كتاب

فكر إيجابي هادف..

ان نشر الحقائق بشفافية وتشجيع الفكر الإيجابي ونبذ المبالغة في تهويل الامور بات مطلباً اساسياً وليس ترفاً فكرياً. على الاعلام المسموع والمقروء أن يلعب دوراً فاعلاً في نشر الحلول الممكنة بالاستعانة بالخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين القادرين على تحليل الواقع واقتراح الحلول مع ضرورة التمسك بالتحفيز الإيجابي وتجنب الاسلوب الهجومي الذي اعتنقته الكثير من الاذاعات والقنوات التلفزيونية بهدف تحقيق انتشار وجذب مشاهدين ومستمعين.

ان نشر السلبية وتجريح الشخصيات العامة والسياسية بات أمرأً معيباً في حقيقة الامر ويجعل الكثير من البشر يصاب بالإحباط وينشر حالة من الازمة النفسية والانسانية تفوق الازمات السياسية والاقتصادية. ان دراسة الواقع ومحاولة حل المشاكل هو المطلوب وليس خلق أزمة نفسية بالكلام السلبي الذي يجعل الحال يزداد سوءاً وفي النتيجة لن ينفع البشر بشيء. ما ننشده اعلام وصحافة واعية وقادرة على توجيه البشر نحو ابواب الخير وعصف التفكير بالحلول بدلاً من الندب والتذمر مع تحفظنا ومعرفتنا وعدم جهلنا ببعض الحقائق القاهرة للاسف، لكننا نبقى نستمد هدوء النفس من وسع السماء، وقوة ارادة الشمس وقدرتها على محو الغيوم.

فالانسان يولد بفطرة نقية بريئة لا يشوبها عيب، كصفحة بيضاء جميلة ومع الحياة وظروفها ومؤثرتها الكثيرة وضغوطها يضعف بعض البشر ويفقد بوصلة الحق وتبدأ النفس بالخروج عن فطرتها السليمة نحو سواد وسوداوية مكتسبة. أن العقل السليم والانسانية الطيبة رفيقان لا يفترقان مهما كانت الظروف صعبة.

في حقيقة الامر وبعد قراءة مجموعة من المقالات المتعلقة بموضوع انتشار الجرائم والفكر السلبي يمكن إستنتاج أن الحاجة المادية أو الطمع المادي الذي يصاحبه جهل بالحقائق والمبادىء السليمة الحقيقية سبب للعديد من المشاكل الاجتماعية والانسانية وأن التذمر والشكوى والتصعيد والمبالغة في تصوير سوء الوضع الاقتصادي ليس في صالح أحد. أخذين بعين الاعتبار ضرورة الشفافية لكن من ذي الاختصاص والحكمة والقدرة على توضيح الصورة دون خلق أزمات تضيق نفس المواطن.

كل مشاكل ومصائب الحياة سببها مشاعر سلبية يختزنها البشر في لحظات ضيق او مراحل صعبة، ونتيجة لإعتناقهم تبريرات غير منطقية ونقص في المعرفة الواضحة يفقد البعض اليقين ويبتعد عن الفطرة السليمة وينحدر نحو يأس قاتل وحزن مميت يفتك به وبالأخرين بعيداً عن كل فهم حقيقي للحياة الانسانية الحقيقية.

كيف لنا أن نبرر قتل الابناء بداعي الفقر وهل عدنا الى العصر الجاهلي ألم يقل الله في كتابه الكريم( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم) صدق الله العظيم.

لقد اصبحت الدنيا أكبر هم بعض البشر رغم انهم عابرون ولن يحملوا منها ومن متاعها شيئا. فهناك بشر يشعرون باليأس والاحباط نتيجة ضيق ذات اليد أو قلة الموارد أو ضعف المقدرة الاقتصادية، وهناك شريحة من البشر تقضي العمر بجمع المال وتكدسه دون التوقف ولو لدقيقة للتفكير بما سيأخذون من ذلك المال عند الرحيل عن الدنيا، قصور وسيارات وأرصدة مكدسة في البنوك ستبقى في الدنيا ويغادر المالكون بثوب ابيض ثمنه دراهم قليلة. لقد وجد المال لهدف لكنه ليس غاية في حد ذاته وبالتالي على الاغنياء الزهد في الدنيا والشعور بالأخرين ممن لا يملكون المال، فلو تم جدلاً تقسيم الثروات وخيرات الامم بالتساوي بين البشر لن يبقى فقر في العالم هذا ما صرح به العديد من خبراء الاقتصاد. ان اثمن ما خلق الله في الانسان عقله ، كل الموارد تنضب وتستهلك وتنتهي الا العقل البشري كلما استخدمته كلما وجه حياتك نحو غنى النفس نحو طريق الانسانية نحو بركة في الحياة ووسعة في الصدر وهدوء في النفس ولو تم استخدامه بضمير وبحس إنساني صادق لوجد الحل للكثير من مشاكل ومعاناة البشر.

لا تنمية اقتصادية بعيداً عن تنمية اجتماعية ونشر فكر إيجابي معتدل متوسط يراعي مشاعر جميع البشر ويعنى بكل فئات وطبقات المجتمع وهنا يتجلى دور الاعلام والصحافة جلياً في نشر هذا الفكر الايجابي الهادف لنشر الخير وهدوء النفس. وهنا اسمحوا لي أن اشجع كل من يرغب بالاحتفاظ بصحته الجسدية والنفسية الاستماع للقنوات الاذاعية والتلفزيونية التي تشجع الايجابية والصبر والالهام.

A_altaher68@hotmail.com