فيلم «الحيوانات الليلية».. قصص غرام
تاريخ النشر :
الأربعاء
12:00 2017-1-25
عمان - محمود الزواوي
فيلم «الحيوانات الليلية» (Nocturnal Animals) (2016) من أفلام الدراما والإثارة والتشويق، وهو ثاني فيلم من إخراج المخرج توم فورد الذي شارك في إنتاج الفيلم وكتب سيناريو الفيلم استنادا إلى رواية «توني وسوزان» للمؤلف الروائي والناقد والأستاذ الجامعي السابق أوستن رايت صدرت في العام 1993.
وفيلم «الحيوانات الليلية» من الأفلام الأميركية المستقلة. وتشتمل أحداث هذا الفيلم على ثلاث قصص متداخلة. وتدور القصة الأولى حول المرأة سوزان مورو (الممثلة آمي أدامز)، وهي سيدة أعمال ناجحة تملك معرضا فنيا وتعيش مع زوجها الثاني هاتون (الممثل أرمي هامر) الأصغر سنا منها، والذي يخونها مع نساء أخريات. وتتلقى نص رواية بالبريد من تأليف زوجها السابق إدوارد شيفيلد (الممثل جيك جيلينهال) الذي كانت قد انفصلت عنه قبل 20 عاما ولم يتزوج بعد انفصالهما، ويطلب منها إبداء رأيها في روايته الجديدة التي قام بإهدائها لها في مقدمة الرواية، وتباشر بقراءتها. وتتبع القصة الثانية في الفيلم أحداث النص الفعلي للرواية التي تحمل عنوان «الحيوانات الليلية» التي تتعلق بالرجل الهادئ الطبع توني هيستنجز (الممثل جيك جيلينهال في دور ثاني في الفيلم) الذي تتعرض حياته وحياة أسرته لأحداث عنيفة على أيدي مجموعة من قطاع الطرق العنيفين الذين يقومون باختطاف زوجته لورا هيستنجز (الممثلة إيلا فيشر) وابنته إنديا هيستنجز (الممثلة إيلي بامبر). ويلاحظ الشبه الكبير بين الممثلتين آمي آدامز وإيلا فيشر اللتين تقومان بدوري الزوجتين، مما يوحي بأن الزوجة المقصودة في الرواية هي زوجة المؤلف المطلّقة. وتعود القصة الثالثة أكثر من 20 سنة إلى الوراء وتستعرض العلاقة الغرامية بين الزوجين قبل طلاقهما، وتتذكر الزوجة سوزان بعض الحقائق التي تندم عليها، وتتحوّل رواية زوجها السابق المثيرة والعنيفة إلى قصة تشتمل على تهديد مبطّن ضدها، من وجهة نظرها.
ويقدّم المخرج والكاتب السينمائي توم فورد في فيلم «الكائنات الليلية» عملا فنيا متميزا يجمع بين قوة الإخراج وبراعة تكييف واقتباس رواية معقدة ومتشابكة وتحويلها إلى عرض سينمائي واقعي ومشوّق يشدّ المشاهد من بداية الفيلم حتى نهايته، تاركا للمشاهد حرية الحكم على ما إذا كانت بطلة الفيلم سوزان ترى في الرواية تعليقا رمزيا أو مجازيا على علاقتها بزوجها السابق. ويقفز الفيلم من أحداث واقعية إلى الرواية التي تقرؤها بطلة الفيلم سوزان، وهي قفزة ليست سهلة في سياق الفيلم، ولكن المخرج وكاتب السيناريو يقدّمها بأسلوب سلس ومنطقي.
ويجمع فيلم «الكائنات الليلية» بين العديد من المقومات الفنية، بالإضافة إلى قوة الإخراج وسلاسة السيناريو، كقوة أداء الممثلين وتطوير الشخصيات وبراعة التصوير والموسيقى التصويرية. وحصل هذا الفيلم على معدل 92% على موقع «الطماطم الفاسدة» الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما الأميركيين. ورشح الفيلم لما مجموعه 106 جوائز سينمائية وفاز بإحدى عشرة جائزة. وبين هذه الجوائز جائزة الكرات الذهبية لأفضل ممثل في دور مساعد للممثل أرون تيلور – جونسون وجائزة التحكيم من مهرجان البندقية السينمائي وجائزة أفضل مخرج من جوائز هوليوود السينمائية واثنتان من جوائز رابطة نقاد السينما في لاس فيجاس لأفضل ممثل مساعد للممثل مايكل شانون وأفضل سيناريو.
وعرض فيلم «الحيوانات الليلية» في تسعة مهرجانات سينمائية، وافتتح في مهرجان البندقية السينمائي الذي فاز فيه بجائزة التحكيم، كما رشح فيه لجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم، حيث استقبل بحماس كبير. ومن المهرجانات السينمائية الأخرى التي عرض فيها الفيلم مهرجان هوليوود السينمائي الذي فاز فيه بجائزة أفضل فيلم ومهرجان ستوكهولم السينمائي الدولي الذي رشح فيه لجائزة أفضل فيلم ومهرجان تورونتو السينمائي الدولي ومهرجان لندن السينمائي. وافتتح هذا الفيلم في 1262 من دور السينما الأميركية، وعرض في 34 دولة حول العالم. وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية لهذا الفيلم 28 مليون دولار، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 22 مليون دولار.