كتاب

قراءة في نتائج الاختبارات الدولية

نتائج اختبارات العلوم والرياضيات لطلبة الصف الرابع والثامن « تيمس» التي تجريها الهيئة الدولية لتقييم التحصيل التربوي، أعلن عنها مؤخراً المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية بحضور وزير التربية والتعليم، وكانت مستويات طلبتنا مخيبة للآمال، ودفعت الكثيرين للدعوة لمراجعة العملية التعليمية، وإصلاح الخلل المتسبب في هذا التراجع.

معايير الاختبارات للعام 2015 تمثلت في تخصيص 40% للحصيلة المعرفية و40% لتطبيق المعرفة العلمية والرياضية، في حين كانت نسبة مهارات التفكير 20% للصف الرابع، وارتفعت النسبة المخصصة لمهارات التفكير للصف الثامن إلى 40% على حساب المعرفة والتطبيق، وهذا ما يقودنا لمعرفة السبب الكامن وراء تراجع أداء طلبتنا على هذه الاختبارات، حيث يتم التركيز في الغالب في العملية التعليمة في مدارسنا وبنسبة كبيرة على الكم المعرفي دون الالتفات إلى آليات تطبيق المعرفة والتدريب على مهارات التفكير.

معظم الدراسات ونتائج المؤتمرات المهتمة بتطوير التعليم محلياً توصلت إلى أن الخلل يكمن في الاستراتيجيات المستخدمة في الغرفة الصفية، والتي يتسبب بها التأهيل المتدني للمعلمين وسيطرة التقليدية على الممارسات الصفية، فلا يجدي نفعاً أن نصمم مناهج تنسجم مع المعايير الحديثة للتعليم دون معالجة عميقة لآليات تنفيذها. في الحالة الأردنية يعول كثيراً على التعليم وينظر للمؤشرات التي تصف مستوى المنتج التعليمي بحساسية بالغة، كون الجميع يدرك الاعتماد الكبير على نوعية الموارد البشرية وخاصة مع زيادة التنافسية العالية للأنظمة التعليمة فيما يخص التنمية البشرية ومستويات التأهيل، فموارد الدخل القومي في الأردن تتكئ بشكل واضح على الطاقات البشرية في مجال العلوم الطبية والهندسة وتكنولوجيا المعلومات إلى جانب الدراسات العليا، والامتياز الذي تحقق سابقاً في الأردن في هذا المجال هو امتياز نوعي جعل الموارد البشرية ذات قبول كبير في مجال التوظيف وفرص العمل محلياً وإقليمياً وحتى عالمياً.

التحدي الجاثم أمام خطط التنمية والتطوير محلياً هو التفكير في كيفية التعامل مع تحول المنتج التعليمي من مورد تنموي إيجابي يحقق عائد اقتصادي مرتفع إلى إشكالية تتمثل في كم هائل من الخريجين الجامعيين يساهم في مستويات مرتفعة من البطالة وتداعياتها الخطيرة على المجتمع.

Rsaaie.mohm ed@gmail.com