خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

غوتيريش إذ يُقدِّم.. «أوراقَ اعتمادِه»!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب انه أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي لم يمضِ على مباشرته وظيفته الرفيعة,سوى أربعة اشهر،قالت المندوبة الأميركية السابقة لدى المنظمة الدولية سامنثا باور في معرض «ابتهاج» واشنطن بإنتخاب رئيس الوزراء البرتغالي السابق: انها لحظة تاريخية لم يمر فيها مجلس الامن, عندما منح ثقته بـ»الإجماع»للسيد غوتيريش.

هذا «الأمين» الذي بدا للحظة, بانه لن يكون نسخة اخرى باهتة، لتلك التي كان عليها سلفه الكوري الجنوبي بان كي مون، الذي لازمه «القلق» الشديد في القضايا والملفات ذات الصلة بالمصالح الاميركية وخصوصا الاسرائيلية،حيث لم يتّخذ ذات يوم اي موقف نزيه ومحايِد, ازاء الملف الفلسطيني, فاكتفى شخصِيّا او الناطق باسمه, التعبير عن «القلق» ازاء المجازر والحروب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة,بل لم يُعبِّر عن غضبه (مجرد غضب), ازاء قصف جيش الاحتلال لمراكز ومدارس وكالة الغوث الدولية, التي كان المدنيون (جلّهم من اللاجئين الذين يُشكِّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع) يحتمون بها، وكان إن ذهَبَ»كي مون» الى القطاع لـِ»يطّلع» على احواله بعد تدميره, يكتفي بالصمت, وإن «حكى» فانه يقول كلاما عموميا لا يُغضب اسرائيل ولا يُقدِّم شيئا للثكالى والمشرّدين ومَن فقدوا بيوتهم او يحتاجون طعاماً او ماء نقيا او غطاء يتدثرون به.

هنا والان تحضر شخصية البرتغالي,الذي يتبوأ ارفع منصب أممي مستفيداً من تجربته كرئيس وزراء «اشتراكي»، تولّى ذات دورة رئاسة «الاشتراكية الدولية», كي يخوض تجربة جديدة, تنهض في ما كَشفَت وقائع المائة يوم ونيف التي قضاها حتى الآن، على ارضاء الولايات المتحدة وخصوصا طمأنة اسرائيل, حيث لم يكتفِ بوأد تقرير «الإسكوا» الشهير الذي انجزته احدى منظمات الامم المتحدة الرئيسية, وتم نشره منتصف اذار الماضي, حيث وثّق الباحثون المحايدون الذين كلفتهم لجنة الامم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا (إسكوا) إعداده, الخطوات التي قامت بها اسرائيل لتأسيس «نظام فصل عنصري» يهدف الى تسلّط جماعة عِرقية على اخرى، وقدّم ادِلّة ومعطيات تؤكد فرض اسرائيل نظام «ابارتايد» على الفلسطينيين وتقسيمهم الى اربع فئات, تخضع كل منها لترتيبات قانونية مختلِفة.

يومئذ..مارَسَ غوتيريش – وكما هو معروف – ضغوطا هائلة وغير مسبوقة, من قبل أي أمين عام للأمم المتحدة, على الأمينة التنفيذية للإسكوا ريما خلف, التي فضّلت الاستقالة من منصبها على سحب التقرير, مؤكدة انها لا تستطيع مخالفة مبادئها الانسانية وضميرها.

فازت اسرائيل والولايات المتحدة في «معركة التقرير», الذي فضح عنصرية اسرائيل, وواصل غوتيريش الذي تعهّد في القسم الذي أدّاه لمباشرة اعماله, المحافظة على ميثاق الأمم المتحدة وبالحياد في اداء مهمته، وواصل إطلاق تصريحات التبرّؤ والتنصّل من التقرير, وكاد ان يقدم اعتذاره عنه، كي لا يُغضِب الاسياد في تل ابيب وواشنطن.

وكما يقول المثل الشعبي بأن «اول الرقص.. حنجلة», فان غوتيريش يواصل «مفاجأتنا» بحماسة ووفق خطة مدروسة ومبرمجة وضعها لنفسه (او وُضِعَت له) مُنطلِقاً من القاعدة التي أعلنتّها المندوبة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي،بفخر واعتزاز,من ان زمن «التنكيل» باسرائيل في الامم المتحدة قد «ولّى»،وعلى هذا الدرب يسير أمين المنظمة الدولية الذي «افتتح» مؤتمر «المجلس اليهودي العالمي» السنوي,بكلمة تفيض ولاء وانحياز للرواية «اليهودية» العنصرية,عندما تعهّد امام المؤتمر الذي هو جزء من مجموعات الضغط اليهودية الصهيونية (اللوبيات) التي تُوزِّع الأدوار بينها,من اجل إسكات اي صوت مُنتقد لاسرائيل او سياساتها الاستيطانية وخصوصا كونها دولة فصل عنصري,ودعوتها لالتزام القانون الدولي. نقول: تعهّد غوتيريش في كلمته امام قادة المنظمات اليهودية الدولية,بالتصدي لأي تقرير يتضمن «انتقاد» اسرائيل,وانه «سيضمن» التزام هؤلاء الذين يعملون تحت رئاسته بالمبادئ,التي يعتبرها «صحيحة» ولم يتردّد وهو «الموظف» الذي عليه التزام ما يقرره مجلس الامن او الجمعية العامة للامم المتحدة في القول: «بصفتي أميناً عاماً للأمم المتحدة،أعتَبِر ان دولة اسرائيل,تحتاج ان تُعامَل كأي دولة أخرى» (كذا) في تناقض واضح وصريح لما دأبت المنظمة الدولية ولجانها المختلفة, من اعتبار اسرائيل دولة احتلال لا تُطبِّق القانون الدولي فحسب, بل تزدريه بوضوح, بدعم مُعلَن من واشنطن.

ليت الامين العام يفي بـِ»تعهّدِه»وان يُكرِّس جهده من اجل ان يتم التعامل مع اسرائيل كأي دولة «اخرى»,وهي المتمردة على الشرعية الدولية التي لا تقيم وزناً للمنظمة الدولية وتقتل جنودها وتعتقلهم وتتواطئ مع الارهابيين في سوريا لاختطافهم والمساومة عليهم.

مطلوب من غوتيريش ان يُصرّ على تنفيذ تعهده, بان تكون اسرائيل ويتم التعامل معها كدولة عادية,حتى تتوقف عن العربدة والإبتزاز وإطلاق الاتهامات باللاسامية وكراهية اليهود والاتِّجار بالهولوكست وتخويف الحكومات والمجتمعات,اذا ما حاولت مناقشة المحرقة او الاقتراب منها, تحت طائلة الحبس والعزلَة وتشويه السمعة,كما حدث ويحدث في المجتمعات الغربية وحكوماتها المنافِقة.

اغرب ما في خطاب المستر غوتيريش امام قادة المنظمات اليهودية الدولية,زعمه ان «الشكل الحديث من معاداة السامية,يتمثّل في إنكار وجود دولة اسرائيل»مُشدّداً... لا فُضَ فوه, على ان «معاداة السامية لم تختف رغم صدمة الهولوكست,وهي لا تزال حية اليوم»,في تَبَنِّ سافر(على نحو تفوح منه رائحة النفاق والانبطاح الكامل) للرواية الصهيونية المعروفة والتي عبّر عنها في شباط الماضي خلال مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية قال فيها:انه يؤمن بالصلة بين القدس واليهود، مضيفاً: ان الهيكل المقدس في القدس الذي قام الرومان بهدمه، كان هيكلاً... يهودياً»..

هذا هو غوتيريش,الذي لا يعترف بقرارات اليونسكو ولا الإسكوا.. فيما اسرائيل ــ بالمُقابِل ــــ لا تعترف بشيء اسمه الامم المتحدة,التي قال عنها بن غوريون:»ليس مُهمّا ما يقوله الأغيار.. بل المُهم ما يفعله اليهود».

إنها أوراق الاعتماد»المطلوبة»يقَدِمها غوتيريش,لأصحاب «القول والفعل في هذا العالم»..وليَذهَب ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن...الى الجحيم.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF