...يقول المؤلف البريطاني لانس سيكرتين عن القيادة في الأعمال وهو أحد الروّاد فيها» القيادة العظيمة تتمحور حول الخبرات الإنسانية، وهي ليست وصفة أو برنامج، إنها نشاط إنساني يأتي من القلب، ويراعي ويحترم قلوب الآخرين. إنها سلوك، وليست ابتذال». بغض النظر عن كيفية تحضير وبحث خطة العمل السياحية، فالعامل الأهم لتحقيق النتائج الناجحة هو الإمكانية والرغبة للمنظمات المشاركة (الحكومة ممثلة بوزارة السياحة،هيئة تنشيط السياحة، الجمعيات السياحية على اختلاف أنواعها) في سبيل بناء علاقة تشاركية قوية ومتينة، والعمل معاً وبشكل متماسك من أجل هدف مشترك. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل نعمل معاً ومن أجل هدف سياحي مشترك في الدولة الأردنية؟ وهل قيادات القطاع عندها الرغبة والإمكانية في تذليل العقبات التي تواجه القطاع السياحي؟.
...مما لا شك فيه، أن الموارد والقيادة في المقصد السياحي يعتبران من أهم العوامل المساهمة في نجاح المقصد، وبما أننا على الأقل نمتلك الموارد السياحية، فالمشكلة إذن في قيادات القطاع المسؤولة!. إن الموارد المالية بدون قيادة كفؤه، وذات بصيرة ورؤيا، ومحفّزة ومشجّعة سوف لن تسمح للمقصد السياحي في الوصول إلى إمكانياته الكاملة. تعّرف القيادة بأنها» مقدرة الفرد على التأثير، والتحفيز، والتمكين للآخرين للمساهمة باتجاه جعل المقصد السياحي أكثر فعالية ونجاح، أو على الأٌقل المنظمات العاملة في المقصد» والسؤال الذي يُطرح هنا، هل القيادات استطاعت الوصول إلى ذلك؟ إن على القيادات السياحية الأردنية التفريق ما بين إدارة المقصد السياحي، وقيادة المقصد السياحي، فالقيادة تعني في المقام الأول الطريقة التي تقود بها هذه القيادات السياحية من حولها وتحفّزهم، وهنالك مقولة تقول» المدراء لديهم مرؤوسون، والقادة لديهم أتباع» والمدير يمكن أن يكون قائداً، كما أن القائد يمكن أن يكون مديراً.
...تحتاج عملية التخطيط السياحي في المقصد السياحي الأردني، الى إعادة النظر فيها، وتقيم قياداتها السياحية بشكل موضوعي، وتقييم فعالية عملها، وإدارتها، والهيكل التنظيمي لها، ويتم ذلك من خلال العديد من الطرق المتعارف عليها لخبراء الإدارة السياحية، ومن هذه الطرق، دراسة السياسات الحكومية لتطوير وإدارة القطاع السياحي، وتقييم مستوى الإتصال والتنسيق والتشبيك فيما بينها، وتحديد مستويات الدعم من المجتمعات المحلية، وقياس قوة وفعالية قيادات القطاع السياحي، وإدارته، وملائمة اتجاهاته فيما يخص القطاع والمقصد السياحي الأردني.
...وأخيراً، يقول رجل الأعمال الأمريكي الراحل ريموند كروك» أن أكثر متطلبين أهمية بالنسبة للنجاح هما، أولهما التواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب، وثانيهما عمل سيئ ما حول ذلك». أستطيع الجزم، أنه من خلال التقييم سوف نكتشف العوائق التي تحتاج إلى معالجة في قطاعنا السياحي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ضعف في القيادات السياحية المسؤولة عن القطاع والمقصد ككل، انحسار المهمات والأدوار الرئيسة بأيدي عدد قليل من الأشخاص أصحاب المصالح المشتركة، ضعف في التخطيط المتعاقب والمتوارث، ضعف في سياسات الإدارة السياحية الحكومية، ضعف في الاتصال والتشبيك والتنسيق ما بين القطاعات، تقويض الفعالية التنظيمية بسبب المصالح الشخصية والانقسامات، والذي غالباً ما يقود إلى عدم المصداقية وبالتالي خسارة في الدعم المالي للقطاع والمقصد ككل.
drfaouri@yahoo.com
مواضيع ذات صلة