من الأرقام تميل كفة الميزان لمصلحة السياحة القادمة من الخارج , لكن الأمر لا يبدو كذلك إن تم خصم مساهمة السياحة الداخلية من الرقم الإجمالي مع الأخذ بالاعتبار أن عددا كبيرا من الزائرين ليسوا بالضرورة سياحا.
الدخل السياحي ارتفع بنسبة 17.9% خلال الربع الأول من العام الحالي وإنفاق الأردنيين على السفر إرتفع 8.6 % خلال الربع الأول أيضا أي ما يعادل مليار دينار تقريبا مقابل 238.5 مليون دينار
التوصل الى أرقام دقيقة سيحتاج للإطلاع على تفاصيل أكثر لبيان القيمة الحقيقية المضافة في بند الدخل السياحي إذ لن تعكس هذه الأرقام الواقع الفعلي طالما أن الضرائب ورسوم الفيزا تدخل في لعبة الرقم المشار إليه.
تريد سياحة قادمة عليك أن تقبل بسياحة خارجة , لكن سبب رغبة الناس بالسياحة الخارجية باستثناءات قليلة ليس التبادل الثقافي إنما إغراء الأسعار.
يفضل كثير من العائلات قضاء عطلة العيد خارج البلاد , وفي الأردن بحر ميت فريد من نوعه وفيها خليج العقبة والبترا التي إنضمت الى قائمة عجائب الدنيا ووادي رم الوردي والجبال والمطاعم الصيفية في جرش ومادبا , والأثار , ببساطة لأن تكلفة السياحة الداخلية باهظة لا تطيقها الطبقة الوسطى ولا يقدر عليها محدودو الدخل .
ما أن تقترب العطلة حتى تسارع الفنادق الى رفع أسعارها لا بل إن بعضها كان يشترط حجوزات لا تقل عن ثلاثة أيام , حتى لا تضيع فرصة إلتقاط حجز أخر فتفوت المكاسب , الفنادق إذا ترفع أسعارها في المواسم بدلا من تقديم عروض لإجتذاب سياحة داخلية و متوسط التكلفة زاد 30% على الأقل.
لو كانت أسرتك مؤلفة من 4 أفراد بمن فيهم أنت , وأردت أن تصطحبهم الى البحر الميت مثلا لقضاء ليلتين فيجب عليك أن تتحوط على ألف دينار في جيبك , بينما يمكنك قضاء خمسة أيام كاملة تامة شاملة الطعام والشراب في شرم الشيخ أو على شواطئ الريفيرا التركية أو في اليونان وغيرها بنفس المبلغ وربما أقل !!.
لا يمكن مطالبة الفنادق بعروض لتشجيع السياحة المحلية مع رسوم وضرائب لا تشجع على منح مثل هذه الخصومات ومعروف أن أهم العوامل الطاردة للسياحة هي الكلف , فما يهم السائح هو كلفة إقامته في فندق أو شقة فندقية وثمن وجبات الطعام في مطاعم لائقة والمواصلات وأسعار السلع في الأسواق وغيرها وهي مرتفعة بالمقارنة مع مدن ومناطق سياحية أخرى .
qadmaniisam@yahoo.com
مواضيع ذات صلة