في يوم الاستقلال تستذكر مؤسسات الدولة ومواطنيها، الجهود والتضحيات الجسام التي بذلها أولئك الأوائل من أبناء الوطن في تحرير إرادة الدولة الأردنية، وتحقيق سيادتها الوطنية، وتخليصها من سطوة المستعمر وإملاءاته، لتنطلق في مسيرة البناء بسواعد أردنية، حتى غدا الأردن وطناً مزدهراً قوياً نموذجاً، ومثالاً للتنمية الحقيقية في المجالات كافة، فانتشرت المدارس والمعاهد والجامعات، وأصبحت مؤشرات التعليم في مستوىً قياسي ومتميز، كما يحتل الأردن مرتبة متقدمة في الخدمة العلاجية والطبية. وفي الممارسة السياسية تترسخ مؤسسات المجتمع المدني، وفي مقدمتها برلمان منتخب، وسلطة قضائية مستقلة تمارس أعمالها من خلال تشريعات وقوانين يطالها التحديث والتطوير بشكل مستمر، تماشياً مع مستجدات الحياة المعاصرة.
لقد عمل الأردن وبرؤية هاشمية فذة على الاهتمام بالقوات المسلحة الأردنية ودعمها بالتدريب والتأهيل والأسلحة الحديثة المتطورة إيماناً بأن الجيش والقوات المسلحة هي حامي الحمى وعماد الاستقلال وقوة الردع لأي محاولة للتطاول على الأردن أرضاً وشعباً، كما يؤدي الجيش إلى جانب ذلك دوراً رائداً في مسيرة التنمية المحلية في قطاعات الصحة والتعليم وتطوير القدرات.
ورغم التحديات الكبيرة التي فرضت على الأردن تحمل أعباء كبيرة نتيجة للظروف غير المستقرة للمنطقة العربية والإقليم تستمر فيه مسيرة التنمية والازدهار، لقد واجه الأردن موجات متكررة من اللاجئين وتأمين متطلبات وظروف استقبالهم وتهيئة بيئة حاضنة لهم، فقد عملت الأزمات السياسية التي عصفت وما تزال بالجوار الأردني على إعاقة النمو الاقتصادي والتأثير على خططه التنموية، ورغم ذلك بقي الأردن الى جانب أشقائه وبذل جهوداً كبيرة بقيادة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، لتجنيب المنطقة المزيد من الدمار والاقتتال، وسارع الأردن كذلك في تلبية نداء أشقائه لمساعدتهم في تجاوز الأزمات التي ألمت بهم.
في يوم الاستقلال تمتد مساحة التفكير وتتعدد زوايا النظر، فلا يقتصر النظر والتأمل بعيد الاستقلال على منظار التاريخ فحسب، بل ننظر بعين التفاؤل والأمل لمستقبل هذا الوطن، فإنجاز الاستقلال يحفزنا نحو التفكير بتحقيق قدرٍ عالٍ من الاعتماد على الذات، والعمل على تأمين مصادر قوة الدولة الأردنية واستقلال قرارها، ومواصلة التطوير والتحديث ومحاربة بعض الظواهر السلبية، والحد من الممارسات التي تعيق التطور والنماء.
Rsaaie.mohmed@gmail.com`
مواضيع ذات صلة