متابعة - ثامر العوايشة - تعرّض كمبيوتر سعيد محمد لغزو مكثف من قِبَل رسائل إلكترونية لم يكن يتوقعها على الإطلاق، فبعد أن كان هذا الطالب الجامعي يتلقى رسالتين أو ثلاثة في الأسبوع على عنوانه الإلكتروني الخاص ، فوجِئ ذات يوم بوجود 120 رسالة في صندوق بريده الإلكتروني، معظمها إعلانات تعرض بيع سلع وخدمات مختلفة. وكان دافع سعيد إلى القلق هو أنه لم يشتر شيئاً عن طريق الإنترنت، ولم يكن يعطي عنوانه لاحد. لكن سيل الرسائل كان ينهال عليه، يقول سعيد : وصل الأمر إلى درجة أن بريده الالكتروني اكتظّ بالرسائل إلى درجة تعذر فتحه، ويضيف : 'الكم الكبير من الرسائل كاد يخنق الكمبيوتر وربمل لم يكن يعرف الشاب سعيد محمد عن الاميركي جيرمي جانيز اقرأ القصة اعلاه الذي اغرق العالم وكبرى المؤسسات الاميركية برسائله الالكترونية المزعجة .. ولو استطاع هذا الشاب سعيد الوصول الى القضاء لحسم امر بريده.
في نهاية المطاف، اضطر سعيد إلى أن يغلق ذلك العنوان الذي يستخدمه وينشئ عنواناً جديداً. ورغم اضطراره إلى أن يتحمّل عبء إخبار المتراسلين معه بتغّييره لعنوانه، إلا أنه وجد أن ذلك أسهل بكثير من الإبقاء على العنوان القديم، الذي لم يكن يستطيع أن يفعل به شيئاً .
ويعاني الكثير من مستخدمي البريد الالكتروني من عمليات اغراق من رسائل من جهات لا يعرفها تقتحم عليه خصوصيته لتعرض خدماتها أو منتجاتها بشكل كبير يصل الى احد الازعاج
و الرسائل المزعجة السبام قد صممت لجذب انتباه الناس إلى الرسائل اللحظية العاجلة كما أنها تستطيع الفرار من المرشحات التى طورها المتخصصون للحد من انتشار الرسائل المزعجة. وأوضح الخبراء أنه تم حصر أكثر من 682 مليون رسالة لحظية خلال عام 2004 ، الى أنه من المتوقع ان يزيد عدد الرسائل المزعجة من نوع «spam» الى 2ر1 بليون رسالة هذا العام . جدير بالذكر أن هناك العديد من الأشخاص يستخدمون خدمة 'أى أم' فى التحدث وتبادل الرسائل مباشرة مع الأصدقاء والمعارف ولذلك فهناك خطر من وصول هذه الرسائل المزعجة لهم لأنهم يعتقدون أنهم متصلين مباشرة مع مواقع معينة ومحددة بواسطة المتصلين بهم. يشار إلى أن أن هذا النوع من رسائل «spam» تتولد اتوماتيكيا .
وهي رسائل دعائية ترسلها جهات عامة أو خاصة دفعة واحدة لعدد كبير من المستخدمين دون علم أو سابق معرفة للإعلان عن منتجات، أو الدعوة لخدمات، ويتكرر إرسالها بشكل مستمر ومزعج. ولعل هذه هي الآلية التي تتبعها بعض مزودات البريد الإلكتروني في التعرف الرسائل الدعائية، فنفس الرسالة تصل للآلاف في نفس الوقت وبذلك يتم التعامل معها على أنها بريد دعائي.
وهذا الحجم الهائل من الرسائل غير المرغوب فيها تعاظم مع تزايد انتشار الإنترنت. فإن كنت قد سجّلت لقائمة مراسلة إلكترونية، أو دخلت غرفة دردشة، أو سجلت مُنْتَجاً اشتريته، أو سجّلت لأية خدمة أعطيت لها بريدك الإلكتروني، فإنك على الأرجح تتلقى رسائل لم تطلبها. فهناك ما يقارب 30 مليار رسالة إلكترونية تُرسَل كل يوم، غير أن أكثر من نصفها يُعَدُّ رسائل غير مرغوب فيها كما تشير الإحصاءات. وأكثرها رسائل تتعلق بالجنس وعلاج الأسنان وشراء الأدوية والعقارات. ومن المفارقة، أن الترحيب ببعض هذه الرسائل المزعجة يؤدي إلى تفاقمها، إذ قد تؤدي زيارة بعض المواقع المعلن عنها إلى خرق لمسائل السرية، خاصة مع وجود الثغرات في الأنظمة، وأحيانا يتم ذلك عن جهل وليس عن قصد.
وقد لا يرى البعض أي إزعاج في هذا النوع من الرسائل، لكن إذا توفر العلم بأضرارها فإن الأمر سيبدو مختلفاً، فتتفاقم هذه المعاناة عندما تكون هذه الرسائل من مواقع إباحية ، فتجده يحذف العشرات منها كلما دخل لتفحص بريده ويقول البعض أنه بات يكره لحظات دخول بريده جراء هذه المشكلة خصوصاً إذا كان يدخل لبريده بفترات متباعدة ومتقطعة.
كيف يمكنك
إيقاف السيل؟
ربما يكون أفضل وسيلة لذلك هو ببساطة أن تحذفها، فليس من مصلحتك أن تطلب منهم إزالة عنوانك من قائمتهم، فهذه العملية بحد ذاتها تخبرهم أن لديهم عنواناً فاعلاً. وكثير من الرسائل المزعجة تزيّف عنوان المرسل، مما يعني أنك حين تجيب على الرسالة.
أما فكرة إجازة قانون للقضاء على الرسائل المزعجة فتبدو عبثية. فطالما وجد الناس أن البريد الإلكتروني وسيلة تسويقية فعّالة، فسوف يتحايلون على جميع الأساليب القانونية والتكنولوجية للوصول إلى صندوق بريدك. لعل أقصى ما يمكن أنْ نأمله هو أن يتحول الوابل الشديد إلى قطرات خفيفة.
وهنالك أكثر من طريقة للتخلص منها، منها اليدوي عن طريق الإدخال اليدوي للعناوين غير المرغوب فيها، وهذه الطريقة عادة ما تتبع لدى مزودات البريد التي لا توفر خدمة الفلترة الآلية، والطريقة الثانية تتم بواسطة الفلترة الآلية المضمنة في أشهر مزودات البريد مثل الياهو Yahoo.com ، وبريد هوتميل Hotmail.com ، والتي تتيح إحالة أي عنوان إلى قائمة العناوين غير المرغوب فيها، هذا علاوة على الرسائل التي تحال آلياً دون تدخل من المستخدم إلى ما يعرف بالبريد غير المرغوب فيه Junk Mail أو Bulk Mail والتي أشرنا في بداية هذا التقرير إلى الآلية التي يتم التعرف عليه فيها، وهي الرسائل التي ترسل إلى عدد من العناوين دفعة واحدة، خصوصاً وأن أغلب المرسل إليهم من نفس البريد مما يسهل هذه العملية. وكل ما على المستخدم عند ورود رسالة من هذا النوع ولم يتم التعرف الآلي عليها أن يقوم بالتأشير أمامها وضغط Junk في الهوتميل وهي التي أحيطت بإطار أحمر، أو فتح الرسالة وضغط كلمة Spam والتي أحيطت بنفس الإطار بالنسبة لبريد الياهو، ومن تلك اللحظة لن تراها من ذلك العنوان، وعلى صعيد الخوادم العربية هناك نقطة تحسب لمصلحة بريدنا العربي وهي التعرف الآلي على الرسائل المزعجة وتحويلها إلى مجلد خاص اسمه بريد الرسائل المزعجة ونسبة الخطأ فيه ضئيلة جداً .
أما الطريقة الثالثة وهي مفيدة أكثر لمستخدمي بريد الـ pop الذي يربط بجوالب البريد مثل الأوت لوك ، وتتمثل هذه الطريقة بالاعتماد على البرامج المتخصصة مثل Brightmail Anti-Spam والذي الأقوى والأوسع انتشاراً ، وهو أحد الحلول التي تقدمها شركة سيمانتيك
وفى معظم الرسائل التسويقية تجدها مزيلة بما معناه إذا رغبت فى أن نقوم بإزالة عنوانك الإلكترونى من قائمة مراسلاتنا إضغط هذه الوصلة 'أو شئ من هذا القبيل فلا تنخدع وتحقق لهم ما يرجوه من التأكد من أن هذا البريد الإلكترونى فعال وصاحبه يقوم بفتحه بصورة مستمرة مما قد يؤدى إلى استلامك المزيد من الرسائل التسويقية فسوف يقومون ببيع عنوان بريدك المؤكد الفعالية لآخرين مع الضمان بأنه فعال فقد ننصحك بأن تتجاهل هذه الرسائل التى تدعو لإلغاء الاشتراك.
وإذا كان بريدك من مزودي خدمة المجاني مثل hotmail فيمكنك الاستفادة من خدمة block this address والتى تمنع وصول أى رسائل من هذا العنوان إلى بريدك وتقوم بإلغائها مباشرة ومثل هذه الخدمة بالنسبة لبريد Yahoo خدمة this is a SPAM حيث تمكنك من منع وإلغاء جميع الرسائل الواردة من هذا الشخص بل وأيضا أى عنوان من سيرفر البريد الخاص به.
ويوجد العديد من البرامج المجانية والتى تساعدك فى مراجعة محتويات بريدك الإلكترونى وهو على السيرفر الشركة مقدمة الخدمة قبل أن تقوم بتنزيله إلى جهازك أو صندوق بريدك ومن ثم تحدد ماتريده مثل إرجاع الرسالة إلى مرسلها مما يعطيه إنطباع بأن هذا البريد الإلكترونى لايعمل فيقوم بحذف عنوانك من قوائمه . من هذه البرامج المفيدة برنامج Mail washer ويمكنك تحميله مجانا من موقع www.download.com ويقوم هذا البرنامج أيضا بالتعرف على أسلوب الرسالة وتحديد ما إذا كانت رسالة تسويق جماعية أم لا ويضع عليها علامة مميزة تدعوك لملاحظتها وإتخاذ الإجراء المنناسب حيالها وهى على السيرفر مزود الخدمة قبل أن تصل إلى جهازك ونفس الشئ بالنسبة للرسائل التى قد تحتوى على فيروسات.
ويمكنك التبليغ عن أسماء السيرفر التى يتكرر منها رسائل مزعجة وذلك من خلال المواقع والشركات الخاصة لهذا الغرض مثل موقع مؤسسة البريد المزعج وعنوانه www.mail-abuse.org والذى سوف يقوم بمراقبة السيرفر المصدر لهذه الرسائل لفترة والتأكد من هدف مرسليها وإتخاذ الإجراءات الضرورية حيالهم والتى قد تصل إلى حد إلغاء إسم النطاق Domain Name