«كل عام وأنتم بخير.. أعاده الله عليكم باليمن البركات» بهذه الكلمات عايد «فيصل» صديقه بمناسبة عيد الفصح المجيد، ثم سأله: «هل هو العيد الذي تلونون به البيض؟.
فرد عليه بالإيجاب، وبعدها سأله: «هل بهذا العيد تزينون أرجاء المنزل بالأرانب وتقدمون به الكعك والمعمول؟.
فرد عليه بالإيجاب أيضاً، وتابع بعدها طرح مجموعة من الاسئلة تتعلق بالديانة المسيحية وبعيد الفصح بالذات وصديقه يجيبه عن هذه التساؤلات جميعها..
حاله كحال الكثيرين الذين لا يعلمون عن هذا العيد وطقوسه، ولا ييقنون سوى ان بهذا اليوم يحتفل المسيحيون بعيد الفصح المجيد، ويحملون في جعبتهم تساؤلات لا يعلمونها ويريدون اجاباتها.
ومن هنا جمع «أبواب–الرأي» استفسارات كثيرة وطرحها على مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام «الأب رفعت بدر» ليجيبهم عليها، وتاليا الاسئلة واجاباتها:
ما هو عيد الفصح ؟
عيد الفصح - أو عيد القيامة - هو جوهر الديانة المسيحية، لذلك نسميه العيد الكبير، فالمؤمنون في هذه الديانة يقرّون بأنّ سيّدهم هو قد تألم ومات وقبر لكنّه قام في اليوم الثالث، هذا هو جوهر الحياة المسيحية. لذلك يقول القديس بولس: لو لم يقم المسيح، لكانت كرازتنا باطلة، ولكان إيمانكم باطلاً كذلك. بدون هذه الحقيقة التاريخية واللاهوتية، نحن ننسف الديانة المسيحية، عن بكرة أبيها، وتصبح مجرّد أفكار على الورق.
قيامة المسيح بالنسبة للمسيحيين هي حدث غيّر التاريخ وأحدث تأثيراً في صالح البشرية، إذ انه دلّ على المقدار الكبير لمحبة الله تعالى للبشر، وقد كانوا خاطئين ومحتاجين إلى من يهديهم إلى النور والى من يفديهم، أو إلى من يعيدهم على براءة الإنسان الأصلية.
إلى ماذا يرمز البيض والأرانب؟
هناك عادات شعبية ومأكولات ومراسيم احتفال داخل أو حتى خارج الكنائس، ومنها سلق البيض الملوَّن، وقديماً كانوا يسلقونه فقط باللون الأحمر، وتحديداً سلقه مع قشر البصل ليصبح أحمر. ويقول التقليد بانّ اللون الأحمر يرمز إلى الحجارة التي رشقها اليهود على الصليب وصاحبه ، وأصبحت حمراء لأن جسده كان مغطى بالجروح، وطبعاً اليوم تطوّر الأمر إلى تلوين البيض بعدة ألوان، وصار الناس يحتفلون معاً بما أصبح يُسمى باحتفالات عيد البيض أو البحث عن البيض Eggs Hunting الذي يجلب الفرح والسرور لنفوس الأطفال.
وهناك طبعاً صناعة المعمول وكعك العيد، وهي احتفالات شعبية يضفي إليها الناس معاني روحية، كأن يقولوا أنّ المعمول يرمز إلى الاسفنجة التي وضع الجنود عليها خلاً ليسقوا المصلوب، أمّا الكعك الدائري فيرمز إلى إكليل الشوك فوق هامة الرأس. أما الأرنب فله عدة تفاسير منها أن الرومان كانوا يعدُّون هذا الحيوان رمزاً للخصوبة. ويمكن أن نقول بأنه رمز للحياة التي تنطلق في الربيع بعد برد الشتاء وظلامه.
ما هو سبب الاختلاف في توقيت الاحتفال في الفصح بين الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية؟
إن جميع الكنائس تتبع قاعدة مجمع «نيقية» عام 325 وهي أن الفصح يقع يوم الأحد الواقع بعد اكتمال البدر بعد الربيع، وينجم الاختلاف عن أن معظم الكنائس تتبع التقويم الغريغوري المصحّح. أمّا بعض الكنائس الأرثوذكسية (ومنها كنيسة القدس) ما زالت تتبع التقويم اليولي (أو اليولياني) غير المصحّح، والخلاف يتركز في نقطتين: في السنة الشمسية فرق 13 يوماً بين التقويمين. وفي السنة القمرية فرق أربعة أيام بين التقويمين.
المهم أننا في بلدنا الغالي الأردن، قد كنا أول بلد عربي وعالمي يجد صيغة توافقية في الاحتفال: وهي أن المسيحيين يعيّدون معاً عيد الميلاد المجيد في 25/12 من كل عام. بينما يعيّدون بحسب التقويم الشرقي عيد الفصح المجيد. وأصبح كل بلد يريد أن يوحد العيدين يقول: أريد أن أكون مثل الأردن. هذا فخر لنا وعلينا الحفاظ عليه.
وقبل أيام، أعلنت الحكومة الأردنية أن عيد الشعانين ويومين من عيد الفصح المجيد هي أيام عطلة رسمية للمسيحيين من الموظفين والطلاب والطالبات . هذا طبعاً ليس بجديد. وإنّما هو تأكيد على قانون العمل والعمّال المنصوص سابقاً. لكنه لم يكن واضحاً بالنسبة للعديد من المدراء الذين كانوا يمنعون موظفين لديهم من العطلة في الأعياد الدينية. ما نرجوه هنا هو أن تلتزم جامعاتنا بعدم وضع امتحانات في هذه الأيام. وثانياً أن يتاح للطالب المسيحي أن يكون له متسع من الوقت لكي يحيي الأعياد المسيحية في الكنيسة وفي البيت بكل طمأنينة وراحة بال.
ومن المهم أن نؤكد أنّ المسيحيين في هذا الوطن هم مواطنون مخلصون للوطن، ويعملون ليل نهار من أجل تقدّم المجتمع وازدهاره، وهم دائما يقدّرون كل الجهود الأمنية التي تبذل في هذه الايام من أجل الحفاظ على سلامة المصلين، من أفراد وعائلات، وبهذا فإنهم يكملون خدمتهم لوطنهم الغالي، بالحفاظ على سلامة اراضيه وسلامة شعبه.
ما الفرق بين الفصح اليهودي والفصح المسيحي؟
كان الفصح اليهودي في البداية إحتفالا عائليّا، يمارَس في الليل، في اكتمال البدر، عند الإعتدال الربيعيّ، في الرابع عشر من شهر نيسان. وكان يقدّم للربّ حيوان صغير مولود في السنة نفسها لاستمداد البركات الإلهيّة على القطعان.
يبدو أنّ العيد يرجع إلى ما قبل موسى وقبل الخروج من مصر، لكنّ الخروج هو الذي أعطاه مغزاه النهائيّ، ألا وهو أمر خلاص أتباع النبي موسى، فيصبح تذكارًا للخروج الذي هو أهمّ حدث في تاريخهم.
وفي أيام المسيح، كان الفصح اليهوديّ يجمعُ في أورشليم اليهود لذبح خروف الفصح وأكله. وكان الفصح يحيي ذكرى خروجهم من مصر .
أمّا الفصح المسيحيّ،فيجمع اليوم في كلّ الأماكن تلاميذ السيد المسيح في شركة مع ربّهم، ؛ يشرك المؤمنين مع المسيح في موته وقيامته اللذين حرّرهم من الخطيئة والموت.
وسوف يكمل سرّ الفصح بالنسبة إلى المسيحيّين بالموت والقيامة، واللقاء مع الربّ، ويهيّئهم الفصح الأرضيّ لهذا «العبور» الأخير ، أي لذلك الفصح المرتقب في الآخرة.
تساؤلات عن عيد الفصح المجيد: يوم تتجلى المحبة الإلهية !
12:00 16-4-2017
آخر تعديل :
الأحد