كتاب

كيف ترى كتابتي ؟

في عصر السلطة الخامسة، نرى على حائطها الالكتروني ما يكتبه الآخر من منشور او تعليق ٍ او ارفاق لصورة او مادة فلمية معبرة عن مضمونها، الصادق منها والكاذب.

وإزاء هذا، يدفعنا حب الفضول، لمشاهدة ما يُنشر، حيث تكون ردة فعل السلوك البشري طبيعية باتجاه ما قاله الآخر، من خلال الرد، فإما توضيحا ً او تعقيبا ً او تعليقا ً او زيادة في المعلومة.

وما بين الرأي والرأي الآخر، وما يتبعهما من آراء اخرى ترغب بالمشاركة، تكون مساحة التوافق او الخلاف، طريقا ً ممهدا ً يُكتبُ عليه كل ما يخطر ببالك من ردات الفعل.

وحيث ُ ان الضمير هو المقياس للسلوك الكتابي–ولنترك جانبا ً موضوع التشريعات الناظمة لما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي–فإن الحديث في المقام هذا يختص بموضوع الافتراض المبدئي لرؤية ما يكتبه الاخر.

وبالنظر لما نشاهده من سجال ٍ الكتروني، يصل في مستواه الى ما لا يُحمد عقباه، فإن الرؤية لما يكتبه الآخر، تفترضُ بان يكون المنشور على درجة كبيرة إن لم تكن كاملة، من مسألة المصداقية.

وعليه، فإنني أرى بان تراعي دقة ما تنشره او ما تقتبسه، ذلك ان السيئ على الحائط الافتراضي، يسري كالنار في الهشيم، وفي زحمة الحدث وما يُنشر عنه تحت صفة العاجل من الانباء، فإنني أرى ان تكون كتاباتك معول بناء لوطنك لا عامل هدم ٍ له وفيه.

وفي خضم الكم الهائل من حجم الصور المتناقلة عبر وسائل الاتصال، فإنني افترض فيك عدم مشاركتها على حائطك الافتراضي الا بعد قراءة اكثر من مصدر لها سعيا ً للبحث عن المعلومة الدقيقة لا رغبة ً في استباق الثواني والدقائق قبل الاخرين حتى يقال عنك انك من اول المطلعين على الامر.

وفي مقياس العاجل من الانباء الذي وللاسف بات صبغة للغالبية من الاخبار المنشورة على وسائل الاعلام اللامهنية، فإنني ارى في نقلك للمعلومة دونما التدقيق فيها، هو الخدمة المجانية على صفحتك الافتراضية لهذه الفئة التي بات لونها الاحمر يطغى على لون الخبر.

وفي عصر «التغريدات» التي يتطلب تحليل الجزء اليسير منها ساعات عمل ٍ مرهقة، فإنني افترض بكتاباتك التي لا تزيد عن 140 حركة، بالتمهل حتى لا تكون مطيّة الكترونية بيد صانع التغريدة إن كانت غير صحيحة او غير دقيقة.

وفي وجود العدد الكبير من الحسابات الوهمية او الموجّهة لاجنداتها المشبوهة، فإنني افترض بكتاباتك، وضع مصلحة وطنك نُصب عينيك، لا ان تكون بوقا ً لها وناقلاً لسمومها وافكارها.

المصداقية والدقة هي الارضية الثابتة لكل منشور على صفحتك الافتراضية، وضميرك الحي هو العنوان الذي إن غاب عنك، فإن كتاباتك ستكون مطيّة لكل ما هو سيئ على حائطك الالكتروني، « وما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد»، وكفى بضميرك على نفسك رقيبا.