كتاب

إبداع الشباب الأردني في 2016

كان اللافت للنظر في العام 2016 حصول عدد من المبدعين والباحثين الأردنيين على جوائز عالمية ذات مستوى متميز، فقد حصل الدكتور سامي الحسنات من جامعة الحسين بن طلال على جائزة أفضل بحث علمي في إحدى أشهر الجامعات الألمانية، كما فازت الدكتورة مروة صلاح بلقب «عالمة وباحثة ومفكرة» من قبل منظمة اليونسكو لعام 2016، لتكون أول عربية تطرح أول نظرية في تطوير البحث العلمي والتعليم الاحترافي عبر تحويل المواد العلمية إلى أفلام وثائقية تجسد فكرتها الأساسية، وحصلت المهندسة سهير المهيرات على جائزة «محترف تطوير الطاقة»، حيث تسلمت الجائزة الرفيعة في واشنطن باسم الأردن في حفل ضم عدداً من خبراء الطاقة.

إضافة إلى كم الانجازات البحثية والعلمية المتميزة في العام 2016، كان اللافت أن معظم الباحثين والمتميزين كانوا من فئة الشباب من طلبة المدارس والجامعات، فقد اطلقت وكالة الفضاء الامريكية «ناسا» اسم الطالب الاردني «صلاح الدين ابو الشيخ» على أحد الكويكبات المكتشفة حديثا، وفاز الباحث الاردني في علوم الوراثة والجينات سديم قديسات بلقب «نجم العلوم» خلال برنامج مخصص للعلماء، ليفوز بذلك اختراعه (GenomiQ) وهو عبارة عن جهاز آلي يعمل على إسقاط العينات في المختبرات الجينية بالمستشفيات بشكل آلي، مما يوفر على المرضى كثيراً من العناء والوقت والتكلفة، ويتوقع للاختراع ان يساهم في تحقيق انجازات طبية واقعية وأمل كبير لمرضى السرطان في الاردن والعالم، كما حصدت الطالبة الجامعية الاردنية آيات عمرو أول لقب لعربية تنضم الى وكالة الفضاء الامريكية «ناسا»، حيث شاركت عمرو في مسابقة «ناسا» الدولية الخاصة بالأفكار المبتكرة في مجال اكتشاف الفضاء.

العديد من الانجازات والأعمال الإبداعية التي انجزها الشباب الأردني في العام الفائت والتي لا يتسع المقال للإحاطة بها كاملة تمثل محط اعتزاز وفخر للجميع، وتؤكد على ان هناك جهوداً عظيمة تبذلها المؤسسات التي ينتمي لها هولا الشباب المبدعون، وفي سياق آخر تدفعنا هذه الانجازات الكبيرة إلى التأكيد على أن المنظومة التعليمية في الأردن قادرة على انتاج طاقات شبابية مبدعة، مما يضع على عاتق هذه المؤسسات مسؤولية التخطيط لتهيئة أسباب ومحفزات الإبداع العلمي، ورعايته، وإتاحة مزيد من الفرص للكشف عن الطلبة المبدعين وتعزيز قدراتهم.

وفي زمن المتطلبات المتغيرة للسوق والحلول غير التقليدية، واعتماد الصناعة والاقتصاد على المعرفة الوظيفية المتسمة بالحداثة والابتكار، وعدم جدوى عملية إعادة إنتاج المعرفة، بات هناك ضرورة بالغة لبناء سياسات تتبناها الحكومة من خلال وضع إطار قانوني وتشريع يعزز علاقة الجامعات ومؤسسات التعليم والبحث العلمي المختلفة بالصناعة، والمساهمة في احتضان الأفكار الجديدة، وتوظيفها في عمليات التطوير والتحديث، لتصبح أفكاراً وإبداعات وطنية لا تتسرب خارج حدود الوطن، حيث أنَّ معظم الانجازات التي حققها الشباب الأردني في العام 2016 قد تم إشهارها وتكريم أصحابها في دول الغرب.

Rsaaie.mohmed@gmail.com