كتاب

مجلس النواب

في مجلس النواب , وحين يعرض الإعلام الصور من داخل القبة ..تكتشف أنه يحتوي على ما يقارب 130 (مكتة) ملصقة بطاولات السادة النواب بالمقابل لا تشاهد وردة واحدة , أو (قوارة ) فيها شتلة للزينة ...وحين تنظر للبرلمان الأوروبي , أو حتى الإيراني تكتشف أن الورد موجود .. وأن الزوايا كلها شجر.

كم أنفقوا من الخشب ؟ وكم استهلكوا مترا من الجلد الأخضر الفاره لكي يقوموا بنثرها على المقاعد؟...

حين تنظر للبرلمان الألماني , وعند دخولك إليه , ستجد تاريخ ألمانيا والكتابات التي دونها الجنود الروس حين احتلوا برلين, وقد وضعت في زجاج مفرغ من الهواء , وفي داخله صور من التاريخ الألماني ....بالمقابل برلماننا لا توجد فيه صورة واحدة عن الأردن، بالمقابل فيه ما يقارب (14) يافطة تدل على مخارج الهروب في الحالات الطارئة ...وما يقارب ال (160) مايكريفونا ...

ويوجد أيضا في برلماننا(بردايه) ضخمة خلف الرئيس , وهي لم تغلق منذ بناء هذا المبنى, وللان أحاول أن أعرف الغاية منها ...

تشعر أن الطاولات (متاريس) ..فهي لضخامتها وحجمها , تستطيع الإختباء خلفها والرماية...

منذ الصباح , لحظة كتابة هذا المقال وأنا أتابع كلمات النواب , لا صورة للبتراء رسمت على الجدار , ولا نصب ولو بسيط يدلل على متانة الحياة التشريعية في الأردن , ولا حتى شعار على الحائط للسوسنة السوداء التي شكلت رمزا للدولة ...ولكن ثمة ما يوحي أن النجار الذي صمم المكان بارع جدا فقد استهلك كميات هائلة من الخشب , ناهيك عن الموكيت الفاخر ..ولو أن مواطنا عربيا أدار على اي قناة , وشاهد جلسات المجلس فلن يعرف أي مجلس هذا ...فالصور لا يوجد فيها ما يدل على الدولة .

حسنا ما اقوله ليش عبثيا , ولكنه ضرورة من ضرورات الهوية ..فالمكان حتى المكان يحمل هوية أيضا ...؟

Hadi.ejjbed@hotmail.com