كتاب

علينا أن نختار من الموروث ما يعطي مساحة للتميز..

عشقت العلم وكان بداخلي اصرار وشغف على أن أكون امرأة تمتلك العلم والمعرفة والثقافة. أردت أن أثبت خطأ مقولة أزعجتني تقال للمرأة « كوني جميلة واصمتي» لم أحبذ العبارة ولم أكن أريد أن أكون امرأة نكرة. أحببت دائماً العمل والتفوق وكان يسعدني الأنجاز ومساعدة الأخرين، كنت أشعر بالرضا كلما أنهيت مرحلة تعليمية جديدة أو ألفت كتاباً او كتبت بحثاً علمياً أو مقالاً.

لم أتوقف عن الحلم ولم أفقد الطموح في أن أكون امرأة قادرة على المساهمة في خدمة المجتمع وتقديم شيء ولو قليل. لكن واجهتني المصاعب في بداية طريقي كنت أمتلك شخصية هادئة صوتها يرتجف اذا تحدثت أمام جمع من الناس وأحياناً كانت تحمر وجنتاي خجلاً.

كان هناك حافز يدفعني ويقول لي لاتتوقفي عن المحاولة أتبعي شغفك طوري قدراتك واستمري. لم أستسلم وبقيت أحاول للوصول الى يوم أكون فيه قادرة على تسجيل لقاء تلفزيوني أو اذاعي أو المشاركة بندوة عامة أو التحدث بمؤتمر علمي بثقة وبصوت قوي واثق.

قد يتساءل البعض من ألهمني وأعطاني الشغف وجعلني أتبع حلمي وأركز على علمي وثقافتي ولا أترك طموحي ودوري كأمرأة في مجتمع لها حقوق تدركها وعليها واجبات تقدمها!

في حقيقة الأمر من ألهمتني ملهمة كل أمرأة أردنية وعربية وهي الملكة والمرأة الأستثنائية جلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة.

الملكة رانيا وهبها الله الكثير من الجمال والحسن، جمال القول والثقة والحضور الآسر. في كل مرة كنت أستمع ألى خطاباتها في المحافل المحلية والدولية والعالمية كنت أشعر بالفخر والأعتزاز بها، كنت أدرك المعنى الحقيقي لأن تكون المرأة مؤثرة.

فعندما تتحدث الملكة رانيا بالعربية تضيف للغة ثراء وجمالا، وأن تحدثت باللغة الانجليزية تجعل العالم بأسره يلتفت إليها ليصغي لما تقول.

لقد عززت جلالة الملكة مكانة المرأة العربية وحفزتها للمشاركة في جميع مناحي الحياة وطالبتها بتخطي الحواجز والتركيز على الإنجاز وأكدت في جميع المحافل أن انجازات المرأة العربية محل فخر واعتزاز لمجتمعاتها.

لقد قالت الملكة رانيا في إحدى خطاباتها اني أتطلع الى يوم نرى فيه قصة المرأة هي قصة نجاح العالم العربي، فالمجتمع الذي لا يقوده الرجال والنساء معاً سيقف عند منتصف الطريق.

ملكة ألهمت المرأة الأردنية والعربية على حد سواء لكسر القوالب النمطية التي تحد من طموحها واعتبرت أن تمكين المرأة هو تمكين المجتمع بأكمله، وقالت أن علينا أن نختار من الموروث ما يعطي مساحة للتميز. لقد شجعت على إيجاد سبل سريعة لخلق واقع جديد للمرأة العربية في المجتمعات، كما كانت مساندة لكل القوانين التي تدعم حقوق المرأة الأردنية وتضمن لها العدالة والمساواة في الحقوق.

لقد امتلكت الملكة رانيا العبد الله حسا انسانيا جميلا ومؤثرا ففي احدى لقاءاتها التلفزيونية مع الاعلامية اوبرا قالت فيه علينا أن نفكر في حساب النية الحسنة ، لأن البعض يعطي الوقت الكثير لتنمية حسابه المصرفي دون التفكير بالنية الطيبة والاعمال الصالحة التي يتركها الفرد وراءه حين يغادر الى الحياة الأخرى.

ومن جميل قول جلالة الملكة رانيا في أحد المحافل لإم الامارات سمو الشيخة فاطمة «لقد ساهمتِ وقمتِ بدور أساسي في دعم وبناء نساء بلادك ليبدعن وتوقعت منهن العلا ولم تضعين امامهن الحدود»، وهنا لا يسعني الا أن أقول وأنتِ يا جلالة الملكة رانيا العبد الله أبدعت في ذلك وكنت مختلفة واستثنائية وملهمة لكل أمرأة أردنية وعربية وعندك تقف الكلمات عاجزة عن الوصف.

A_altaher68@hotmail.com