الصناعة الأردنية من تقدم وتطور، ويرتب على الغرف الصناعية والصناعيين تكثيف الجهود في توعية المجتمع بمستوى ودور واهمية الصناعات الوطنية وقدراتها التي نفتخر بها جميعا. ونحن اذ نتطلع بان تكون النتيجة المباشرة من هذه الزيارة هي تسليط الضوء على هذا القطاع الحيوي الهام، ونتمنى أن تبقى الصناعة في أذهان وبال دولة الرئيس وأصحاب المعالي عند التوجه لاتخاذ اي قرار يمس الشأن الصناعي لأن الصناعة بما تحققه من مزايا وفوائد إقتصادية تستحق منا الرعاية والإهتمام.
وفي هذه العجالة أرغب بأن أِشير إلى ما طرحه دولة الرئيس خلال لقائه الصحفيين في ختام جولته بضرورة المضي في إنشاء بيوت للتصدير لما تحققه من مصلحة وفوائد جمة للصناعيين، حيث تركز جهودها بشكل شبه كامل على دعم المنتجين في ترويج صادراتهم واستدامة نشاطهم التجاري من خلال تمهيد الطريق امامهم للولوج للاسواق الخارجية عن طريق تقديم الخدمات الفنية والتسويقية والاستشارية المتكاملة. وتتميز بيوت التصدير بقدرتها على ترويج منتجات الشركات التي تنتج على نطاق صغير ولا تستطيع تحمل تكاليف أنشطة تسويق الصادرات من خلال العمل على توفير مظلة من الخدمات لمجموع المنتجين صغار الحجم من خلال الاستثمار في المعدات والمرافق واتاحة خدماتها للشركات الصغيرة كونها غير قادرة على استثمار الموارد للحصول عليها بشكل فردي.
وهنا أود أن اشير الى ان الغرفة كانت قد طرحت على دولة الرئيس خلال زيارة سابقة له لمقر الغرفة نظرتنا وتوجهنا للنهوض بالقطاع الصناعي بعيداً عن الدعم، وكانت أبرز نقاط تصورنا ترتكز على تعزيز الصادرات في المدى القصير، حيث ركزنا فيها على جملة من المعطيات نسعى بالعمل عليها إما بشراكة كاملة مع الحكومة أو منفردين، ومنها ما بدأنا فعليا بالعمل عليه، ولعل فكرة إنشاء بيوت للصادرات هي أهم هذه المبادرات التي تطرقنا لها وذلك لما تحققه من فوائد للصناعيين والتجار ومن أبرزها تمكين المنتجين الصناعيين من الاستفادة من المعلومات المتخصصة، والخدمات الفنية التي تقدمها بيوت التصدير، بالاضافة مساعدتهم على النفاذ الى الاسواق التصديرية وتحقيق المعايير الفنية لها وتخفيض المخاطر التي تواجه النشاط التجاري، هذا الى جانب تقديم الدعم المالي والخدمات التمويلية والتشبيك مع المشترين المحتملين.
وعليه فاننا نسعى للتعاون مع كافة الجهات لتحقيق هذه الرؤى، ونقدر لدولة الرئيس زيارته التي جاءت كاشارة واضحة على الرغبة في بناء شراكات ايجابية تهدف الى خدمة الصناعيين وتعكس اهتماما واضحا بهذا القطاع الذي يملك مفاتيح تخفيف العبء عن اقتصادنا الوطني في المرحلة الحالية، من خلال التركيز على دعم الصادرات التي ستحفز النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
*مدير عام غرفة صناعة الأردن
mmahrouq@gmail.com
مواضيع ذات صلة