تكون الشخصنة في الكتابة مذمومة , حين يكون هدفها المنفعة , والشخصنة هي مدح الخاص على حساب العام ...ولكن ثمة فارق بين الشخصنة , وبين شخصية أردنية تتمنى أن تكرر , شخصية تحظى بإجماع الناس كلهم .
في بلادنا , تقلد مروان الحمود العديد من المناصب ..وهو الوحيد في الأردن الذي ما زالت الناس تعرف به وتقدمه وتذكره بكلمة :- الشيخ مروان ...لم أشاهد أردنيا يقول عنه :- معالي السيد مروان الحمود ...الجميع يقولون الشيخ.
حسنا ..الدولة في لحظة تصنع الف وزير , وألف نائب وألف مدير لكن الشيء الوحيد في الأردن الذي لايصنع بقرار هو (الشيخ) ..وحتى تكون شيخا عليك أن تحمل على أكتافك وجع العشيرة وهم الناس ..وتكون بمستوى وطن كامل وليس جغرافيا محددة ...
الشخصية الوطنية الأردنية , لم تنتج بيروقراطيا ..لم تصنعها الوظيفة العامة بل أنتجت , بمحض إرادة العشيرة والناس ...ونحن في زمن تختل فيه الموازين لصالح الوظيفة والمال ...
(ابو العبد) ..الان على مشارف السبعين , لم يخذل يوما السلط ..لم يخذل الناس , لم يترك بقعة في الأردن إلا وكان حاضرا فيها ... وزاهدا في حديثه ولكن عميقا في الحضور والنظرة ...وأنا مدرك تماما أن من مثل (أبو العبد) هو شخصية قادرة في لحظة على ضبط المزاج العام ...كونه مفتاحا ورمزا إجتماعيا , كلمته لا يعتريها الشك أبدا ...
الإنسان هو البناء الحقيقي في الدولة , وهو رصيدها ...وأكتب هذا الصباح عن (ابو العبد) ..لأننا أمس , كنا في جلسة ..ضمت العديد من الناس ..ومنهم أشقاء عرب , وحين وقف أحدهم للتعريف بنا , خرج صديق لي وقال له :- نحن لا نعرف مع أبو العبد ..فهو تعريفنا جميعا , وهو تعريف للوطن أيضا ...قف عند اسمه فقط ويكفي .
في الأردن نتحدث عن المؤسسات , والخطط , وهيبة الدولة ..والتطور وزمن الإقتصاد المفتوح ...وننسى في لحظة , أن من هم حزام الدولة الحقيقي وضمانة أمنها ...وضمان حماية نسقها الإجتماعي ..هم رجال ولكن بحجم مؤسسات ...بمثل شخصية الشيخ مروان ....
سلامي لك ...لأن التعريف يقف عندك , ولا يوجد معرف بعدك أيها الشيخ .
Hadi.ejjbed@hotmail.com
مواضيع ذات صلة