من أهم المضامين الذي حملها خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الحديث عن القدس ركيزة السلام وهي في قائمة اولويات جلالته دائماً. لقد أكد مراراً وتكراراً وفي مختلف المحافل الدولية على القضية الفلسطنية وحرصه الشديد على حماية القدس والتصدي لإي اعتداء يستهدف تغيير الهوية التاريخية لها..
خطاب شامل حمل مجموعة من المضامين التي تمثل الهم العربي كما الهم العالمي الاكبر المتمثل بقوى الارهاب والتطرف. لقد دافع جلالته عن صورة الاسلام والمسلمين حيث اشار الى أن الاسلام دين التسامح والسلام وأن البشر في تعاليم الاسلام متساوون ولا تمييز بين الامم والاقاليم والاعراق، وأن حرية الاديان محفوظة، والمسلمون يؤمنون بكل الكتب السماوية حيث آيات القرآن الكريم تحمل أسماء الرسل لجميع الامم ولكل الاديان.
لقد استخدمت الفتنة الدينية لتكون اداة المتطرفين والإرهابين لدمار القيم الإنسانية ولنشر الخوف والخراب وحرمان الاطفال من حقهم في الحياة بإمان وحرمان النساء من حقوقهن ولإعاقة الحضارة الانسانية والتبادل الفكري والثقافي السليم بين الامم. للاسف يد الغدر والإرهاب باتت تقتل بإسم الإديان.
الدين المحبة والسلام والطمأنينة وهو المعاملة والخلق الطيب بين البشر، وهو ما يمنح البشر هدوء النفس وصفاء السريرة. أن المتطرفين اساءوا للإديان بإفكار الدين براء منها ولا يمكن تعميم سلوكهم الغير قويم الذي يستهدف القضاء على البشرية والعودة بخطى سريعة نحو العصور المظلمة.
لا للظلام الجهل وللاافكار المغلوطة التي تسوق بإسم الإديان، لانها تصب في خدمة الارهاب والارهابيين ولا تفرز الا الانقسام والابتعاد عن الآخر ورفضه.
أن الامل والتسامح والسلام وتقبل الآخر والتضحية والايثار وتقديم يد العون للمحتاج والوقوف بجانب الشعوب التي دمرت الحرب حقها في العيش الآمن، كل تلك العناوين نادى بها جلالة الملك عبد الله الثاني بها في خطابه وهي عناوين للحضارة وللفطرة الانسانية السليمة الطيبة.
اضافة الى اشادة جلالته بالوحدة وقوة الارادة والروح التي جعلت الاردن دائماً متجهاً نحو التقدم والانجاز حتى في ظل الظروف الصعبة مضيفاً جلالته الى أن نجاح الانتخابات في ظل كل تلك التحديات يعتبر انتصارأ حقيقياً.
ومن وحي هذا الخطاب الملكي الرائع الذي سمعه العالم أجمع علينا استخلاص حقيقة مهمة وتبنيها وهو أن الدين هو الامل والسلام والمحبة وتقبل الآخر والتسامح.
ومن هنا اقول لكل من يصعدون موضوع المناهج الجديدة بإنها ضد الدين هل تم تغير فروض أو اركان لنقول أن المناهج تسيء للدين ما لكم كيف تحكمون. ما هو دور المعلم والمربي وهل تغير بتغير المناهج.
أن حقيقة وواقع ما كتب في الصحف والمواقع من استبدل حفظ الآية الفلانية بالقراءة فقط أو تغير الاسم الفلاني أو ازالة الكلمة الفلانية لا يحدث اشكالية ولا يسيء للدين لمن جُبل على فطرة سليمة وبوجود معلم بارع قادر على زرع الخير والمحبة والمفاهيم الطيبة والقيم الاخلاقية السليمة سنبحر في شواطيء العلم والدين والخلق القويم السليم دون إبطاء. الدين روحانية وفطرة يفطر بها الانسان. ما آراه يجعلني أدعو للتمهل والتريث والابتعاد عن ما ينشر في المواقع الاجتماعية كمسلمات لأن ادخال طلابنا اطفالا وشبابا بهذا النوع من الاشكاليات يضر بالعملية التعليمية. حمى الله الاردن.
A_altaher68@hotmail.com
مواضيع ذات صلة