مؤسسات الرقابة على الغذاء تعمل كالمعتاد لكن لأن الغذاء يشغل بال الناس في شهر رمضان أكثر من أي وقت آخر يسود الإعتقاد بأنها تنشط كما أنها لم تعمل على مدار السنة.
خلال اسبوع تداعت الصحف والمواقع ووسائط التواصل الإجتماعي كما لم تجمع من قبل على أنباء الدواجن الفاسدة التي خزنها تجار منحرفون أخشى أن نخرج بعدها بأن غذاءنا فاسد !..
ما وقع جريمة بكل المقاييس تشبه أي جريمة من غير المقبول أن ترتكب في بلد مشهود له إلتزامه بسلامة وصحة ورقابة الغذاء وفق أرفع المعايير الدولية تعمل في مختبراته أجهزة هي نفسها التي تعمل في ألمانيا وفي عديد من الدول الأوروبية.
مشكلة الغذاء الفاسد وحتى محاولات بعض ضعاف النفوس تمرير واحدة هنا وأخرى هناك لتحقيق مرابح حرام هي مشكلة موجودة ولن تنتهي لكن ما دامت أجهزة الرقابة بالمرصاد فنحن مطمئنون الى أن غذاءنا ليس فاسدا.
لن نكون مثاليين ونقول أن الأيادي البيضاء النزيهة تملأ الأماكن , لكننا سنؤشر على ضعف النفس البشرية في مواجهة الإغراءات بينما لا زال الرأي العام يتعامل مع أنباء رفض إدخال شحنات غذائية أو حبوب أو مواد صناعية مستوردة لمخالفتها المواصفة الأردنية أو لعدم صلاحيتها باعتباره عملا بطوليا نادرالحدوث مع أن ذلك يأتي في صلب عمل هذه الأجهزة وعلى العكس الحساب يقع عندما لا تقوم بهذه المهمة كالمعتاد.
في أكثر من حادثة رفضت فيهما المواصفات والمقاييس والغذاء والدواء إدخال شحنات غذائية او إسطوانات غاز وغيرها واجهت ضغوطا معاكسة من ذات المنابر التي تصف غذاءنا اليوم بالفاسد.
مؤسسات الرقابة ليست في صف معاكس بل تعمل لمصلحة التاجر والمستورد النظيف حين تميزه عن الفاسد في نتنائج الفحص وليس من مهماتها أن تتسابق في الإعلان عن ضبط الغذاء الفاسد وإتلافه وفي أحيان كثيرة يتبرع تجار منافسون الى إشاعة ونشر الأخبار التي تضر منافسيهم في السوق حتى قبل أن تتبين صحتها.
مؤسسات الرقابة سواء المواصفات والمقاييس أو الغذاء والدواء أصبحتا قوة لا يستهان بهما وهي قوة مطلوبة في مواجهة سلع حساسة وهامة بأهمية الغذاء والدواء , وقد فازتا بثقة عالية خلال السنوات الأخيرة بفضل قياداتها التي تنبهت الى أهمية التطوير ورفع مستوى المختبرات فنيا وعلميا كمعيار للحياد والنزاهة , ووجودهما يعني أن غذاءنا ليس فاسدا.
qadmaniisam@yahoo.com
مواضيع ذات صلة