خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حريق إسرائيل وحرائق سوريا !

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان ردود الفعل على الحرائق التي اشتعلت في كيان إرهابي غاصب، بدت معقدة وتنطوي على مفارقات محيرة ، وطرحت تساؤلات حول ما إذا كانت المساعدات العربية والدولية ،التي قدمت للمساعدة في إطفاء الحرائق، يمكن اعتبارها عملا إنسانيا، أم حماية للبيئة، أم دعما سياسيا ؟ والمفارقة الصادمة أن العديد من الدول وهو «21» دولة، التي أرسلت طائرات ووسائل لإطفاء حرائق اسرائيل، تقوم طائراتها الحربية في نفس الوقت، بإشعال الحرائق بالشعب السوري وتدمير مقوماته ، وهذه مدينة حلب تحولت الى مقبرة كبرى حسب تقارير الأمم المتحدة !

وبالنسبة للمواطنين العرب ، هناك من وجدها فرصة للتشفي ،وتمنوا أن يستمر انحباس الامطار لكي تبقى النيران مشتعلة ! والبعض وصفها ب» انتفاضة الحرائق»، على غرار « انتفاضة السكاكين» التي اجتاحت فلسطين المحتلة العام الماضي ، وساهم في ذلك اتهام نتنياهو السريع للفلسطينيين بإشعال الحرائق وتوقيف «13 « شخصا لهذا السبب ! وآخرون اعتبروها عقابا إلهيا و» نصرا ربانيا « للفلسطينيين ، بعد قرار الاحتلال منع رفع الآذان في المساجد ! وثمة من رأى أن الأرض والأشجار ، التي احترقت هي فلسطينية أصلا ، في مدن حيفا وتل ابيب والقدس وغيرها ، وأن الخسارة هي ثروة فلسطينية ، تتمثل بغابات عمرها عقود من الزمن ، وبعضها مئات السنين زرعت قبل احتلال فلسطين !

وزاد من تعقيدات المشهد أن السلطة الفلسطينية ،التي يتعرض شعبها لجرائم متواصلة ، وأبشع صنوف الإرهاب والتمييز العنصري من قبل سلطات الاحتلال، ويحرق مستوطنوها الأطفال الفلسطينيين ، كما حدث للطفل «أبو خضير».. فضلا عن استمرار عمليات الاستيطان في الضفة الغربية ، وتهويد المقدسات في القدس ، هذه السلطة شاركت في إطفاء الحرائق من خلال ارسال 8 إطفائيات، بعد أن عجزت اسرائيل عن وقف تمدد النيران وطلبت مساعدات دولية ، وكتب المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية « ميكي روزنفيلد» تغريدة على تويتر، نشر فيها صورا لجهود إخماد الحرائق ، قائلا: « رجال الإطفاء من الفلسطينيين يعملون سويا مع رجال الإطفاء الإسرائيليين، في مدينة حيفا للمساعدة في إطفاء الحرائق» !

ومن مفارقات «حريق اسرائيل»، أن روسيا التي رمت بثقلها العسكري المباشر لحماية نظام «الممانعة» في سوريا ! وتستخدم أحدث ما في ترسانتها العسكرية ، لارتكاب جرائم وحشية بحق المدنيين السوريين، تعاملت ب» إنسانية « أرسلت طائرات لمساعدة اسرائيل في إطفاء الحرائق.

ولا بد للذاكرة أن تعود الى الحروب المدمرة ، التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة وحولتها الى «محرقة « حقيقية ، قتلت خلالها آلاف الفلسطينيين في الأحياء السكنية وداخل مقار الأمم المتحدة، وبينهم عدد كبير من الأطفال باستخدام أحدث الاسلحة المحرمة دوليا ، فأشعلت النيران في كل زاوية من القطاع ، ولم تحرك تلك المحرقة « الضمير» الأنساني للدول ،التي هرعت لمساعدة الكيان لكبح العدوان الصهيوني.

لكن هذه القوة الغاشمة التي تمتلكها اسرائيل ،القادرة على إشعال النيران في العواصم العربية ، تعجز عن إطفاء الحرائق التي اشتعلت لأسباب بسيطة ، يرجح أن الرياح الشرقية الشديدة التي اجتاحت شرق المتوسط ، في العشر الأواخر من تشرين الثاني – نوفمبر الماضي ، ساهمت بتوسع رقعة النيران ونقلها من مكان الى آخر ، وهو ما يؤكد هشاشة هذا الكيان من الداخل، وأنه مهما بلغت قوته العسكرية وغطرسته ، فهناك نقاط ضعف في بنيته قد تدمره دون حرب.

و»الحريق بالحريق يذكر.. « فمعركة الكيان الصهيوني مع الحرائق ، تذكر المزارعين الأردنيين في منطقة الأغوار، بالحرائق العابرة لنهر الأردن ،التي تمتد في الصيف منذ سنوات ، من الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل الى الجانب الشرقي من النهر، لتلتهم مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية ، وهي حرائق يفتعلها جيش الاحتلال ، بزعم إزالة الأعشاب الطويلة على الحدود خشية استغلالها للتهريب والتسلل.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF