أبواب

التشنجات عند الأطفال

التشنجات عند الأطفال مشكلة شائعة، وهي عادة تتطلب تدخلا اسعافياً..والتشنّج هو حركات وتصرّفات لا إراديّة وتبدّل لوعي الطفل يصاحبها تشنج في عضلات الجسم، ويمكن ان يكون هذا التشنج كلي او جزئي.

والتفسير العلمي لهذه الحالة هو أن دماغ الطفل ينتج ويطلق شحناتٍ كهربائيةٍ زائدةٍ وبشكلٍ مفاجئ، والسبب وراء إطلاق هذه الشحنات الكهربائية غير معروفٍ في 60-70% من الحالات. ويؤدي ارتفاع الحرارة المفاجئ عند بعض الأطفال إلى حدوث التشنج وهذا ما يسمى بالتشنج الحراري ولحسن الحظ أن معظم هؤلاء الأطفال لا تتكرر عندهم هذه النوبات وبدون أن تترك أية مضاعفات.

وفي الحقيقة أن معظم الحالات تكون على شكل نوبة واحدة ولا تتكرر، وإن نسبة حدوث النوبات بشكل متكرر تصل الى 40% في بعض الدراسات، ولكن بما أن بعض الالتهابات الخطرة مثل التهاب السحايا قد تسبب التشنج فيجب عليك مراجعة طبيبك فوراً في حال أصيب طفلك بنوبة تشنج بسبب الحرارة.

الصرع

التشنجات المتكررة بدون ارتفاع درجة الحرارة تسمى الصرع. ويجب في كل الحالات إجراء تقييم لحالة الطفل وذلك بالوصف الدقيق للحالة وإجراء الفحوصات المخبريه والشعاعيه وتخطيط الدماغ، وغالباً ما تتم السيطرة على الصرع بالأدوية المضاده للتشنجات وذلك بعد ان يتم تشخيص نوع الصرع وإعطاء العلاج المناسب لهذا النوع من الصرع، وهناك أنواع من الصرع تشفى مع تقدم عمر الطفل مثل الصرع الصغير أو نوبات الصفنة.

هناك العديد من الاسباب التي تسبب تشنجات عند الأطفال مثل حالات الشلل الدماغي، والخلل في نسب المعادن في الدم مثل الصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم، ارتفاع او انخفاض نسبة السكر في الدم، التشوهات الخلقية في الدماغ، وبعض الامراض المزمنة كالفشل الكلوي، والفشل في وظائف الكبد، وبعض انواع السرطان، وبعض الامراض الجلدية العصبية، وبعض الادوية والكثير من الامراض ومنها بعض الامراض الوراثية.

إذا كان طفلك مصاباً بالصرع يجب عليك القيام بشرح كيفية إجراء الإسعاف الأولي للطفل لأصدقائه ولمدرسيه ومن يهتم به في المدرسة في حال تعرضه لنوبة تشنج خلال دوامه المدرسي، وكذلك ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة في حال كان الطفل يرغب بالقيام بنشاطات تعتبر خطرة عليه كأن لا يترك دون مراقبة خلال هذه النشاطات وخاصة ألا يترك لوحده في الحمام أو بجانب بركة السباحة. الحالات التي تشخص خطأ على أنها صرع: هناك حالات عدة يظنها البعض على أنها صرع أو تشنج وهي ليست كذلك لأنها تسبب حركة غريبة وتبدلاً في الوعي، وأهم هذه الحالات هي نوبات الفزع الليلي عند الطفل ونوبات حبس النفس عند الأطفال والصداع النصفي المعقد وبعض حالات اضطراب دقات القلب، وكذلك فإن بعض الأطفال المصابين بالربو يصابون بنوبات من السعال الشديد التي قد تسبب نوبات من فقدان الوعي تشبه حالة الصرع ، وهناك الكثير من الحالات التي تشبه الصرع عند الأطفال وهي في الحقيقة ليست صرع، ويستطيع طبيب أمراض الدماغ والاعصاب عند الأطفال التفريق ما بين هذه الحالات سريريا وبعد اجراء الفحوصات اللازمة .

هناك الكثير من الاسئلة اذا كان طفلك يعاني من التشنجات : هل يصاب طفلك بارتجاجات عضلية عند ارتفاع درجة حرارته بشكل مفاجئ ويصبح مضطرب الوعي أو متهيجاً وتعباً ؟ فإذا كان كذلك فالأرجح أنه مصاب بحالة التشنج الحراري وعليك الاتصال بطبيب الأطفال فوراً وقم بإعطاء الطفل الباراسيتامول ووضع كمادات الماء العادي (و ليس البارد) عليه ريثما تحصل على المساعدة الطبية.

هل يفقد طفلك وعيه لدقائق أو أكثر؟ وهل يترافق ذلك مع حدوث حركات ارتجاجية في أطرافه وجسمه؟ وهل يتبول على نفسه ويعض لسانه أو يتقيأ؟ فإذا كان الجواب بنعم فطفلك على الأغلب لديه حالة الصرع الكبير ذو التشنج المعمم أو حالة صرع جزئي، وسيقوم طبيب دماغ واعصاب الأطفال بفحص طفلك وبطلب الفحوصات اللازمة ومعظم هذه الحالات تستجيب للعلاج الدوائي.

هل يصاب طفلك بالتشنج رغم تلقيه للأدوية المضادة للتشنج؟ فإذا كان كذلك فهو بحاجة لتعديل جرعة الدواء أو تغيير الدواء وهذا ما سيقوم به طبيب دماغ واعصاب الأطفال.

ماذا تفعل إذا أصيب طفلك أو أي طفل أمامك بنوبة تشنج؟

ما عليك سوى وضع الطفل خلال النوبة على ظهره ورأسه مائل إلى أحد الجانبين، أو ضعه على جانبه على أرض صلبة ولا تضع أي شيء في فمه ولا تترك الطفل لوحده. قم بالإنعاش القلبي التنفسي فم لفم في حال أصيب الطفل بتوقف التنفس وأصبح لونه أزرق.قم بالاتصال بالإسعاف في الحالات التالية:

-إذا استمرت نوبة التشنج لأكثر من ثلاث إلى خمس دقائق

- إذا عاد التشنج من جديد بعد توقفه وحدث لديه نوبات متكرره

- إذا تقيأ الطفل بعد توقف التشنج اتصل بطبيب الأطفال فوراً وتلق منه التعليمات.