كتاب

هيبة العلم والمعرفة..

هل فكرنا بالاسباب الحقيقية للعنف الشبابي، واستخدام البعض للكلمات القاسية النابية السيئة. رغم اقبال الشباب على التعليم والمعرفة وحمل الشهادات الا أن الكثير منهم لا يتورع عن الالفاظ القاسية الفجة وحتى احياناً داخل الحرم الجامعي. لطالما كان العلم اداة البشر في تعلم الحُلم والصبر وحسن القول والعمل. والاصل أن يجد الطالب قدوة طيبة له من اساتذة واكاديميين يتحلون بجميل التصرف وهدوء النفس والرغبة في بث العلم ممزوجاً بالقيم الجميلة.

عندما يقول الاكاديمي للطلاب سأسحب لسانك من فمك واجلدك به، ومن يتحدث سأقذف به للخارج، والكثير مما تمنعني اللياقة من ذكره وتعداده لكنه للاسف واقع حال. لما يصدمنا عنف الشباب ونحن لم نتعامل معهم بلطف وهدوء ولم نشعرهم بإحترامنا لهم كبناة للمستقبل. نستنكر تصرفاتهم ونحن لم نبتسم في وجوههم بمحبة وصدق. أذا لم نستثمر طاقاتهم ولم نفعلها بطريق الخير ستذهب حتماً في الاتجاه الخاطىء.

هل يدرك كل من اختار الاكاديميا مهنة له دورة وقيمة ما يقوم به من عمل وحتى خطورة هذا الدور. الاكاديميون هم من يبنون الاجيال فلم يعد مقبولاً ابداً أن نأتي بخريج الدكتوراه الحديث بدون خبرات ومعرفة بمهارات التواصل ومعرفة القدرات الفردية للدارسين ومعرفة كيفية ابراز اجمل وافضل ما في الطلبه. الاكاديميون والعلماء في السابق امتلكوا هيبة وثقلا كان يضيف جمالا الى العلم ولم يخلو من طيبة طبع وحسن تعامل وابتسامة صادقة.

ما زالت الابتسامة الصادقة تأسر وتملك القلوب. لا يضير أن تبتسم في وجه طلبة العلم لتبدأ درساً وترسل رسالة علم وانسانية نقية صافية بعيداً عن كل ظروف صعبة نمر بها كبشر. انثروا الكلام عن الامل وتحدثوا عن الاحلام ولا تنسوا أن تذكروا أن الواقع قد يسرق الكثير من الاحلام وقد يقلص حجم الطموح أو يغير اتجاهه، والخذلان لبعض الامنيات متوقع ايضاً لكن قوة النفس البشرية والرغبة في الاستمرار والصبر والارادة القوية تبقى ادوات البشر المهمة من اجل الاستمرار في السعي بالحياة. ومن قال أن تجميل الاحداث بجميل القول وحسن الكلام لا يقلل من صعوبات الحياة والاحداث.

تحدثوا مع طلابكم عن الايجابية وضرورة رؤية نصف الكاس المليء والبحث عن شيء جميل في كل حدث مهما كانت صعوبته.

الشباب بحاجة الى الكثير من الصبر والبركات السماوية ليعيشوا زمنهم الصعب المليء بالتحديات الصعبة القاسية، وهل أصعب من حصولهم على الشهادات العلمية والجد لها والعمل ثم وضعها بروازا في غرف المنزل.

الشباب هم قضيتنا الاهم وهم الاسهم الرابحة الذي يجب الرهان عليها والاستثمار بطاقاتهم أهم تحد وآولوية، وبدلاً من زيادة سن التقاعد اتركوا الفرص للشباب لا تتركوهم للفراغ ولخيبات الامل والا لن نحصل الا العنف وانتشار كل سلوك بذيء سيء بدءاً بالكلام وانتهاءً بكل ممنوع.

توفير عدد كبير من فرص العمل للشباب ضرورة، وأنشاء نواد رياضية متعددة لم يعد ترفاً بل هو لمساعدتهم على تفريغ كل احساس سلبي يعتري احساسهم ، نحتاج اشراكهم في العديد من الانشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية والرياضية. لابد من عمل مزيد من الهيئات والمؤسسات التي تعنى بشؤون الشباب،كما لابد من توجيه الشباب نحو المؤسسات التي تعني بأستمرارية التعليم والتي تقدم دورات مستمرة لتطوير الشباب مثل ادراك المنصة الالكترونية للتعليم الالكتروني فهي تقدم دورات متعلقة بكيفية عمل مشاريع ريادية وكيفية تحويل الافكار الى مشاريع عمل، والعديد من المساقات التي تهتم بتأهيل الشباب لمقابلة عمل أو اصول الاتصال والتفاعل وغيرها. أن ترك الشباب للفراغ الروحي والانساني عواقبه سيئة وخيمة جداً على المجتمع. أن الاهتمام بالعلم وغرز القيم الانسانية والاخلاقية وتوفير القدوة الحسنة للشباب وتفعيل الطاقات الشبابية بالانشطة الرياضية وملء كل فراغ سيقلل من حدة العنف ويجمل الاحداث والكلمات.

A_altaher68@hotmail.com