كتاب

أبناء

قبل أسبوع ذهبت لمدرسة ابني , ودخلت للمدير ..كانت هناك سيدة في مقتبل العمر, من الشام ...والشام حين تسمع لهجة أهلها تتذكر قصائد نزار وتتذكر الخلاخيل في اقدام الدمشقيات وتتذكر الوجد ..وسوريا بكل ما حملت من تعب وشوق ..

كانت تتحدث مع المدير عن ابنها (الياس) ..قالت له :- (ليك أستاذ هو بمبحس (مبحث) الرياضيات كتيييييير بركز وممتاز ..) ...تحدثت أيضا عن النشاطات اللامنهجية , اعترضت على إرساله رحلة إلى (ماكدونالدز) ..طلبت أن يذهبوا للمتاحف .

وأيضا تحدثت عن المقصف , والأسعار الغالية ...وأنا شاركتهم في الحديث وتحدثت عن أهمية تنمية الميول الإبداعية لدى الطلبة , وتحدثت عن المقصف أيضا ...وتجاذبنا أطراف الحديث عن المناهج .

فهمت منها أن الياس في الصف الرابع , وسألتها عن علاقاته فأجابت :- (كتييربحب رفئاتو ..ورفئاتو بحبوه كتيير ..وبجو لعنا ع البيت) ..

الأشقاء في سوريا لديهم التعليم أمر مهم وأنا من قبيل معلوماتي القيمة في هذا المجال , تحدثت معها عن جامعة دمشق , عن قبر ديك الجن الحمصي ..عن المتنبي , وعن الشام كم احتضنت من شعراء بعدد الياسمين الذي ينبت في حواف البيوت ..

وفي لجة الحديث سألتني :- (لشو جاي أستاز مالو إبنك ) ...صمت قليلا ثم أخبرتها , أني أتابعه بشكل شبه إسبوعي , وهو متفوق في الإنجليزي والرياضيات , وأريد ..أن أنمي مهاراته في الموسيقى , الحقيقة غير ذلك أبدا, فقد استدعيت لأنه قام (بعض) يد زميله ...وقد قالت لي المعلمه قبل مجيئي للمدرسة :- (إبنك مبدع بالهوشات) ...

على كل حال الشقيق السوري والعراقي , ترك وطنه حتى يوفر الراحة لأولاده ويحصل على تعليم جيد لهم , ونحن لم نترك وطننا ..بقينا فيه وحصلنا على تنمية إبداعية في مجال (الهوشات) ...