كتاب

الموسم الإنتخابي

لم يرفع أي مرشح للإنتخابات شعارا مرتبطا بداعش , لم أشاهد على كل اليافطات التي نشرت ..شيئا عن الغلو والتطرف والإرهاب ...وكنت أظن في لحظة أن القضاء على داعش , ومقاومة الفكر المتطرف سيأخذ مساحات واسعة من خطاب المترشحين .

كان من الممكن أن يقدم واحد من المترشحين , ولو على سبيل الشعار جملة مرتبطة باستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب , أو مثلا شيئا عن تحصين عقول الشباب ...

كل ما نشر مغرق في المحلية , وهناك غياب تام للنفس القومي في الشعار والحديث والمناقشات ...

تلك القصة تعطينا مؤشرا خطيرا , وأظن أن قراءة هذا المؤشر ليس مكانها المقال هنا , وإنما مكانها الدولة ..فهي التي انهمكت في مقاومة هذه الظاهرة وقدمنا فيما بعد مجموعة من الشهداء ..ووظفنا الإعلام الرسمي , في الدفاع عن انخراطنا في الحرب ضد المجموعات التكفيرية , ونؤمن جميعا أنها تشكل خطرا على الدولة في الحاضر والمستقبل ...

كيف سأثق بمترشح, ليس لديه خطاب جماهيري ...وموقف محدد ضد هذه المجموعات والأصل أن يكون موقفا معلنا ...وأن لا يتم إخفاء هذا الموقف بحجة عدم إغضاب الناس , أو عدم خسارة الصوت ...

مصر منهمكة في حرب هذه الجماعات , وهي تأخذ من خطابها الداخلي الشيء الكثير , والعراق يعاني خطرها واحتلالها لنسبة كبيرة من أراضيه , والسعودية منخرطة في حرب كلفتها المليارات ضد هذه الجماعات ..وسوريا ممزقة , وتخوض حربا ضروسة ...ونحن أبعد ما نكون عن المشهد , وكأن العاصفة قد ذهبت ..مع أننا ما زلنا في عينها .

أحيانا ..تفكر فيما يحدث على الساحة , وتحك راسك مطولا ...وتسأل بحجم القلق كيف تغاضى الكل ..عن التذكير بخطر محدق في المجتمع والدولة , وقفز إلى قضايا المواطنة , والخبز , والتعليم ....دون أن يبدي ولو رأيا بسيطا في داعش وملحقاتها ...

المشهد بحاجة لقراءة متأنية , وتقديم إجابات ...