كتاب

هل تعاني السياحة العالمية..؟

...لا نستطيع الجزم بأن السياحة العالمية ككل تعاني، ولكن ما نستطيع الجزم فيه، أنها تعاني في بعض الأقاليم وتزدهر في البعض الآخر، والدليل على ذلك، المؤشرات والإحصاءات التي تصدر عن المؤسسات والإتحادات والمجالس والجمعيات السياحية العالمية ذات العلاقة، والتي أشارت وبوضوح بأن السياحة الدولية قد حققت نمواً نسبته 3.6% للعام 2015، علاوة على ذلك، فقد بلغت الزيادة في عدد السيّاح الدوليين ما نسبته 4.4% لنفس العام.

...على الرغم من الأحداث المتتالية التي قد أحدثت إرباكاً في هذه الصناعة العالمية، إلا أننا نلاحظ أن السنوات الأربع الأخيرة، قد شهدت زيادة سريعة في السياحة الدولية أكثر من التجارة السلعية العالمية، وأن حصة القطاع السياحي من الصادرات العالمية بلغ 7% في العام 2015، أما مجموع قيمة الصادرات العالمية السياحية الدولية فقد بلغ 1.4 تريليون دولار أمريكي، وأن ما قيمته 1.2 مليار دولار أمريكي قد جاءت من السيّاح الدوليين، والتي صُرفت على الإقامة، والطعام والشراب، والترفيه، والتسوق وخدمات وسلع أخرى مختلفة.

...إن حصة السياحة من مجموع الصادرات والسلع والخدمات قد ارتفعت من 6% الى 7% للعام 2015، وأنه وللعام الرابع على التوالي، فإن السياحة الدولية نمت بشكل أكبر من التجارة السلعية العالمية، والتي نمت بنسبة 2.8% للعام 2015، وذلك حسب الأرقام التي صدرت عن منظمة التجارة العالمية (WTO)، وكانت المنظمة نفسها، قد صنفّت السياحة في المركز الثالث من حيث فئات الصادرات العالمية، بعد الوقود والمواد الكيميائية، وقبل المنتجات الغذائية والسيارات.

...وأخيراً، تعتبر صناعة السياحة القطاع التصديري الأول في كثير من الدول النامية, وبرغم الهجمات الإرهابية الأخيرة في كثير من المقاصد العالمية، فقد ساهمت هذه الصناعة بما مقداره 7.2 تريليون دولار أمريكي ( أي 9.8% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي)، وخلقت 284 مليون وظيفة ( أي وظيفة من كل 11 وظيفة في العالم). وللمفارقة هنا، فقد أشار مجلس السياحة والسفر العالمي(WTTC) في دراسة له مؤخراً، بأن السياحة تحتاج الى (13) شهراً لتتعافى من الهجمات الإرهابية، ولكنها في المقابل، تحتاج الى (21) شهراً حتى تتعافى من وباء ما، والى (24) شهراً في حالة كارثة بيئية ما!

drfaouri@yahoo.com